عباس العلي، 39 عاما، لاجئ عراقي. وهو أحد اللاجئين الذين احتجزوا في مخيم تابع لوزارة الهجرة الأسترالية في جزيرة ناورو الواقعة في المحيط الهادئ بموجب اتفاقية بين حكومتي البلدين.
وكانت قد نصت الاتفاقية على أن ترسل أستراليا طالبي اللجوء الذين يصلون إلى المياه الإقليمية الأسترالية عبر القوارب بعد حزيران يونيو 2013 إلى جزيرة ناورو.

Abbas Al-ali
واحتجز السيد عباس للفترة الممتدة بين حزيران 2013 في جزيرة كريسماس أولا ومن ثم تم نقله الى ناورو وغادر منها مؤخرا طواعية في 4 نيسان/ابريل من هذا العام 2018.
واتخذ قرار مغادرة مركز احتجاز ناورو وحلم اعادة توطينه في استراليا لعدة أسباب كما ذكر في مقابلة مع SBSArabic24.
"تعبت من مصيري المجهول، والمكان السيء جدا ومن تفشي أنواع الأمراض"

A photo taken by Mr Al-Ali while he was leaving Manus Island to go back to Iraq
السيد عباس يقول انه كان من عشرات اللاجئين الذين فروا من الاضطهاد والحرب على متن قارب لمهربي البشر من إندونيسيا الى المياه الاسترالية.
ولسوء حظه، لم يكن من الذين اختيروا لإعادة توطينهم في استراليا، بل كان من القلة الذين احتجزوا في جزيرة ناورو.
ويقول السيد عباس "طبقوا علينا سياسة، سياسة صارمة وضعونا في أماكن بائسة وكنا نخضع لقانون جزيرة ناورو ، وهو مكان سيء جدا جدا."
وبالرغم من احتجاج الناشطين الاستراليين في حقوق الانسان على الظروف التي يعيش فيها اللاجئون في ناورو، الا أن السيد عباس يتحدث عن "الأحوال المأساوية" التي يعيشون فيها هناك، والتي دفعت به أخيرا الى طلب ترحيله الى بلده الأم العراق بعد خمس سنوات من الصبر والتحمل.
"كل تصرفاتنا وقرارات العودة وحالات الانتحار، كلها تحصل من دون وعي، لانهم لخمس سنوات كانوا يزودوننا بحبوب للأعصاب، فعندما تتناول الحبة تقوم بالنوم من يومين الى ثلاثة أيام. وقمت بتناول هذه الحبوب من 10 الى 15 مرة للتخلص من الواقع الذي أعيشه."

A photo taken by Mr Al- Ali from inside where he was staying.
وفي عام 2016 كانت أستراليا قد توصلت إلى اتفاقية مع الولايات المتحدة، حيث تعهدت إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بأخذ عدد من أولئك اللاجئين في مقابل ان تستقبل أستراليا طالبي لجوء من منطقة الكاريبي.
وحتى نيسان/ابريل، كان قد تم نقل حوالي 120 لاجئ من جزيرة ناورو إلى الولايات المتحدة من أصل حوالي 1200 كانوا في الجزيرة حين تم التوصل إلى الاتفاق.
ويقول السيد عباس العلي "انا فقدت الأمل من هذه العملية ولم أعد أحتمل الانتظار والعيش في ظروف بائسة في مخيم ناورو حيث تتفشى الأمراض وتُطبق على المعتقلين قوانين صارمة لا تطبق على سكان الجزيرة".
وقرر السيد عباس العودة إلى العراق مؤخرا بالرغم مما قد يتعرض له من مخاطر هناك.
"العودة بالنسبة للاجئي ناورو الى وطنهم الاصلي هي بمثابة انتحار"
ويقدم السيد عباس العلي رسالة للشعب الاسترالي ويقول انه "يحمّل الحكومة الاسترالية مسؤولية" كل طفل مريض وامرأة ورجل في ناورو ومدة الاحتجاز هناك.

A photo taken by Mr Al- Ali from inside where he was staying.
"هم مسؤولون عن قرار عودتي وما قد يحدث لي في العراق، لان لديهم ملفي وعلى علم بما حصل لعائلتي من قتل وتهجير، هم المسؤولون الأولون والآخرون."
ويضيف "استراليا سرقت أحلى سنين عمري، وأن صورة أستراليا كدولة تحترم حقوق الإنسان قد تحطمت في ذهني".
وللاستماع الى المقابلة مع السيد عباس العلي، يرجى الضغط على أيقونة التشغيل أعلاه.
ترقبوا حلقات برنامج "عد من حيث أتيت"، حيث تذهب شخصيات أسترالية معروفة، لخوض رحلة الهجرة و اللجوء في عدد من أشد مناطق العالم خطورة وذلك يوم الثلاثاء 2 أكتوبر على تلفزيون SBS وصفحة الفيسبوك الخاصة ب SBSArabic24 و #GoBackLive