وارتفاع مستوى التلوث في سيدني ليس جديداً على المدينة، وهو يحصل عادة في موسم الحرائق. كذلك، باقي المدن الأسترالية الكبرى، وبالأخص ملبورن، ليست أفضل حالاً بكثير خصوصاً في موسم الحرائق. ما حصل أمس هو أن فِرق الإطفاء أشعلت خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي حرائق احترازية للتخلص من أغصان الشجر وأوراقها اليابسة، وهذه تدابير تتّبعها فِرق الإطفاء خلال فصليْ الخريف والشتاء، استباقاً لفصل الصيف.
ونتيجة للحرائق الاحترازية، غطَّت سيدني خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية سحابة من الدخان الكثيف، ما رفع معدل التلوث فيها إلى مستويات خطيرة، لدرجة أن صحف فيرفاكس وجدته أسوأ من التلوث الذي تعاني منه المدن الصينية الكبرى والتي تُعتبر من أكثر الأمكنة تلوثاً في العالم.
وطلبت السلطات الصحية من الأشخاص الذين يعانون من ضيق في التنفس، عدم الخروج من منازلهم، بعدما وصل معدل التلوث إلى 476 درجة على المؤشر العالمي للتلوث، أي أكثر من ضعف الـ 200 درجة التي تُعتبر خطيرة. وقد اضطرت سيارات الإسعاف إلى معالجة حوالى 60 شخصاً لإصابتهم بضيق في التنفس.
الآن هناك أمطار في سيدني، والجو يبدو أكثر نقاءً. لكننا نفتح بهذه المناسبة ملف التلوث في المدن الأسترالية بشكل عام لنسأل كم تغيّرت أستراليا منذ أن وصلتم إليها؟ هل تجدون شارعكم أفضل أم أسوأ؟ ماذا عن اكتظاظ الطرق بالسيارات؟ ماذا عن الضوضاء أو اكتظاظ وسائل النقل العام من قطارات وحافلات وسواها؟ هل يتسبب ازدياد عدد السكان الناجم أساساً من ارتفاع أعداد المهاجرين بمزيد من التلوث، سواء البيئي أو الصوتي أو المرئي؟
