بين ما قاله ترامب وما كتبه أوباما: هل اللحظة هي شرارة تغيير حقيقي في الولايات المتحدة؟

USA protests

With tears in her eyes, a demonstrator in Washington Monday, June 1, 2020, (AP Photo/Alex Brandon) Source: AP

ترامب يهدد المحتجين وأوباما يشيد بالمتظاهرين السلميين لكنه يدعو لنبذ العنف والعمل على التغيير من ضمن العملية السياسية والمشاركة في الانتخابات. فإلى أين تتجه الأمور في الولايات المتحدة؟


بعد سبعة أيام من التظاهرات احتجاجا على مقتل جورج فلويد، الأمريكي من أصل أفريقي، على يد الشرطة، خرج الرئيس الأمريكي اليوم ليعلن أنه رئيس لبلاد النظام والقانون وأن ما يحصل ليس احتجاجات سلمية وإنما إرهاب محلي. متوعدا بإنزال الحرس الوطني والجيش من أجل السيطرة على الموقف.

في هذا الوقت كتب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما مقالا على موقع medium.com على الانترنت أشاد فيه بالمتظاهرين السلميين، لكنه دعا إلى الابتعاد عن العنف والمشاركة في العملية السياسية من أجل إحداث تغيير داخل المؤسسات خاصة على المستوى المحلي في الولايات.


 النقاط الرئيسية

  • ترامب يهدد المحتجين ويدعو للتعامل بحزم معهم
  • أوباما يشيد بالتظاهرات ويدعو لنبذ العنف
  • أوباما: "كيف نبقي على هذا الزخم لنحدث تغييرا حقيقيا؟"

 

بعد سبعة أيام من الاحتجاجات في الولايات المتحدة على مقتل جورج فلويد، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليقول أن ما يحصل ليس احتجاجا سلميا وإنما هو "إرهاب محلي" وبأنه سوف يستخدم كل الموارد الفدرالية المتاحة، بما فيها الجيش، للتعامل مع المحتجين، مهددا بعقوبات صارمة.

كما وانتقد ترامب السلطات في الولايات التي حدثت فيها أعمال شغب معتبرا أنها فشلت في حماية مواطنيها. وقال ترامب إن الولايات المتحدة هي بلد مبني على النظام والقانون، وأن المطلوب هو العدالة وليس الفوضى، والتعاون وليس التحدي.

وبعد مقتل خمسة متظاهرين، وتوقيف أربعة آلافٍ منهم، وبعد حرق مراكز ونهب محلات في عدة مدن، دعا أهالي الضحايا ومنها شقيق جورج فلويد إلى نبذ العنف والتظاهر بسلمية.

واليوم كتب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما على موقع medium.com مقالا بعنوان "كيف نجعل هذه اللحظة نقطة تحول نحو تغيير حقيقي" قال فيه "إن هناك دروسا تاريخية يمكن استخلاصها من جهود سابقة ومن المفيد استذكارها".

 ودعا أوباما إلى نبذ العنف وقال إن أعمال الشغب تشتت الانتباه عن القضية الحقيقية، داعيا إلى عدم تبريره أو إيجاد أسباب مقنعه لحدوثه أو المشاركة فيه.

وقال: "إننا إذا أردنا أن نرفع مستوى التعامل الأخلاقي في النظام القضائي، وفي المجتمع الأمريكي بشكل أوسع، يجب أن نكون مثالا لذلك".

ورفض أوباما مقولة أن العمل المباشر والتظاهرات، وليس المشاركة في السياسة الانتخابية، هي الحل الوحيد للتغيير، والقضاء على مشكل التحيز العنصري في النظام القضائي. قائلا إن الأمرين يتساويان من حيث الأهمية في مسيرة "التغيير الحقيقي".

 وقال إن العمل يجب أن يكون على خطين متوازيين: الاحتجاجات السلمية بالإضافة إلى المشاركة في العملية السياسية والانتخابات التي تؤدي لتحقيق المطالب من خلال سن قوانين جديدة، خاصة على المستوى المحلي في الولايات.

"من المهم أن نفهم أي مستوى من المستويات الحكومية يؤثر أكثر على النظام العدلي وعلى ممارسات الشرطة. عندما نفكر بالسياسة، الكثيرون منا يفكرون بالرئاسة وبالحكومة الفدرالية. ومن المهم أن نناضل لضمان وجود رئيس، وكونغرس، ووزارة عدل، وقضاة يعترفون بالدور المستمر والقمعي الذي تلعبه العنصرية في مجتمعنا، ويريدون فعل شيء حياله". كما جاء في مقال أوباما.

لكنه أضاف "لكن الرسميين المنتخبين الذين يحدثون الفرق الأكبر في إصلاح دوائر الشرطة والنظام العدلي يعملون على المستوى المحلي ومستوى الولايات".

 ودعا  أوباما أيضا إلى تحديد المطالب "لأن تحديدها يجعل من الصعب تجاهلها" كما قال.

 وفي حديث مع SBS Arabic24، قال المحلل السياسي، والناشط في مركز الحقوق الدستورية الذي تأسس في مدينة نيويورك عام 1964، الأستاذ إبراهيم القعطبي

"ما يحدث الآن في الولايات المتحدة هو نتيجة لما يسمى بالعنصرية في القوانين والمؤسسات الامريكية منذ زمن طويل وتطبيق عدم اللامساواة بين المواطنين الأمريكيين من مختلف الجنسيات".

وأضاف "هناك قوانين تطبق بشكل عنصري ضد الناس من ذوي البشرة السوداء، ويتم التمييز في حقهم بالحياة من خلال العدالة والحصول على الموارد، ويتم استهدافهم من قبل الشرطة. هناك الكثير منهم تم قتلهم من قبل الشرطة ولم يتم تصحيح تلك الوضعية وتلك القوانين، ومحاسبة الشرطة الذين تعمدوا قتل الأبرياء من غير المسلحين."

وأضاف "حان الوقت لتغيير جذري داخل هذه المؤسسات التي لا تخدم الا جهة على حساب أخرى،  وإن ما يحدث هو شرارة تغيير العنصرية الممنهجة داخل المؤسسات الأمريكية".

أوباما: "كيف نبقي على هذا الزخم لنحدث تغييرا حقيقيا؟"

قال أوباما إن موجات الاحتجاجات في البلاد تمثل احباطا حقيقيا ومشروعا وتأتي "بعد عقود من الفشل في أحداث إصلاحات على ممارسات الشرطة والنظام القضائي في الولايات المتحدة".

وأضاف أنه في الوقت الذي يجب فيه "الإشادة بالمتظاهرين السلميين والشجعان الذين يتحلون بروح المسؤولية" قال إن "الأقلية التي تلجأ إلى العنف تضع أناسا أبرياء في خطر، وتضيف الى خراب المناطق التي ينقصها أصلا الخدمات والمشاريع، وتحور التركيز عن القضية الأساسية".

في النهاية سنكون بحاجة الى جيل جديد من الناشطين لتشكيل استراتيجيات تتناسب مع هذا الوقت. وختم أوباما مقاله بالقول إن لديه أمل بالتغيير، داعيا الأمريكيين من أصل أفريقي "للبدء بالعمل".

 استمعوا إلى الحديث كاملا مع الأستاذ إبراهيم القعطبي في المدونة الصوتية في أعلى الصفحة.


شارك

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand
بين ما قاله ترامب وما كتبه أوباما: هل اللحظة هي شرارة تغيير حقيقي في الولايات المتحدة؟ | SBS Arabic