يبدو أن مواقف وزير الشؤون الداخلية والهجرة وحماية الحدود بيتر داتن المدافعة عن المزارعين البيض في جنوب أفريقيا لم تكن بريئة. فاليوم كشفت صحف نيوز كورب عن خطة قدمها داتن إلى مجلس الوزراء، قبل إطلاق تصريحاته بشأن مزارعي جنوب أفريقيا، تقضي بخفض عدد الأمكنة في البرنامج السنوي للهجرة من 190 ألف مكان إلى 170 ألفاً.
واللافت أن داتن طالب علناً بتوطين آلاف المزارعين البيض في أستراليا، بحجة تعرضهم للاضطهاد، مشيراً إلى ضرورة منحهم تأشيرات لجوء من نوع جديد خاصة بهم. وألمح حينها إلى أن عدد الأمكنة التي يمكن أن تُمنح بموجب هذه التأشيرات سيكون 20 ألفاً، وهو عدد مساو لعدد الأمكنة التي ينوي إلغاءها من البرنامج الرسمي للهجرة بموجب خطته.
لكنَّ صحف نيوز كورب أشارت إلى أن كلاً من رئيس الوزراء مالكوم تورنبول ووزير الخزانة سكوت موريسن رفضا خطة داتن لخفض عدد المهاجرين، فيما نأى تورنبول ومعه وزيرة الخارجية جولي بيشوب بنفسيْهما عن مواقف داتن إزاء مزارعي جنوب أفريقيا.
وقد أدت هذه المواقف المتضاربة إلى توتر داخل الحكومة الفدرالية. حتى أن بعض المحللين رأى أن الضجة التي يثيرها داتن حالياً تدخل في إطار خطة لديه لتحدي زعامة تورنبول. لكنّ داتن نفى هذا الاحتمال قطعاً، علماً أن أشار إلى أن كل برلماني يطمح بأن يصبح يوماً ما رئيساً للوزراء.
في هذه الأثناء، لقيت مطالب داتن بمنح تأشيرات لجوء خاصة لمزارعين بيض من جنوب أفريقيا تأييداً من قبل بعض الأوساط السياسية. وترى هذا الأوساط أن قبول مزارعين من جنوب أفريقيا حيث الانكليزية لغة البلاد الرسمية، يؤدي إلى إحياء القطاع الزراعي الأسترالي وإلى نمو الاقتصاد الوطني.
يأتي ذلك فيما أظهرت أرقام حكومية أن المهاجرين القادمين من دول ناطقة بالإنكليزية أكثر استعداداً بكثير من نظرائهم القادمين من دول أخرى للدخول في سوق العمل والاندماج في المجتمع الأسترالي، وأن نسبة اتكالهم على السنترلنك ضئيلة. وأظهرت هذه الأرقام أيضاً أن معدل البطالة بين المهاجرين القادمين من دول تتكلم الانكليزية لا يتجاوز 2% فيما المعدل الوطني للبطالة في أستراليا 5.6%.
استمعوا الى اللقاء الذي أجراه برنامج أستراليا اليوم مع رئيس مجلس الجاليات الأثنية السيد سام عفرة حول هذا الموضوع في الرابط أعلاه.