هل يجب طلب موافقة الطفل قبل لمسه؟

Child and mother

Cute little girl embracing soldier mother in uniform, armed forces duty parting Source: Photo by Bermix Studio on Unsplash

إنطلق أسبوع حماية الطفل في الخامس من شهر أيلول/سبتمبر والذي يهدف إلى مبادرات توعوية حول سبل تعزيز حماية الأطفال وحقوقهم في حين يجد قسم كبير من الآباء الأستراليين صعوبة في إجراء هكذا محادثات مع أطفالهم.


 للأهل دور محوري في حماية أطفالهم وتربيتهم على احترام خصوصية أجسادهم وضرورة الموافقة المسبقة قبل لمسهم.


النقاط الرئيسية

  • يعتبر  89٪  من الأستراليين البالغين أن من مسؤولية الوالدين تعليم الأطفال حول الموافقة المسبقة قبل لمس جسدهم.
  • ينصح الأخصائيون بخلق العلاقة بين الأهل والطفل واختيار الطريقة والوقت المناسبان لطرح مواضيع حماية الخصوصية الجسدية.
  •  يجب ألا يفرض الأهل على هذا الأولاد تقبيل ومعانقة الأقارب بل أن يتركوا لهم  طريقة اختيار إلقاء التحية.

وفي هذا الإطار، كشف بحث جديد صادم أن 69٪ من البالغين الأستراليين لا يعتقدون أنه يجب طلب الإذن من الأطفال قبل لمسهم. يأتي ذلك لأن 36٪ من الآباء والأمهات الذين لديهم أطفال تقل أعمارهم عن 18 عامًا لا يعتقدون أن طفلهم يفهم معنى الموافقة.

على الرغم من أن 89٪ من البالغين الأستراليين يقولون إن من مسؤولية الوالدين تعليم الأطفال حول الموافقة المسبقة قبل لمس جسدهم، إلا أن أقل من نصف الآباء ومقدمي الرعاية والأجداد كانوا منفتحين مع أطفالهم حول هذا الموضوع.

للإضاءة حول مفهوم الخصوصية الجسدية عند الأطفال الذي يبدو مربكًا، صعبًا وحساسًا لكثير من الأهل شرحت الأخصائية النفسية هند صعب أن الأرضية الأساسية لكل حوار مع الطفل هي "العلاقة" التي تفتح المجال لخلق تواصل مع الطفل قائلة:
لا يمكننا أن نطرح مواضيع حميمة مع الطفل ما لم نبن معهم علاقة من عمر مبكر ومع ذلك، سيبتعد الطفل في عمر المراهقة بحثًا عن استقلاليته، وعلينا تفهم ذلك
أشارت صعب إلى أن هناك صعوبة حقيقية تواجه الآباء والأمهات بطرح مواضيع حميمة مع أبنائهم، إلا أن اختيار الطريقة المناسبة والوقت المناسب يسهلان هذا الأمر مع استخدام التعابير الصحيحة.

تؤكد صعب سلبية اعتماد أسلوب فوقي مع الأولاد الذين يتنشؤون في أستراليا على الحوار الصريح، العلمي والمباشر في طرح كل المواضيع، وأشارت إلى أن الأولاد يحصلون على المعلومات في المدارس وعلى الأهل فقط اختيار الطريقة والأسلوب لخلق الحوار البنّاء قائلة:

"علينا الابتعاد عن الحرج في طرح هذه المواضيع واستخدام أمثلة محسوسة وواقعية مع أطفالنا".

كما وأضاءت صعب على غنى التعبير الجسدي في ثقافتنا العربية والذي نفتقده كثيرًا في أيامنا هذه وسط الإغلاق قائلة:
إن هرمون المحبة المعروف بoxytocin ينتج عن العناق والشعور بالأمان وهو ضروري للبقاء على الحياة
وشرحت أن على الأهل احترام اختلاف الأولاد، إذ بعضهم لا يحبون العناق قائلة:
أعترف أننا ربينا أولادنا على ضرورة تقديم التحية باليد عند زيارة الأقارب والغمرة، ولكن يجب ألا نفرض هذا الشيء على الأولاد. فلنترك الولد على راحته في اختيار طريقة إلقاء التحية
تقول إن بناء علاقة مع الطفل يخلق مساحة تبادل بين الطفل وذويه، وعلى الأهل أن يشجعوا أولادهم على التعبير عن انزعاجهم إذا ما توجهت لهم عبارات أو كلمات تزعجهم:

"علينا أن نحترم رأي أولادنا ونسمح لهم أن يخالفونا الرأي وهكذا نخلق لديهم المناعة المعنوية والا فهم سيكونون عرضة للاستقواء لأننا فشلنا في تنمية شخصية مستقلة لديهم"

وتابعت قائلة:

"ليس كل ما تربينا عليه كأهل من عادات هي صحيحة، علينا أن نتخلى عن بعض هذه العادات لأجل أولادنا".

شرحت صعب أن التربية على احترام خصوصية الطفل تبدأ منذ الطفولة المبكرة قائلة:

"نبدأ منذ الطفولة في انتباهنا أمام من نقدم الرعاية الجسدية، الرضاعة والاستحمام ومن عمر مبكر نحدد له من يساعده في الحمام".

وتابعت في شرحها قائلة:

"تدريجيًا نسلمه مسؤولية نظافته الشخصية ليصبح مستقلًا قبل مرحلة المراهقة ونعلمه أن يغلق باب الحمام عند دخوله".

وأضافت مشددة إلى أن هذه الأطر البسيطة والواضحة تساعد الطفل في احترام خصوصية جسده من خلال اتباع هذا النمط التربوي من قبل الأهل. فالدور التربوي للأهل في حماية الطفل هو محوري، لذا فبإمكانهم تثقيف نفسهم بشكل مستدام من خلال ندوات ودورات تربوية لتنمية سلوكيات الطفل.

وختمت مثنية على دور الأهل المتطلب قائلة:
لا يملك أحد منا رخصة مزاولة الأبوة والأمومة. كل طفل هو خاص في حاجاته ولكل عائلة تركيبتها وظروفها، ولمن المحافظة على سلامة الطفل هي أولوية
كما وشاركتنا السيدة سوزان سليمان وهي أم لثالثة أبناء عن تحدياتها كأم  في مقاربة هذه المواضيع والتغيرات الجسدية مع أبنائها إذ هي تشعر بالحرج والإرباك فيما تتنبه كأم للتغييرات الجسدية وتحاول أن تسلط الضوء حول أهمية احترام خصوصية أجسادهم قائلة:

" طرح هذه المواضيع الحساسة صعب علي كوني أرافق أولادي في خضم التغيرات الجسدية التي يعيشونها".

 لمعرفة المزيد، اضغط على الملف الصوتي أعلاه.
أكملوا الحوار عبر حساباتنا على فيسبوك وتويتر وانستغرام.

توجهوا الآن إلى موقعنا الالكتروني للاطلاع على آخر الأخبار الأسترالية والمواضيع التي تهمكم.  

يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر هذا الرابط أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.


شارك

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand