تحتفل استراليا في شهر يوليو/ تموز من كل عام بالأسبوع الوطني للتعريف بثقافة السكان الأصليين وإرثهم الممتد لأكثر من 60 ألف سنة.
في هذا الاسبوع المعروف شعبيا بـ NAIDOC Week تتم الإضاءة على أبرز المحطات التاريخية للبلاد وإنجازات الشعوب الأولى مع تركيز خاص هذه السنة على الظلم الذي عانته الشعوب الأصلية بسبب الإستيطان وعلى التعريف أكثر بأسماء الأماكن التقليدية وأصحاب الأرض ضمن حملة .Connect to Country
أما شعار أسبوع Naidoc للتوعية بثقافة السكان الأصليين، هذه السنة فهو شفاء البلاد أو Heal Country.
ويركز المسؤولون السياسيون والناشطون الإجتماعيون المهتمون بشؤون السكان الأصليين من أبوريجينيين وسكان مضيق توريس على إحداث المزيد من العدالة في مجالات التوظيف والطبابة وقيادة البلاد.
ويشكل يوم أستراليا الوطني الذي يحتفى به في 21 من يناير/ كانون الثاني كل عام، موضوع جدل وخلاف بين شرائح مختلفة من المجتمع الأسترالي، ففيما يدل تاريخ يوم أستراليا الوطني على ذكرى تأسيس الدولة الأسترالية حين حط الكابتن جايمس كوك رحاله في خليج سيدني، معلنا الوصول الى أرض مشاع خالية Terra Nillius ، يرى فيه الكصيرون ذكرى مؤلمة ويوم غزو وألم وصراع وجوي للسكان الأصليين.
وبمناسبة أسبوع Naidoc تحدثت الكاتبة الدكتورة نجمة خليل حبيب مع أس بي أس عربي،24 وهي صاحبة باع طويل في مجال التوعية بثقافة الشعوب الأولى والتعرّف عليها وقد خصصت جزءا من كتابها للأضاءة على مكانة وحقوق وأهمية إرث الابوريجينيين في أستراليا .
وقالت الدكتورة حبيب: "نحن لا نعرفهم، ولا نبذل المزيد من الجهد للتعرف على الأبوريجيين وهذا ينطبق على كل الجاليات، هم متجذرون بالأرض وهم جزء من تربتها ومن سحر قواها الروحية منذ زمن بعيد جدا."
كما وأظهرت الدكتورة حبيب كل الإمتنان وأعربت عن شكرها لأصحاب الأرض التي هي أصبحت وطنها الجديد وعي تعيش عليها الآن بأمان وسلام، والجدير بالذكر ان الدكتورة حبيب ناشطة ومهتمة وصاحبة باع طويل في مجال التوعية والتثقيف بتاريخ استراليا ومكانة الأصليين.
وشدد أحد كبار السكان الأصليين على أهمية التعاون وتضافر الجهود للملمة الجراح والمصالحة التامة مع النفس والأخر وشفاء البلاد معتبرا ان المسؤولية لا تقع على عاتق أبناء مجتمعات السكان الاصليين والناشطين وحسب بل ان للجاليات الاثنية حصتها من المسؤولية وعليها ان تلعب دورها في نشر التوعية بتاريخ أستراليا الحقيقي.
وتطرقت الدكتورة الى الدور التربوي وتلبية الواجب كجالية عربية بالتثقيف الذاتي والأهتمام بمعرفة المزيد ضمن عائلاتنا ومدارسنا وجمعياتنا: "السكان الأصليون أناس طيبون مسالمون، كانوا يعيشون ببسطاء على هذه الأرض مكتفين بخيراتها، ما كانوا شعبا همجيا بل على العكس تمتعوا برؤية روحية للحياة تشبه رؤيا الكتب السماوية."
"وعلى سبيل المثال فان زمن الحلم، هو معتقد شبيه بسفر التكوين، مع اختلاف بسيط وهو انهم كانوا أرواحا هائمة قبل أن يهبطوا الى الأرض حيث خلقوا الأنهار والحيوانات."
السكان الأصلون مرتبطون بالأرض وعلى علاقة وثيقة مع الطبيعة بكل عناصرها.
ورأت الدكتورة حبيب ان أستراليا بحاجة الى صنع تغييرات جذرية للمضي قدما: " يجب ان يكون هناك تغيير جذري بنظرتنا لهم، الكلام لا يصنع التغيير الفعلي على أرض الواقع، برهنوا ما قصدتم في الإعتذار الكلامي من خلال الأفعال."
ودعت الدكتورة حبيب الى المزيد من الإجراءات لتحقيق العدالة والإنصاف على أرض الواقع: "لا نريد أن نكتفي بالكلام، بالكلام قدمنا الإعتذار ولكن على أرض الواقع لا زلنا نحتفي بيوم أستراليا في التاريخ الذي يعتبرونه يوم نكبة."
