عندما يصف الطبيب الدواء، فإنما يفعل ذلك لمساعدة المريض على الشفاء، وعندما يحدّد الجرعة أو الكمية، فإنما يفعل ذلك بعد تدقيق حذر في الحالة التي أمامه. والطبيب لا يحدد الجرعة على هواه، بل بناءً على سنوات الدراسة الطويلة التي أمضاها قبل أن يمارس مهنته الإنسانية، وبناءً أيضاً على دراسات مستمرة يواصل القيام بها.
في المقابل، يبدو أن نسبة كبيرة من الأستراليين لا تلتزم بتعليمات الطبيب؛ والنتيجة ارتفاع الوفيات جراء تناول جرعة مفرطة من دواء موصوف. هذا ما كشفته مؤسسة Penington Institute في دراسة جديدة لها نُشرت اليوم.
وأظهرت الدراسة أن 142 أسترالياً يموتون كل شهر بسبب الإفراط في تناول الدواء، ما يشكل ضعف نسبة الوفيات المماثلة قبل عقد من الزمن.
ولعلّ أخطر ما كشفته الدراسة هو أن نسبة كبيرة من هذه الوفيات تعود إلى الإفراط في تناول العقاقير المنوّمة أو المخدّرة. وتبيّن أن تناول دواء مخدّر أو منوّم مع الكحول من شأنه أن يرفع كثيراً من خطر الوفاة.
وشملت دراسة Penington Institute أيضاً الوفيات الناجمة عن المخدرات غير المشروعة، لترسم صورة قاتمة عن هذه الناحية من الحياة في أستراليا. فقد تبيّن أن عدد الوفيات جراء مخدر الهروين بين العامين 2012 و2016 بلغ 1183 وفاة، مقابل 554 وفاة قبل عقد من الزمن أي بين العامين 2002 و2006، وهو ما يشكل ارتفاعاً بمعدل الضعف.
أما الوفيات الناجمة عن مخدر الـ Amphetamine فقد ارتفعت بمعدل أربعة أضعاف، من 298 إلى 1237 حالة وفاة.
المزيد عن هذا الموضوع في لقاء مع طبيب الصحة العامة الدكتور مصطفى علم الدين.
