بعد أيام قليلة من اغلاق "دار الصياد" و صحيفتها السياسية اليومية "الانوار"، فوجىء اللبنانيون امس بصدور صحيفة "النهار" العريقة بأوراق ثمان بيضاء، مكتفية بوضع اسمها و شعارها في الوسط. و لم تكتف الصحيفة التي تأسست عام 1933 باصدار نسختها الوزرقية بصفحات بيضاء، بل فعلت نفس الامر ايضا على موقعها الالكتروني و على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
رئيسة تحرير الصحيفة نايلة تويني قالت في مؤتمر صحافي ان ما قامت به هو تعبير عن الاستياء من تردي الوضع اللبناني على كافة الاصعدة. و شددت على ان الصدور بصفحات بيضاء هو صرخة للقول ان الوضع في البلد لم يعد يحتمل . و قالت ان "النهار" تعبت و هي تكتب عن الوعود و الذرائع المكررة و الفارغة للطبقة السياسية، مضيفة ان البلد ينتظر تشكيل حكومة منذ خمسة أشهر فاذا بها لعبة لتقاسم الحصص.
ما قامت به "النهار" احدث صدمة لدى القراء و الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي ، في بلد يشكو فيه الجسم الصحافي من العديد من الازمات ، و تتعطل فيه مؤسسات الدولة و تعجز اجهزتها المعنية عن حل ابسط الازمات.
و يشار الى ان صحيفة "السفير" المعروفة توقفت عن الصدور قبل عامين ، و كما ذكرنا اقفلت "دار الصياد" الشهر الماضي ، و اقفلت صحيفة "الحياة" مكاتبها في بيروت وسط ازمة تعصف ايضا بمصير صحيفة "البلد" المهددة بالاغلاق.
على كل حال امس كان هناك من تضامن مع "النهار" و مع صدورها بالابيض ، وكان هناك من وصف ما قامت به بالحركة الاستعراضية التي تثير الحشرية و تهدف الى جذب الانظار .
لالقاء المزيد من الاضواء، استضاف برنامج "أستراليا اليوم" رئيس تحرير صحيفة "التلغراف" الصادرة في سيدني انطوان القزي الذي أشاد بدور الصحيفة التاريخي لبنانيا وعربياً.
استمعوا الى المقابلة كاملة على الرابط الصوتي المرفق بالصورة.