لا تزال رئيسة حكومة نيو ساوث ويلز غلاديس بيرجيكليان صامدة في وجه التحديات التي تهدد منصبها، حيث قالت إن علاقتها السرية التي استمرت خمس سنوات مع عضو برلمان الولاية السابق المتهم بالفساد داريل ماغواير، لم يكن لها أي تأثير على قراراتها في العمل.
واستبعدت بريجيكليان تقديم استقالتها بعد أن أبلغت هيئة مكافحة الفساد ICAC أنها كانت على "علاقة شخصية وطيدة" بعد انتخابات الولاية لعام 2015 مع النائب السابق لبلدة واغا واغا الريفية.
وبينما تصدرت بيرجيكليان عناوين الصحف ووسائل الاعلام ، قفز كبار الزملاء في مجلس الوزراء – بمن فيهم من ينظر اليهم كخصوم - للدفاع عنها مشيدين بقيادتها ونزاهتها والتزامها بالخدمة العامة.
وكان رئيس الوزراء الأحراري السابق مالكوم تيرنبول في طليعة المدافعين عن برجكليان، حيث قال في حديث لآي بي سي إنها حتماً لا يتوجب عليها الاستقالة لأنها "من أكثر قادة أستراليا نزاهةً وصدقاً" على حد وصفه معتبراً أنها "وقعت في حب الشخص الخطأ".
وعلى الجانب الآخر، كان لافتاً تعاطف زعيم حزب العمال السابق بيل شورتن مع برجكليان حيث وصفها في مداخلة لبرنامج توداي على القناة التاسعة بالسيدة الذكية وقال: "أعتقد أنه (ماغواير) شخص عادي ولا يرقى إلى مستواها. أتعاطف معها على المستوى الإنساني".

رئيسة حكومة ولاية نيو ساوث ويلز غلاديس برجكليان Source: AAP
وبمجرد تكشف العلاقة أمام الرأي العام، أثيرت أسئلة عما اذا كان ماغواير البالغ من العمر 61 عاما ما زال متزوجا عندما ارتبطا ببعضها البعض في 2015، ولكنها نفت في مؤتمر صحفي أي تقاطع في العلاقتين وأجابت على سؤال صحفي بالقول: "هذه مسألة تخصه، ولكن حسب اعتقادي فقد كان منفصلاً".
وأوردت صحيفة الديلي تلغراف تصريحات على لسان أسرة الزوجة السابقة للنائب، مورين ماغوير، أنها كانت تعلم بعلاقته غير العلنية مع برجيكليان التي تصغرها بعشرة أعوام.
وقال شقيق مورين مافواير للصحيفة "بالطبع كانت تعلم بشأن العلاقة." ومن غير الواضح متى تم الطلاق رسميا بين النائب وزوجته، ولكن علاقة الاثنين انهارت قبل نحو عشر سنوات. ولم تُشاهد الزوجة مع زوجها أثناء الحملات الانتخابية في 2015 وهي الفترة التي شهدت تقارب ماغواير وبرجكليان.
لكن المقربين منها قالوا إن الزوجة السابقة كانت "هادئة وخجولة" ولم يكن لها حضور في الفاعليات السياسية. وانتقل النائب ماغواير خارج منزل العائلة قبل ثمان سنوات. وفي عام 2017 اشترى ماغواير حصة زوجته من المنزل الذي تبلغ 2.6 مليون دولار.
ومن جانبه، قال رئيس تحرير صحيفة النهار التي تصدر في أستراليا، أنور حرب، ان ما حدث بالمعايير السياسية "زلزال" مشيداً في ذات الوقت بمهنية برجكليان: "هي كما اعرفها امرأة فولاذية عندما يتعلق الأمر بمصلحة الشعب والولاية والوطن. امرأة انسانية بامتياز عندما يتعلق الأمر بمصلحة وصحة المواطن ونجاحاتها في مواجهة كوفيد-19 دليل على ذلك".
ورغم اعتراف برجكليان بارتكابها لخطأ كبير على الصعيد الشخصي، يرى حرب ان غلاديس أخلصت لماغواير وكان "طليقاً ومطلقاً" عندما بدأت علاقتهما.
أخطأت عاطفيا ولكن هل اقترفت خطأ بحق الناس؟
وحول تبعات هذه "الفضيحة السياسية" وأثرها لدى الناخب، يرى حرب أن العلاقات الشخصية يجب ألا تقف عائقاً أمام تقييم نجاحاتها بشكل موضوعي: "لنضعها (برجكليان) في الميزان، الهيئة العامة في حزب الاحرار في حالة دفاع عنها واذا ارادت محاسبتها فسيتم الفصل بين الخط الشخصي وخط الخدمة العامة".
وأضاف حرب: "هناك محاسبة اما عبر القانون من خلال مفوضية ICAC او صناديق الاقتراع. غداً يمثل ماغواير امام لجنة التحقيق فهل يدحض اقوالها؟ هل هناك مفاجآت؟ علينا أن ننتظر".
استمعوا إلى المقابلة مع رئيس تحرير صحيفة النهار أنور حرب في الملف الصوتي أعلاه.