"ما حدا بحكي عربي": مهاجرة فلسطينية تروي قصة هجرة عمرها 45 عاماً إلى ملبورن

original-B0178DBC-9F19-469B-8A30-EBFE8F3C91B7.jpeg

Palestinian Australian immigrant, Maysoon Ramahi.

وصلت ميسون الرمحي إلى ملبورن قادمة من مخيم الجلزون في محافظة رام الله في الضفة الغربية في عام 1979. ورغم مرور 45 عاماً على رحلة الهجرة الأولى ما زالت متمسكة بهويتها الفلسطينية.


"شو جابني على هالبلد. حسيتها صحرا" بهذه الكلمات وبلهجة فلسطينية، تحدثنا الرمحي على انطباعها الأول عن المدينة التي ستحتضن فصول حياتها القادمة. هنا أسّست عائلتها وأرست قواعد استقرارها وهي اليوم جدة لاثني عشر حفيداً، وعاطفتها الجياشة لوطنها دفعتها لتمنح أطفال العائلات الغزية الواصلة حديثاً حيزاً من قلبها.

تقول الرمحي إن البداية لم تكن سهلة ولم يكن الطريق مفروشاً بالورود، فبعد أن تعرفت على زوجها أثناء زيارته لأهله في رام الله، وعقد قراتهما، سافرت ابنة الثمانية عشر عاماً وقتئذ بمفردها لتنطلق في رحلة ستطبع حياتها وتحفر في وجدانها مكاناً لوطن ثان منحها
وصلت إلى ملبورن وعمري لا يتجاوز الـ 18 عاماً. احتفلنا بزفافنا بمفردنا. أنا وزوجي فقط
المهاجرة الفلسطينية ميسون الرمحي
اليوم وفي زمن وسائل التواصل الاجتماعي وثورة الاتصالات، بإمكانك أن تشعر وكأنك لم تغادر قط، تشارك عبر شاشات الهاتف واللوحات الذكية في أدق تفاصيل من تركناهم في وطننا الأم.

ولكن قبل 45 عاماً لم يكن الوضع كذلك: "التواصل مع الأهل بالرسائل والرسالة تستغرق 3 اشهر حتى اصل. كنا نسجل صوتنا على كاسيت ونرسله بالبريد لعائلاتنا وأحبائنا."
التواصل كان باللغة الإنجليزية فقط مع الجيران والمتجر والطبيب. لم أجد شخص عربي واحد ولم يكن الأمر بالسهل
من يدخل بيتاً فلسطينياً سواء أكان هنا في أستراليا أم الولايات المتحدة أم أوروبا، يستشعر بعناصر حاضرة دوماً باختلاف المكان، فلمفتاح العودة مكان، وللزعتر والزيت مكان ولعبق الهوية الفلسطينية صدى تشتمه وتسمعه وتراه بعينك وقلبك.

تقول ميسون عن الحفاظ على الهوية الفلسطينية رغم البعد عن الوطن: "الأكل الفلسطيني موجود كل يوم والزيت والزعتر وأعمل جبنة نابلسية بالبيت. بالنسبة للغة العربية لم أنجح كثيراً في تعليمها للأولاد، كنت أحدثهم بالعربية ويردون بالإنجليزية ولكن الآن وبعد أن كبروا عادوا لتعلم اللغة."

وبعد أن رُزقت ميسون وزوجها أبو مكسيم كما كان يُعرف بالجالية، بدأت الدائرة الاجتماعية للعائلة الصغيرة تتسع شيئاً فشيئأ: "تعرفنا على عائلات عربية وبتنا نخرج للحدائق للشواء. وفي التسعينيات من القرن الماضي، أسس زوجي ومجموعة من الناشطين الجمعية الخيرية الفلسطينية. كان العلم الفلسطيني حاضراً دائماً في تجمعاتنا."
كنا نحوش قد ما نقدر ونسافر على فلسطين كل بضع سنوات. كانت التذكرة وقتها بأربعة آلاف دولار ولكن كنا حريصين على إبقاء الرابط حياً بين الأولاد والوطن والعائلة
وبعد 9 أشهر على بداية الحرب في غزة، تشعر ميسون بأنها تستيقظ على كابوس كل يوم: "لم نعد نحتفل بالأعياد. أحياناً أخرج لشرب القهوة مع صديقتي وأشعر بالذنب."

تقدم ميسون برفقة مجموعة من النشطاء الدعم للعائلات الواصلة حديثاً من غزة وللأطفال حيز خاص في قلبها: "الأطفال حبايب قلبي. غالبية العائلات لديهم أطفال ولكن الأب ليس هنا. تشعر وكأن الأطفال باتوا رجالاً وناضجين عقلياً ولكن الابتسامة غائبة عنهم تماماً.

تبتهج ميسون عندما يقبل عليها أطفال هذه العائلات: "شعور جميل لما يركضوا علينا ويحكوا تيتا إجت. شعور جميل الحمدلله. أطفال بحبوا الحياة ومن حقهم يعيشوا بأمان كأطفال العالم."

استمعوا إلى قصة المهاجرة الفلسطينية في ملبورن، ميسون الرمحي، في الملف الصوتي أعلى الصفحة.

استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.

أكملوا الحوار على حساباتنا على فيسبوك وانستغرام.

اشتركوا في قناة SBS Arabic على يوتيوب لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand