يقبع أكثر من 300 ألف شخص في أكثر من 30 ضاحية في ولاية فكتوريا في إغلاق شبه تام، دخل حيز التنفيذ ليلة أمس وسيستمر لأربعة أسابيع، وذلك ضمن خطة الحكومة والسلطات الصحية في الولاية السيطرة على الوضع الوبائي المتدهور حيث تسجل الولاية أرقام مرتفعة من الإصابات على مدى الاثني عشر يوماً الماضية.
النقاط الرئيسية
- 300 ألف من سكان فكتوريا يعيشون في إغلاق كامل ولا يمكنهم الخروج من المنزل سوى طلباً للحاجات الأساسية
- إحدى الفتيات من الجالية العربية في أحد الأحياء المغلقة تدعو الجالية إلى الالتزام بتعليمات السلطات الصحية
- يعتقد البعض أن العزل عن باقي الولاية قد يتسبب بمشاكل نفسية
بشرى الدليمي طالبة علوم طبية وتعيش مع شقيقتها في ضاحية كريغيبرن وهي من الضواحي التي صُنفت ضمن "البؤر الساخنة" وقالت لأس بي أس عربي24 إن سكان المنطقة يشعرون بالعزلة بسبب إجراءات الإغلاق ولا سيما الأطفال فأبناء شقيقتها يعيشون معها: "شعروا بأنهم معزولون وأن العطلة ستمر دون نشاطات اعتادوا عليها كل عام."
وفي الوقت الذي تشهد فيه ولايات أسترالية مثل نيو ساوث ويلز وكوينزلاند تخفيفاً ملحوظاً للقيود، شعر سكان البؤر الساخنة في فكتوريا بـ "سخونة" تعليقات مسؤولي الصحة ورؤساء حكومات هذه الولايات الذي عبروا صراحة عن رفضهم لدخول سكان هذه المناطق إلى ولاياته، وراحت نيو ساوث ويلز أبعد من ذلك وقررت فرض غرامة مالية تصل إلى 11 ألف دولار لمن يخالف هذه التعليمات.
أما ولاية الشمس كوينزلاند فقررت حكومتها منع دخول كل سكان فكتوريا، وفي حال كانوا أصلاً من سكان كوينزلاند ويرغبون في العودة، فسيتكبدون نفقة الحجر الصحي ومن يخالف هذه التعليمات يعرض نفسه لغرامة مالية تصل إلى 4 آلاف دولار.

شرطة فكتوريا في إحدى الضواحي المغلقة في فكتوريا Source: ABC Australia
الشعور بالعزلة والانفصال عن باقي القارة الأسترالية، لم يمنع بشرى من التفكير بشكل متزن وعقلاني: "نسعى باستمرار إلى تبيان خطر الفيروس للأطفال بأمثلة بسيطة. من الضروي أن يعلموا مغبة عدم الالتزام بالتعليمات الصحية وفي نفس الوقت عدم إثارة حالة من الهلع والخوف."
شعرنا مع السجناء والذين يمرون في ظروف صعبة في الدول العربية
وأبدت بشرى بعض التحفظات على التصرفات التي كانت شائعة قبل الإغلاق، حيث تروي أنها في إحدى المرات زارت الصيدلية بعد عزلة طويلة امتدت لثلاثة أشهر في المنزل وصُدمت بعدم الالتزام بالتعليمات: "كان المعظم يتصرفون وكأن الفيروس اختفى. لم يكن أحد يرتدي كمامة والناس متقاربين للغاية. أنصح أفراد كل الجاليات العربية وحتى غير العربية بالالتزام بالتعليمات حفاظاً على الصحة العامة."
الكاتب والأكاديني الدكتور عامر ملوكا يسكن في ضاحية غرينفيل القريبة من الضواحي المغلقة في فكتوريا، ونقل لنا ملاحظاته عن انطباعات السكان عن قرار الإغلاق: "المشاعر مختلط، البعض يشعر بأن الحكومة قاسية في قراراتها ولكننا نعلم أنها تصب في مصلحة المواطن."
ومع ذلك، يتعرف الدكتور ملوكا بأن القيود رغم إرادة الإنسان تتسبب بنوع من المتاعب النفسية: "لم يعد لدينا حرية الخروج من المنزل كما كنا قبل هذا الوباء اللعين. ولكننا سنواصل التزامنا بالتعليمات مهما كانت قاسية لأنها تصب في مصلحتنا."
وأشار مالوكا مستهجناً إلى نظريات المؤامرة التي وقع البعض فريستها وباتوا يروجون لها معرضين صحتهم وصحة الآخرين للخطر: "بعض الناس لا زالوا يعتقدون ان ما يحدث ليس حقيقياً ومجرد مؤامرة. الفيروس وصل لمناطقنا وبعض أصدقائنا المقربين مصابون!"
الخطر وصلت لبيوتنا . عليكم توخي الحذر
استمعوا إلى الملف الصوتي المرفق في الصورة أعلى الصفحة.