السودان يخلع عباءته القديمة، هكذا وصف البعض ما تم إقراره في السودان من تعديلات قانونية وُصفت بالـ "ثورية" لتناسب مرحلة ما بعد عمر البشير.
أبرز ما جاء في التعديلات السماح لغير المسلمين بشرب الكحول وتجريم ختان الإناث وإعفاء النساء من الحصول على تصريح من أقاربهم الذكور للسفر. هذا التغيير جاء بعد نحو أربعين عاماً من القيود المشددة في عهد البشير.
واعتبرت الناشطة في الجالية السودانية فتحية بلة أن الإضافة "الحقيقية" في التعديلات الجديدة هي السماح للأمهات بالسفر واتخاذ قرارات خاصة بأطفالهن وحيت الحكومة السودانية الجديدة على هذه الجهود. أما بالنسبة للعقوبات الجديدة التي ستطال مرتكبي "ختان الإناث"، فأوضحت بلة أن الحكومات السابقة كان أيضاً ضد هذه الممارسة "لأسباب إنسانية وكذلك دينية لأن الإسلام يحرم الختان".
وترى بلة أن حقوق المرأة السودانية لا تزال مهضومة لحد الآن على الرغم من الاتفاق الذي جاء بعد الثورة: "المرأة أسهمت في في الثورة اولنضال ولكن لحد الآن لم تأخذ حقها كاملاً. المفروض مشاركة المرأة 40% ولكنها لم تصل لأربعة في المئة."
وبالنسبة لعقوبة الختان، عبرت بلة عن اعتقادها بأن العقاب يجب أن يتناسب مع حجم الجريمة وأشارت إلى أن المشكلة قد لا تُحل بالتعديل القانوني لوحده: "لا بد أن يُفرض العقاب على أي أب أو أم تسول له نفسه ممارسة هذا الفعل الشنيع مع ابنته وكذلك معاقبة الأخصائي الذي يقوم بذلك."
هذا وحظيت هذه التعديلات بترحيب من السودانيين أنفسهم ومن الغرب وأبدى البعض تحفظات على بند السماح لعدم المسلمين فقط بشرب الكحول معتبرين في ذلك تمييزاً بين السودانيين بناءً على الدين، وأخرون أشاروا إلى ضرورة توضيح إلغاء حد الردة وعقوبة الجلد.
رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك وصف التعديلات بالخطوة الهامة وقال في تغريدة على تويتر: "إن إجازة وتمرير هذه القوانين والتعديلات الجديدة خطوة هامة في طريق إصلاح المنظومة العدلية من أجل تحقيق شعار الثورة".
وحسب أرقام الأمم المتحدة فإن نحو ثلاثة بالمئة من سكان السودان غير مسلمين من بينهم مسيحيون يعيشون في الخرطوم وهناك أيضاً سودانيون يعتنقون معتقدات إفريقية. ولطالما اتهمت المنظمات الحقوقية حكومة البشير بانتهاك الحقوق لهذه الفئات على وجه الخصوص.
استمعوا إلى المقابلة مع الناشطة فتحية بلة في التدوين الصوتي المرفق بالصورة.