فيما تستمر عمليات التبريد والسيطرة، تصاعدت نداءات أبناء الجالية السورية في أستراليا لمناشدة الحكومة الأسترالية بدعم سوريا في مواجهة تداعيات هذه الكارثة الطبيعية. وقد التقت أس بي أس عربي كلًّا من الأستاذ ماهر جاموس من ولاية نيو ساوث ويلز، والدكتور إبراهيم العيون السود من ولاية فيكتوريا، اللذين قادا مبادرات مدنية وإنسانية لدعم جهود الإنقاذ والإغاثة.
جهود مدنية ومناشدات سياسية
يقول الأستاذ ماهر جاموس: "تحركنا كان متواضعًا، لكن إيماننا بقدرتنا على المساهمة في إيصال صوتنا إلى صناع القرار الأستراليين كان الدافع الأول. تواصلنا مع وزارات ومؤسسات رسمية، منها مكتب رئيس الوزراء ووزارة الكوارث والإطفاء، للمطالبة بمساهمة أسترالية بخبراتها وتقنياتها المتقدمة في مواجهة حرائق الغابات."
ويضيف جاموس: "نحن كسوريين أستراليين لدينا مسؤولية مضاعفة، أولاً تجاه بلدنا الأم الذي يعاني من آثار الحرب والكارثة البيئية، وثانيًا تجاه البلد الذي احتضننا، أستراليا، والذي نؤمن بقدرته على تقديم دعم نوعي في مثل هذه الظروف."

الأستاذ ماهر جاموس في صورة من دمشق- المصدر ماهر جاموس ولاية نيو ساوث ويلز
أما في ولاية فيكتوريا، فتقود الجمعية السورية الأسترالية مبادرة إنسانية لتوفير مساعدات مباشرة لفرق الطوارئ في سوريا. يقول الدكتور إبراهيم العيون السود، رئيس الجمعية: "بمجرد وقوع الكارثة، فعّلنا شبكتنا الإغاثية الممتدة منذ عام 2011، وبدأنا بجمع التبرعات وتنسيق الشحنات. أرسلنا مياهًا صالحة للشرب، ووجبات غذائية جاهزة، وغيرها من المواد الأساسية لفرق الإنقاذ والإطفاء."
ويضيف: "تعهدنا بمبلغ 15 ألف دولار كدفعة أولى لدعم الطواقم على الأرض، ونركز في عملنا على ثلاث مستويات: الإغاثة المباشرة، الدعم النفسي للعاملين في مواجهة الكارثة، والتواصل السياسي مع المسؤولين الأستراليين للاستفادة من خبراتهم في إدارة الكوارث الطبيعية."
الدكتور إبراهيم العيون السدد من ولاية فيكتوريا
يشير كل من جاموس والدكتور العيون السود إلى أن أستراليا، بما تمتلكه من خبرات متقدمة في إدارة الكوارث، يمكن أن تلعب دورًا حاسمًا في دعم سوريا عبر برامج تدريب، تبادل خبرات، أو حتى إرسال مستشارين وتقنيين لدعم وزارة الطوارئ السورية التي شُكّلت حديثًا.
ويختمان حديثهما بالدعوة إلى تفعيل العمل المؤسسي للجالية، وتوجيه الدعم نحو قنوات رسمية ومنسقة يمكنها إحداث أثر ملموس، مشددين على أهمية تجاوز الدعم المادي إلى دعم مؤسساتي يضمن الاستمرارية ويعزز القدرة على المواجهة في المستقبل.
شكر وتقدير للدول الداعمة
وفي ختام اللقاء، وجّه الدكتور العيون السود والأستاذ ماهر جاموس شكرهما للدول التي سارعت إلى مساعدة سوريا التي بدأت بإرسال المعونات، مناشدًا أن تكون أستراليا حاضرة في هذا الجهد الإنساني الإقليمي.
في مواجهة ألسنة النار، لم تكن الاستجابة الرسمية وحدها كافية. بل كانت قلوب السوريين في أستراليا تشتعل حزنًا، وتحركت أيديهم بالدعم، وأصواتهم بالمناشدة، لتؤكد من جديد أن روابط الانتماء لا تنقطع رغم المسافات.
استمعوا لتفاصيل هذا اللقاء بالضغط على الرابط الصوتي في الأعلى.