بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وغياب أي تمثيل فلسطيني، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الخطة في البيت الأبيض قائلا إنها "قد تكون الفرصة الأخيرة" للفلسطينيين.
ونصت الخطة على إقامة دولة فلسطينية بشروط إذ سيتوجب عليهم الاعتراف بإسرائيل كـ"دولة يهودية" و"الرفض الصريح للإرهاب بكل اشكاله" وتعزيز مؤسساتهم.
كما ونصت على ضمّ إسرائيل لمستوطنات الضفّة الغربية وغور الأردن وإلغاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين.
وإذا وافق الفلسطينيون على التفاوض ووصلوا في نهاية المطاف إلى تلك الدولة التي وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على مبدئها، فإنّها ستكون "منزوعة السلاح".
وستكون إسرائيل مسؤولة عن الأمن وعن مراقبة المجال الجوي في المنطقة الواقعة غرب غور الأردن، في حين ستكون حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة "منزوعة السلاح".
وتعهد ترامب بأن تظل القدس عاصمة "غير مقسمة" لإسرائيل، واقترح حل دولتين، وقال إنه لن يجبر أي إسرائيلي أو فلسطيني على ترك منزله.
لكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفض الخطة المقترحة قائلا "لن نقبل بدولة دون القدس، وهذه الخطة لن تمر وستذهب إلى مزبلة التاريخ".
أما نتنياهو فأشاد بالرئيس الأمريكي ووصفه بأنه "أعظم صديق لإسرائيل في البيت الأبيض"، وقال: "صفقة القرن هي فرصة قرن، ولن نفوتها، واصفا هذا اليوم باليوم التاريخي.

President of the State of Palestine Mahmoud Abbas addresses a Security Council meeting in New York Source: AAP
وفي حديث مع SBS Arabic24 وتعليقا على الإعلان عن "الصفقة" قال رئيس البعثة الديبلوماسية الفلسطينية إلى أستراليا السفير عزت عبد الهادي " بالواقع هذا مشهد هزلي، سوريالي بالبيت الابيض، يتم الحديث عن صفقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين بغياب الممثلين الفلسطينيين، وشخص يتعرض للعزل حاليا هو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وشخص آخر متهم بأربع تهم جنائية من قبل المحاكم الاسرائيلية يقومان بتحديد مستقبل الفلسطينيين والحقوق الفلسطينية. بالواقع مشهد هزلي، لا يمكن التعليق عليه بأنه مهزلة كبيرة، بأن يقوم هذان الاثنان بتقرير مصير الشعب الفلسطيني، هذا الشعب العظيم الذي قدم الضحايا من أجل حقوقه الوطنية الثابتة في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على أرضه.
وبحسب ما أعلنه ترامب فإن القدس "ستبقى عاصمة غير مقسّمة لإسرائيل"، لكنه قال أيضا إن عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية يمكن أن تكون في "القدس الشرقية" ملمحا إلى ناحية أبو ديس التي تقع على ضواحي القدس الشرقية خارج الجدار الفاصل.
أما بالنسبة للمستوطنات ، فإن الولايات المتحدة ستكون جاهزة للاعتراف من دون أي تأخير بضمّ إسرائيل لمستوطناتها في الضفة الغربية ،وبالتالي فإن مساحات تقارب نسبتها 30 بالمئة من أراضي الضفة الغربية ستصبح رسمياً ضمن إسرائيل. كما وأعلنت واشنطن استعدادها للاعتراف بسيادة إسرائيل على غور الأردن، المنطقة الاستراتيجية الواقعة عند الحدود مع المملكة الهاشمية.
لكنّ ترامب أكّد، (بناء على خارطة للحدود المقترحة للدولتين الإسرائيلية والفلسطينية)، أنّ مساحة الأراضي الفلسطينية ستتضاعف مقارنة بما هي عليه حالياً من خلال عملية تبادل للأراضي بينهم وبين إسرائيل.
