أعلنت الإمارات العربية المتحدة أنها قرّرت تقليص أيام العمل في الأسبوع من خمسة إلى أربعة أيام ونصف مع الحفاظ على الراتب نفسه. وسيبدأ اسبوع العمل من يوم الإثنين إلى الخميس، ونصف يوم عمل من المنزل في يوم الجمعة
واعتبرت الحكومة أنّ النظام الجديد سيساهم "في تعزيز الترابط الأسري والتلاحم المجتمعي، وتعزيز جودة حياة الموظفين، خاصةً مع تمديد عطلة نهاية الأسبوع لتكون يومين ونصف".
والإمارات العربية المتحدة هي الدولة الخليجية الوحيدة التي تعتمد يومي السبت والأحد عطلة نهاية الاسبوع. كما أنّها "الدولة الأولى" في العالم التي تقدّم أسبوع عمل محلي أقصر من الأسبوع العالمي المكون من خمسة أيام، بحسب البيان الرسمي الصادر عن الحكومة.
ويشير مؤيدو هذه الخطوة إلى أنها وسيلة لتحسين الصحة النفسية للعمال، فضلًا عن مكافحة تغير المناخ عبر خفض هدر الموارد كالكهرباء والورق، كما اكتسب هذ الاقتراح أهمية أكبر مع انتشار فيروس كورونا، وزيادة حدة القضايا المتعلقة بالإرهاق والموازنة بين العمل والحياة.
وعبر الباحث في الاقتصاد السياسي سليمان يوحنا عن تأييده لهذه الخطوة واعتبر انها لن تؤثر سلبا على الانتاجية "فالعامل السعيد سيستطيع ان ينتج اكثر وظروف كورونا جعلت الايدي العاملة اكثر كفاءة" .وصرح يوحنا ان الناس لايجب ان تتحول الى "عبيد للقروض" يعملون لساعات طويلة لسداد القروض وتحقيق الحد الادنى للحياة الكريمة. وأضاف يوحنا ان اي دولة تستطيع اتباع هذا القرار بما في ذلك استراليا اذا تم تغيير النظام الاقتصادي الذي لم تعد بسببه استراليا "البلد المحظوظ" كما كانت توصف من قبل.
وقد قامت العديد من الدول بتطبيق تجربة تخفيض عدد أيام العمل وتقليصها إلى أربعة أيام في الأسبوع، وابرز هذه التجارب ما قامت به ايسلندا. التي قامت بين عامي 2015 و2019 بتطبيق نظام العمل لاربعة ايام في الاسبوع على أكثر من 2500 عامل، وهو ما يمثل نحو 1% من السكان العاملين في البلاد. وقال العمال في تقيمهم للتجربة : إنهم "شعروا بتوتر أقل، وإن صحتهم وتوازنهم بين العمل والحياة قد تحسنا". كما ذكروا أنه اصبح لديهم المزيد من الوقت لقضائه مع عائلاتهم، وممارسة الهوايات وإنجاز الأعمال المنزلية.
وبين عامي 2017 و2021، أجرت آيسلندا تجربة ثانية وذلك لتقليل ساعات عمل لموظفين حكوميين لدى عدد من الهيئات الحكومية والشركات في القداع الخاص ايضا. وانتشرت تجربة آيسلندا في العالم، إذ تُجرى الآن العديد من التجارب الأخرى في دول من بينها ألمانيا ونيوزلندا وإسبانيا.
اما في القطاع الخاص فقد قلل عملاق التكنولوجيا مايكروسوفت في 2020 من ايام عمل موظفيه في اليابان فكانت النتيجة زيادة معدل المبيعات التي يحققها الموظف بنسبة 40 بالمئة، مقارنة بنفس الشهر من العام الذ سبقه، كما ادت التجربة إلى خفض استهلاك الكهرباء بنسبة 23 بالمئة والحد من استهلاك الأوراق المطبوعة بنسبة 59 بالمئة مقارنة بشهر آب/أغسطس 2019.