مشهد الجفاف في أستراليا ينذر بالأسوأ. الصور الآتية من المزارع لا تدمي القلب فحسب بل تثير فيه الرعب أيضاً. مساحات شاسعة تحوّلت إلى ما يشبه الصحراء القاحلة والمزارعون الذين يقيتون الوطن يبحثون عمّا يقيتهم.
والجفاف الحالي هو بين الأسوأ من نوعه في أستراليا عبر تاريخها. فقد أصبح حوالى 98% من نيو ساوث ويلز وثلثيْ كوينزلاند ومساحات شاسعة من ولايات أخرى إما مضروبة كلياً بالجفاف أو متأثرة به. الناشطون في مجال شؤون المستهلك حذروا من الانعكاسات السلبية المرتقبة للجفاف على أسعار السلع، ولا سيما المنتجات الزراعية.
من هنا تبدو المبادرات الحكومية الهادفة إلى مساعدة المزارعين ضعيفة جداً مقارنة بحجم الكارثة. من هذه المبادرات منحة فدرالية لكل مزارع قيمتها 12 ألف دولار، ومنح من حكومات بعض الولايات، منها حكومة نيو ساوث ويلز. المنتقدون يرون فيها مساعدات ضئيلة ومتأخّرة.
اليوم هناك من يقترح فرض 10 سنتات إضافية على كل علبة حليب لمساعدة المزارعين. الحكومة الفدرالية منقسمة حول هذه الفكرة، ففيما يرى وزير الزراعة David Littleproud أنها فكرة جيدة، تحفّظ عليها رئيس الوزراء سكوت موريسن لكونها ضريبةً جديدة عشية سنة انتخابية مصيرية.
وكما في كل زمن قلّة، يبدأ البحث عن القرش الضائع! فقد طالب بعض السياسيين، منهم بولين هانسون، بتحويل جزء من الأموال المخصصة للمساعدات الخارجية إلى المزارعين، وهو مطلب رفضته الحكومة.
وتبلغ المساعدات الأسترالية للخارج 4 مليارات و200 مليون دولار. ثلثا هذه المساعدات تقريباً تذهب إلى دول الجوار في المحيط الهادئ أو دول شرق أو جنوب شرق أو جنوب غرب آسيا. حوالى 6% فقط من هذه المساعدات من نصيب الشرق الأوسط وأفريقيا. ويبلغ حجم هذه المساعدات 258 مليون دولار وهي تذهب إلى كل من العراق، سوريا، الأراضي الفلسطينية، جنوب السودان والصومال.
المزيد عن هذا الموضوع في لقاء مع المحاضر في جامعة سيدني ابراهيم قعدان، وهو أيضاً من مؤسسة سيدني للسلام.
