وصفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الحادث بأنه "الأعلى من حيث عدد الجرحى بالأسلحة في حادثة واحدة منذ إنشاء المستشفى الميداني قبل أكثر من عام"، حيث امتلأت غرف الطوارئ بسرعة واضطرت الفرق الطبية إلى نقل المرضى إلى مرافق أخرى.
ومن جابنها، وجهت وزارة الصحة الفلسطينية اللوم المباشر للجيش الإسرائيلي، مؤكدة أن جميع القتلى أصيبوا برصاص في الرأس أو الصدر.
وبالمقابل، أصدر الجيش الإسرائيلي بياناً أكد فيه أن "القوات لم تطلق النار على المدنيين أثناء تواجدهم داخل أو قرب موقع توزيع المساعدات"، مشيراً إلى عدم وجود علم لديها بإصابات وقعت نتيجة إطلاق نار إسرائيلي "داخل الموقع الإنساني".
لكن الجيش لم ينف تمامًا إطلاق نار في محيط الموقع، إذ أقر مصدر عسكري إسرائيلي أن قواته أطلقت "طلقات تحذيرية" باتجاه أشخاص اقتربوا من مواقع عسكرية إسرائيلية على بُعد نحو كيلومتر من مكان توزيع المساعدات، في وقت سابق من اليوم نفسه.
من جانبهم، أفاد عدد من شهود العيان ممن توجهوا إلى الموقع بحثًا عن المساعدات، أنهم تعرضوا لإطلاق نار عند دوار "العَلَم"، الذي يبعد حوالي 800 متر عن أحد مواقع التوزيع التابعة لمؤسسة "غزة الإنسانية".
وقال أحد عناصر طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني، الذين كانوا الجهة الطبية الوحيدة المتواجدة في المنطقة لحظة وقوع الحادث، لشبكة CNN إن الحشود كانت تتدفق نحو الموقع حين بدأ إطلاق النار.
في تعليق ضمن هذا السياق، قالت رئيسة مجلس إدارة منظمة Palestine Australia Relief and Action، ريم بوروز: "ما يحدث في غزة مؤلم بشكل لا يُطاق. نرى بشكل يومي تبريرات لقتل المدنيين والأطفال واغتيال الأطباء والمدرسين وعاملي الإغاثة... لقد نُزعت صفة الإنسانية عن الفلسطينيين لدرجة بات معها من المسموح ارتكاب كل هذه الفظائع."
وأضافت بوروز: "على مستوى العالم، لم تُتخذ خطوات عملية لوقف ما يحدث. نقدر إلى حد ما تصريحات المسؤولين الأستراليين، ولكن حان الوقت لاتخاذ موقف أكثر حزمًا. كم من المآسي الإضافية علينا أن نشهد في غزة كي يتحرك العالم؟"
وفي الوقت الذي يُكرر فيه المجتمع الدولي دعواته لوقف الحرب، تؤكد بوروز أن السلام لا يقتصر فقط على وقف إطلاق النار، بل يتطلب بناء نموذج جديد يعيد للفلسطينيين حقوقهم الكاملة: "السلام ليس سهلاً وليس فقط وقف الحرب. الحل هو هدم الجدران وبناء نموذج جديد. يستحق الفلسطينيون حقوقهم الأساسية، من حق العودة إلى حق التصويت والعمل."
وفي مشهد يعكس الامتداد الإنساني للأزمة، أشارت بوروز إلى أوضاع الفلسطينيين في أستراليا، وخاصة أولئك الذين فروا من غزة: "من لجؤوا إلى أستراليا من غزة يعانون بالطبع لأن الكثير من العائلات تفرق شملها هنا. الحرب فرقتهم. هناك غضب وألم وصدمة، ولكن مع ذلك هناك الكثير من الأمل في نفوسهم. لديهم قوة وحب للحياة تستحق الاحترام."
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على أبل و أندرويد وعلى SBS On Demand.