وحول إمكانية العودة إلى المفاوضات قال السفير عبد الهادي " ممكن أن نلجأ إلى طاولة المفاوضات غدا لكن وفق مرجعيات واضحة والقانون الدولي هذا ما اتفقت عليه قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة والشرعية الدولية والمبادرات العربية والفلسطينية. لكن هذا الحل يترك لنا 10 بالمئة فقط من الأراضي لإقامة دولة فلسطينية، هي ليست قابلة للحياة".
وأضاف "طوال الوقت كنا ندعو إلى العودة إلى طاولة المفاوضات ولكن على أساس مرجعيات واضحة. كنا في تفاوض مع الإسرائيليين لفترة خمس وعشرين سنة وكانت النتيجة صفر بسبب التعنت الإسرائيلي واليمين الاسرائيلي، وبسبب اعتبارهم الضفة الغربية أرضا إسرائيلية، وليس ارضا متنازع عليها".
وتقترح الولايات المتحدة إقامة دولة فلسطينية متّصلة الأراضي، وهو ما يمكن أن يشكّل معضلة نظراً إلى كثرة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية. بينما تبقى أراضي الضفة والقطاع غير متّصلة، وتفصل بينهما إسرائيل.
وتقترح الخطة الأميركية ربط الضفة بالقطاع بواسطة نفق وإقامة "شبكات مواصلات عصرية وفاعلة لتسهيل تنقل" الأشخاص والبضائع، لا سيّما عن طريق سكة حديد وقطار فائق السرعة لربط غزة بالضفة الغربية.
أما بالنسبة لعودة اللاجئين، خاصة الذين تركوا أراضيهم عام 1967، فأكد البيت الأبيض أن "اللاجئين الفلسطينيين سيكون لديهم الخيار بين العيش في دولة فلسطينية مستقبلية، أو الاندماج في الدول التي يعيشون فيها حالياً أو الاستقرار في دولة أخرى".
وحول ردود الفعل في الشارع الفلسطيني على هذه الصفقة قال أمين عام المبادرة الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي في حديث مع SBS Arabic24 " أنا لم أر الشارع الفلسطيني والقوى الفلسطينية موحدة كما هي الآن في رفض شامل ومطلق وكامل لصفقة القرن جملة وتفصيلا. لأن الجميع أدرك ويدرك أن هذه الخطة ليست سوى خطة إسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية برمتها، خطة إسرائيلية مغلفة بغلاف أمريكي هذه الخطة كتبها نتنياهو، وتستهدف تحويل الأراضي المحتلة إلى نظام أبرثايد وتمييز عنصري. وكل من ينظر إلى الخارطة التي طرحها ترامب يستطيع أن يدرك أن هذه الخطة ليست للسلام وإنما لتدمير أي فرصة للسلام.

Palestinians chant slogans during a protest against the so-called 'Deal of the Century', in the streets of Gaza City, 28 January. Source: AAP
ويأمل مؤيدو نهج البيت الأبيض بأن تؤدي علاقات الإدارة الأميركية مع بعض الدول العربية أن تضغط هذه الدول على الفلسطينيين من أجل القبول بالخطة والاستفادة من الاستثمارات المواكبة لها والبالغة قيمتها 50 مليار دولار على عشر سنوات.
لكن الدكتور مصطفى البرغوثي يقول إن هذه الأموال مبالغ فيها وهي لن تذهب للشعب الفلسطيني ”هذه كذبة أخرى، عندما يتحدثون عن خمسين مليار دولار، دعيني أوضح الأمر، أمس ترامب أخطأ وربما كذب عندما قال 50 مليار دولار، هذه الخطة التي وضعها صهره كوشنر تتحدث عن منح 40 بالمئة من هذه الأموال للدول العربية وليس للفلسطينيين" واعتبر أن هذه الأموال سوف تستخدم لتوطين اللاجئين في دول معينة وأن ما يتبقى منها ستكون بمثابة قروض بفوائد عالية وهذا يعني إرهاق من يقبل بهذه القروض".
استمعوا إلى اللقاءين تحت الشريط الصوتي في أعلى الصفحة.