النقاط الرئيسية
- هل أنت بخير؟ مبادرة أطلقها أسترالي في عام 2009 بعدما أقدم والده على الانتحار بشكل مفاجئ.
- يحظى هذا اليوم بأهمية كبيرة على المستويين الحكومي والشعبي ويبادر فيه الأستراليون بالتواصل معاً بشكل أعمق.
- حاول أن تبدأ يومك بسؤال جارك أو صديقك أو زميلك بالعمل عن أحواله فهذا السؤال غير حياة كثيرين للأفضل.
الحياة مليئة بالتحديات والصعوبات ولكن اذا نظرت حول، قد تجد الابتسامات مرسومة على شفاه من حولك طوال الوقت رغم ما يعانون. اليوم اسأل من حولك: هل أنت حقاً بخير؟
تحيي أستراليا ف التاسع من شهر أيلول سبتمبر من كل عامR U Ok? day أو يوم "هل أنتً بخير؟" والهدف من ورائه رفع الوعي بأهمية طلب المساعدة النفسية وإشراك المجتمع في مبادرة من شأنها التخفيف عمن يعانون من صعوبات نفسية من خلال إشعارهم بأن الآخر موجود وجاهز للاستماع.
ما قصة هذا اليوم؟
في عام 1995 خسر أسترالي يُدعى باري لاركن والده بعد أن أقدم على إنهاء حياته بشكل مفاجئ ما عرض عائلته لصدمة كبيرة سيما وأن الراحل كان يحظى بشعبية وكان يبدو سعيداً في حياته.
بعد مرور 14 عاماً على هذه الحادثة الأليمة، قررت العائلة إطلاق مبادرة باسم R U OK? لتخليد ذكرى الوالد وفي محاولة للحيلولة دون مرور عائلات أخرى بهكذا مأساة وليتسنى تقديم المساعدة النفسية لمن هو بحاجة إليها قبل فوات الأوان.
ونظراً للنجاح الكبير والتفاعل الذي حظيت به هذه المبادرة، جرى تأسيس منظمة أسترالية غير ربحية تتركز نشاطاتها في نفس الإتجاه وتطلق الكثير من المبادرات لتعزيز التواصل بين أفراد المجتمع وتحاول مد يد العون لمن يعانون من العزلة الاجتماعية.

Source: Flickr
تحدثنا إلى الاستشاري النفسي الأول د. سمير ابراهيم وسألناه عن رأيه في R U Okay Day فقال: "هذا اليوم دليل عن أن الحكومة والمجتمع يحاولون تسليط الأضواء على مشكلة مستترة. من الممكن أن ترى انساناً مبتسماً ولكنه يبكي من الداخل."
في الطب النفسي هناك ما يُعرف باسم الاكتئاب الضاحك. قد تكون الابتسامة تعتلي الوجه ولكنها ليس حقيقية.
ويرى د. سمير أن المجتمعات العربية في أستراليا كمجتمعات مهاجرة تواجه صعوبات متعددة وأضاف: "هناك من هاجروا من 250 سنة بينما آخرين هاجروا من 60 سنة. من هاجر من اوروبا مثلاً بعد الحرب العالمية الاولى والثانية مروا بصعوبات أيضاً ولكن الاهتمام بالصحة النفسية والدعم في هذا الإطار لم يكن كيومنا هذا."

Credit: Unsplash/Josh Felise CC BY
لا بد أن أسأل نفسي أيضاَ: هل أنا بخير وأشعر بفرح حقيقي.
وأوضح د. سمير أن وجود أشخاص يستمعون لنا باهتمام أمر ضروري لتحقيق الاتزان النفسي: "حتى لو لم تجد حلاً للمشكلة، مجرد الحديث عنها لشخص ما ضروري ومهم. لنفترض أنني تعرضت لحادث سير وقٌطعت يدي، هل اذا قلت لأخي أو لجاري أنني حزين سيتغير الواقع؟ لن يتغير بالطبع ولكن مشاركة الحمل الوجداني والمشاعر يمنح شيئاً من الراحة."
استمعوا إلى مزيد من التفاصيل في المدونة الصوتية.
اذا كنت بحاجة لدعم نفسي اتصلوا بخط الحياة على الرقم 14 11 13
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر هذا الرابط أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.