مثل أمام المحكمة رجل يبلغ من العمر 34 عامًا من ولاية نيو ساوث ويلز، وُجّهت إليه تهمٌ تتعلق بدخول مقر الكنيس في شارع ألبرت مساء يوم الجمعة، وسكب مادة قابلة للاشتعال على باب الكنيس وإضرام النار فيه.
وفي أعقاب الحادث، سافر وزير الشؤون الداخلية توني بيرك إلى ملبورن، حيث التقى قيادات من الجالية اليهودية والحاخام دوفيد غوتنيك. وقال بيرك إن الهجوم لا يمس الجالية اليهودية وحدها، بل يمثل ضررًا على المجتمع الأسترالي بأسره، مضيفًا: "هذا ليس مجرد هجوم حريق متعمد، بل هو هجوم على أستراليا وقيمها. نحن هنا اليوم في تضامن كامل مع المجتمع اليهودي، نقف صفًا واحدًا ضد الكراهية".
وأوضح الوزير أن الحكومة قامت في السنوات الأخيرة باتخاذ خطوات غير مسبوقة لمكافحة خطابات الكراهية والعنف، شملت تجريم استخدام الرموز المحرضة على الكراهية، وفرض عقوبات جنائية على من يدعو للعنف أو يستخدم خطابًا تحريضيًا، لكنه شدد على أن "مكافحة معاداة السامية ليست مسؤولية الحكومة وحدها، بل مسؤولية كل فرد في المجتمع الأسترالي".
وفي هذا السياق، علّق مفتي أستراليا ونيوزيلندا، الدكتور إبراهيم أبو محمد، على الحادث بقوله إن حماية دور العبادة ليست مسؤولية دينية فحسب، بل واجب وطني وأخلاقي، مشيرًا إلى أن الإسلام يضع احترام العقائد والمعابد في مرتبة عالية من القيم.
وتابع قائلاً: "لدينا ذخيرة من القيم والأخلاقيات لا نظير لها، ليست خاصة بالمسلمين وحدهم، وإنما تعتبر ديانات الآخرين محميات طبيعية لا يجوز المساس بها بأي شكل من الأشكال. العقائد مغلقة بالعواطف، وبلغ من تقدير الإسلام لعقائد الآخرين وحمايتها لحماية النسيج الاجتماعي، أنه نهى نهياً قاطعاً حتى عن سبّ من يعبدون غير الله".
كما أضاف الدكتور أبو محمد أن التعدد الديني والثقافي في المجتمع الأسترالي يفرض على الجميع احترام الآخر، مهما اختلفت العقائد: "المجتمع الواحد يوجد فيه المسيحي والمسلم واليهودي والبوذي ومن لا دين له. كيف تقوم العلاقة بينهم؟ الإسلام يعتبر قضية العقائد والطقوس الدينية والمعابد لا يجوز أبداً الاقتراب منها. يمكن المناقشة حولها في إطار من الخلق والاعتبار".
وأوضح سماحته أن الإسلام شدد حتى في أوقات الحرب على عدم المساس بدور العبادة أو الاعتداء على من بداخلها: "تتعدد في المجتمع الثقافات والعقائد والأعراق والأجناس. يتبع هذه العقائد المسجد والكنيس والكنيسة، ولا يجوز المساس بمن يدخلها. في الإسلام، حتى في حالة الحرب، لا نهدم كنيسة أو معبد ولا نعتدي على متعبد".
وفي ختام حديثه، نبّه المفتي إلى أن التهديد لا يقتصر على المعابد اليهودية، بل طال في السابق مساجد متعددة في أنحاء أستراليا، قائلاً: "كما نُسرع في حماية معتقداتنا، واجب علينا أن نسارع في حماية معتقدات ومعابد الآخرين. أطالب بحماية وفهم كل المعتقدات الدينية".
المزيد في التدوين الصوتي أعلى الصفحة.
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على أبل و أندرويد وعلى SBS On Demand.