يواجه الصيادلة المنحدرون من خلفية مهاجرة في استراليا تحديات عديدة كغيرهم من المهاجرين المهرة، مثل الثقافة الجديدة واللغة والحصول على عمل.
ويقول الصيدلي مايكل عزيز، ان سوق العمل الاسترالي مزدحم جدا وايجاد فرص عمل للصيادلة تعد تحديا كبيرا.
المتحدث باسم اتحاد الصيادلة السيد شين كيلي يقول: "واحد من أكبر التحديات التي يواجها الصيادلة وخاصة الصيادلة المهاجرون هو سرقة رواتبهم. وهذا يعني بدلا من أن يقوم صاحب الصيدلية بدفع راتب محدد لموظفيه بموجب نظام قانوني ، يقوم بوضع المال في جيبه ولا يعطيه لموظفيه الصيادلة."
والسيد عزيز يعتقد " أن الاجور في استراليا للصيادلة غير عادلة على الاطلاق فاذا قارناها بدول أخرى مثل الولايات المتحدة الامريكية، وبمهن أخرى مثل طب الاسنان والتمريض، ستجدها متدنية جدا."
الصيدلي رامي فريد وصل الى استراليا العام الماضي، ويعمل في المناطق النائية في ولاية فكتوريا. ويوافق السيد عزيز الرأي ويقول ان الصيادلة يستحقون رواتب أفضل مقارنة بالعمل المجهد ذهنيا وجسديا الذي يقومون به.
بحسب لائحة أجور الصيادلة الاسترالية Pharmacy Award، فان أجر الصيدلي المبتدأ يبلغ 26.28 دولاراً، والصيدلي ذي الخبرة يبلغ 28.78 دولار، بعد أن يقوم كل منهما بالدراسة وانهاء فترة التمرين وتقديم ساعات خدمة المجتمع.
السيد عزيز يقول ان الصيدليات فتحت المجال لتقديم خدمات أخرى لا تمت بصلة لعمل الصيدلي مثل الصور الفورية وصنع القهوة، وهذا يشوش الصيدلي ولا يساعده في تأدية دوره كما يجب.

Pharmacist administer a flu vaccine on site Source: AP
"هناك صيدليات كثيرة توظف صيدلياً واحداً فقط ليؤدي المهام كاملة وحده. ضغط العمل وتوتره يصل الى مستويات مرتفعة جدا وخاصة في الصيدليات المعروفة بـ Discount Chemists، لأن الصيدلي لا يستطيع تقيم الاستشارة لزبائنه بشكل جيد." يقول السيد عزيز.
اتحاد أصحاب الصيدليات Pharmacy Guild كان قد قدم توصيات لهيئة العمل العادل العام الماضي باقتطاع علاوات العمل يوم الاحد والعطل الرسمية، وتمت الموافقة عليه.
السيد تيرنبول المتحدث الرسمي للاتحاد يقول انهم على دراية بمعاناة الصيادلة وخيبة أملهم نتيجة هذا القرار، ولكن الاتحاد وأعضاءه لديهم رؤية أخرى لهذا المعاناة.
"نحن نعتقد أنه يجب أن يكون هناك توازن لضمان استمرارية هذه المصالح التجارية وازدهارها. الصيدليات مراكز صحية ولكن أيضا هي مصالح تجارية في إطار نموذج الاعمال الأسترالي. وإذا كانت هذه الأعمال غير قادرة على الاستمرار في العمل، فسيتم إغلاقها ولن يحصل المالك أو الموظف على المردود المادي. لذلك، فإن أولويتنا هي محاولة الضغط على الحكومة كما نفعل يوميا للتأكد من أن مردود الصيدلية المادي مستمر على المدى بكل ثقة حتى يتمكن أصحاب الصيدليات من توظيف الأشخاص،" يقول السيد تيرنبول.
ومن جهته السيد عزيز يقول ان الصيادلة غير قادرين على مواكبة التطورات العلمية والمهنية في مجالهم بسبب التكلفة العالية للبرامج التعليم العالي والتدريب مقارنة بما يجنونه من عملهم.

Chemist Source: Pixabay
والسيد تيرنبول يقول "ان هناك متطلبات قانونية في استراليا الآن، في إطار برنامج تسجيل المهنيين الوطنين للعمل للصيادلة مثل غيرهم من المهنيين الصحيين، الحصول على نقاط مستمرة سنويا من برامج التطوير المهني وهذا ليس أمراً اختيارياً، وبعضها ينطوي عليها تكلفة وبعضها لا. على الصيادلة أن يجدوا طريقتهم الخاصة للتأكد من وفائهم بالتزاماتهم."
أما نظير السيد تيرنبول من اتحاد الصيادلة الاستراليين السيد كيلي يقول، ان اتحادهم يقوم بالضغط الآن على هيئة العمل العادل لرفع أجور الصيادلة ليمكنهم من تطوير أنفسهم مهنيا وماديا.
"كجزء من قضيتنا القانونية مع هيئة العمل العادل، نحاول رفع الأجور بنحو 30٪ ممّا هي علية الآن بحسب لائحة أجور الصيادلة. ونحن نبحث في ادخال مستوى تصنيف جديد للصيدلي المعتمد، لذلك علينا أن نضمن أن يقوم الصيادلة بتحسين مهاراتهم للحصول على تراخيص لتقديم خدمات أفضل وأكثر قيمة لمجتمعهم، والتي يمكن ان تعود عليهم بدخل أكبر."
وبالرغم من التوعية التي تقوم بها هيئة العمل العادل لحماية المهنيين من الاستغلال، و الضغوط التي يمارسها كل من اتحاد أصحاب الصيدليات و اتحاد الصيادلة في حماية حقوق أعضائهم، الا ان السيد مايكل عزيز يقول ان هناك حاجة للترويج عن الخدمات المتاحة للصيادلة وطرق مساعدتهم من الاستغلال أكثر.
والسيد رامي فريد يقترح أن يكون هناك توعية مخصصة للصيادلة القادمين من الخارج التي تقدم لهم العون في معرفة كل ما يحتاجونه عن حقوقهم وتطورهم المهني.