أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده "لن تتنازل" عن أيّ من القيم الفرنسية مندداً بالاعتداء الذي وصفه بالـ "الإرهابي الإسلامي" على كنيسة في نيس، راح ضحيته ثلاثة قتلى وستة جرحى على يد مهاجر تونسي (21 عاماً) وصل البلاد منذ شهر.
وفي أستراليا أصدر سماحة مفتي أستراليا ونيوزلندا د. ابراهيم أبو محمد بياناً أدان فيه الهجوم مبدياً تعاطفه مع الضحايا الأبرياء، ومنتقداً في ذات الوقت طريقة إدارة ماكرون للأزمة.
وفي حديث مع SBS Arabic24 قدّم الدكتور ابراهيم أبو محمد تعازيه للشعب الفرنسي وذوي ضحايا الهجوم وقال "اتقدم بخالص العزاء لذوي الضحايا والشعب الفرنسي المحب للسلام. نتعاطف مع أسر الضحايا وندين رد الفعل الغاضب وغير المحسوب والذي أصاب الإسلام ونبي الإسلام قبل أن يصيب الضحايا الأبرياء".
وعبّر الدكتور أبو محمد عن أسفه لخطاب الرئيس الفرنسي أيمانويل ماكرون ووصفه بأنه استفزازي "الرئيس الفرنسي – و انا آسف جداً – مصر على الاستفزاز والعبارات التي تسبب الغضب وتخلق لدى الطرف المقابل أقوى دوافع الغضب والانتقام".
وفي الوقت الذي وصف فيه الرئيس الفرنسي الهجوم بالـ "الإرهابي الإسلامي"، تساءل مفتي أسترالي عن الأسباب التي قد تؤجج هذه الاعتداءات وقال: "الاعتداء الاسلامي والارهاب الاسلامي من أين هو آت؟ الرئيس ماكرون مسيحي وأغضب مليار وخمسمئة مليون مسلم، هل يحق لي أو لغيري – وهذا غير مقبول طبعاً - أن أقول هذا تعصب صليبي أو مسيحي؟"
وقد دعا الرئيس الفرنسي الشعب الفرنسي إلى "الوحدة" وإلى "عدم الخضوع لشعور الرعب" وأعلن عن زيادة عدد الجنود في وحدة مكافحة الإرهاب من ثلاثة آلاف إلى سبعة آلاف جندي، من أجل حماية أماكن العبادة والمدارس.
ومن جهته اعتبر مفتي أستراليا أن التطرف موجود في الشرق والغرب معتبرا أن التطرف هو الذي يحكم في الغرب وقال:
"الحكمة تقتضي أن يكون الخطاب مليء بالتوازن والاعتدال. الرئيس الفرنسي يضع عود الثقاب الذي يشعل الحرائق. التعصب موجود في الشرق والغرب وكذلك التطرف. ولكن التطرف في الشرق خارج عن القانون وفي الغرب هو الذي يحكم".
واعتبر الدكتور أبو محمد أن المسؤولية في تخفيف الاحتقان يقع على كل الأطراف، لكن يجب الاتفاق على أن المعتقدات خط أحمر وقال:
"على الحكماء من كل الأطراف في المجتمع المحلي أن يعلموا أن العقائد محميات طبيعية لا يجوز اقتحامها لانها منطقة خطرة، شديدة الاشتعال لأن العقائد مغلقة بالعواطف والعواطف عواصف وأحياناً قواصف وأحياناً نواسف".
وختم مفتي أستراليا حديثه بالدعوة إلى التوصل إلى قواسم مشتركة من أجل العيش بسلام "علينا تبادل المعرفة حول الذات والآخر وسنتقرب من بعضنا وسنكتشف أن بيننا قواسم مشتركة كثيرة ستساعدنا ليس فقط على العيش المشترك وانما العيش المتفاعل الجاد والذي يبني جسورا من الأخوة والصداقة".
استمعوا إلى اللقاء كاملا في المدونة الصوتية في أعلى الصفحة.



