الرسالة الأخيرة التي تلقتها زوجة أحد ضحايا كرايست تشيرش قبل دقائق من مقتله

Rana Farj with her husband Kamel and their daughter (R) and the last message exchanged between the couple (L).

Rana Farj with her husband Kamel and their daughter (R) and the last message exchanged between the couple (L). Source: Supplied

الأسترالي الذي نفذ الهجوم تلقي أقسى عقوبة في تاريخ النظام القضائي النيوزيلندي بالسجن مدى الحياة دون إمكانية إطلاق السراح المشروط


 أصدرت محكمة نيوزليندية في مدينة كرايست تشيرش حكما غير مسبوق على منفذ المجزرة التي استهدفت مسجدي النور ولينوود في المدينة وراح ضحيتها 51 شخصا.

الأسترالي برينتون تارانت البالغ من العمر 29 عاما سيصبح أول شخص في تاريخ نيوزيلندا يقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة دون إمكانية إطلاق السراح المشروط.

العقوبة غير المسبوقة وفرت قدرا من الراحة وتحقيق العدالة لعدد من ذوي الضحايا والمصابين، مثل الأردنية رنا فرج والتي خسرت زوجها كامل درويش في المجزرة.

وقالت فرج لأس بي أس عربي24 بعد صدور الحكم "الحمد لله أنه حُكم عليه بالسجن مدى الحياة، ولكن هذا الحكم لن يعيد كامل إلي." وأضافت "لا أشعر بالراحة ولكن الحمد لله على كل حال. ما الذي أستطيع قوله، هذا أمر جيد."

وأكدت "لقد قاموا بإصدار عقوبة استثنائية بحقه ليقضي أقسى مدة ممكنة، الحمد لله."
وكانت رنا فرج من ضمن الذين قدموا للمحكمة بيانات تتحدث عن أثر الواقعة عليهم بعد أن فقدوا أحبائهم. وقالت لأس بي أس عربي24 إنها تتذكر هذا اليوم بوضوح، حيث كانت قد تحدثت مع زوجها كامل درويش على الهاتف قبل أن يذهب لصلاة الجمعة في يوم المجزرة.

كانت رنا وأطفالها الثلاثة ما زالوا في الأردن وزوجها قد ذهب إلى نيوزيلندا منذ سبتمبر أيلول عام 2018.

أصبحت تلك الاتصالات جزءا من روتينها اليومي: "هناك اختلاف في التوقيت، الصباح يكون هناك المساء، وكامل كان قد سافر من اشبيرتون إلى كرايست تشيرش لزيارة أخيه هناك."

زوجها يعيش في مدينة Ashburton التي تبعد 90 كيلومترا تقريبا جنوب كرايست تشيرش، لكنه ذهب إلى المدينة يوم الخميس من أجل زيارة أخيه زهير. أنهت فرج الاتصال بزوجها بعد أن قال لها أنه يستعد لصلاة الجمعة وقررت الخلود إلى النوم.
Kamel Darwish and His family
Kamel Darwish and his family. Source: Supplied
وقالت رنا فرج "حوالي الساعة الرابعة صباحا استيقظت على مكالمة من كامل، فبدأت أرسل إليه رسائل أستفسر منه عن سبب هذا الاتصال واسأله إن كان كل شيء على ما يرام."

لم تحصل على إجابة من زوجها فتحدثت مع أخيه زهير الذي طمأنها وقال لها أنه ذهب للصلاة في مسجد النور وبالتأكيد لن يرد عليها أثناء الصلاة."

تكررت الاتصالات من كامل ولكن في كل مرة يحدث نفس الشيء، يرد الاتصال لزوجته أو والدته، وعندما ترد إحداهما لا يسمعن شيئا من الطرف الآخر. وقال رنا: "آخر ما وصلني من كامل كانت رسالة قلب حب، ثم انقطع الاتصال تماما."
وأضافت "شعرت بالقلق أكثر وبدأت وقتها الأخبار ترد من نيوزيلندا عن وقوع أحداث مروعة في مسجد النور في كرايست تشيرش."

ظلت تلك الرسالة التي أرسلها زوجها بعد وقوع المجزرة خيط أمل في أن كامل درويش لا يزال حيا ولكن الأمل سرعان ما تبخر بعد تأكيد السلطات وفاته.

وقالت رنا "قال الضابط المسؤول إن أول رصاصة أصيب بها كامل كانت في القدم، ثم غادر المسلح المسجد لثلاث دقائق ليعيد تعبئة سلاحه بالرصاص، اتفق وقتها كل من كان بالمسجد على التظاهر بالموت كأفضل فرصة أمامهم للنجاة."

وأضافت "قال الضابط أن كاميرات المراقبة تظهر أن كامل حاول الاتصال بنا خلال تلك الثلاث دقائق، مع تظاهره بالموت، ليسمع صوتنا، قبل أن يعود المسلح ويطلق الرصاص على رأسه."

كان على رنا أن تحزم كل شيء وتسافر إلى نيوزيلندا من أجل حضور مراسم الدفن. وصلت مع أطفالها الثلاثة ووالدة كامل إلى نيوزيلندا في يوم 21 من مارس آذار.

وقالت "حضرنا مراسم الدفن، وكانت والدته مرهقة للغاية." وأضافت "عندما استيقظنا في اليوم التالي وجدنا أن والدته قد فارقت الحياة." وقالت "الشرطة قالت إنها أصيبت بصدمة قلبية وقمنا بدفنها في اليوم التالي، ولم يكن بينها وبين كامل إلا قبر واحد."
Kamel Darwish with his mother
Kamel Darwish with his mother Source: Supplied
شعرت رنا فرج أنها تائهة وعاجزة عن استيعاب الموقف "لم أكن أفهم ما يحدث حولي، موت وراء موت، وكان والد كامل قد توفي قبل ثلاثة أشهر ولم أعرف ما الذي ينبغي علي فعله."

أصدرت الحكومة النيوزيلندية تأشيرات طوارئ لها ولأبنائها، وتلقت مساعدات من الجالية في كرايست تشيرش للاستقرار بشكل مبدئي وإلحاق الأطفال بالمدارس.

وقالت "الأولاد كانوا مصدومين للغاية، فقد فقدوا والدهم للتو، وسافرت معهم جدتهم ففقدوها أيضا." وأضافت "حصلت على دفعة دعم الضحايا، ثم حصلت على راتب كامل لمدة خمس سنوات، وهو ما ساعدني على الاستقرار والتعامل مع تلك الصدمة."

وقالت رنا فرج "رغم الحادث فأنا أشعر بالأمان، يمكن للحوادث أن تقع في أي مكان، وأشعر أنه بإمكاني أن استكمل حياتي هنا، وأولادي أيضا."


شارك

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand