وافقت الولايات المتحدة على استخدام بلازما المتعافين من كورونا لعلاج المصابين بالمرض، حيث زف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخبر للعالم بعد موافقة هيئة الطعام والأدوية الأمريكية FDA.
ووصف ترامب الإعلان بأنه "اختراق تاريخي" في مسار علاج كوفيد-19، من شأنه "إنقاذ عدد كبير من الأرواح". وأشار وزير الصحة الأميركي أليكس عازار إلى أن النتائج الأولية تبيّن أن معدّل البقاء على قيد الحياة أعلى بنسبة 35 بالمئة لدى المصابين الذين تلقوا هذا العلاج.
وعلى الرغم من أن البلازما مستخدم حاليا في علاج مصابين بكوفيد-19 في الولايات المتحدة ودول أخرى، لا يزال الجدل قائما بين الخبراء حول مدى فاعليته، وقد حذّر بعضهم من آثار جانبية له.وأعلنت مؤسسة Food & Drug Administration الأمريكية، عن امكانية خفض نسبة الوفيات وتعزيز فرص الشفاء في حال أعطي الدواء للمرضى في غضون الثلاثة أيام الأولى من دخولهم المستشفى.
ما هو العلاج بالبلازما؟
عندما يصاب أحد بكوفيد-19، يُنتج جسمه أجسادا مضادة لمحاربة فيروس كورونا المستجد المسبب له. وتتركز الأجسام المضادة في البلازما، الجزء السائل من الدم.
يقوم العلاج الذي سُمح به على أخذ أجسام مضادة من أشخاص أصيبوا بالعدوى لكنهم تعافوا، مما يُسمى بلازما النقاهة، وحقنها في المرضى.
كيف ومتى يستخدم البلازما في العلاجات الطبية بشكل عام؟
جُربت هذه الطريقة لأول مرة في عام 1892 لمكافحة الدفتيريا، ثم ضد الأنفلونزا الإسبانية في عام 1918.
يستخدم البلازما في الطب الحديث لأغراض طبية وعلاجية عديدة من بينها، معالجة أمراض الآلام الروماتيزمية وداء المفاصل ولاغراض التجميل.
وقد أصبح بلازما الدم متعارفا عليه في مجال التجميل حيث أنه يعزز الجهاز الكوليجيني، ويمكن استخدامه لتقوية الشعر و ازالة التجاعيد بعد أن استخراج بلازما الدم من الشخص نفسه واعادة حقنه في المنطقة التي يتم علاجها.
هل علاج البلازما طريقة فعالة وآمنة؟
علاج البلازما متعارف عليه عالميا وقد استخدم في عدد من الدول منها الولايات المتحدة وأيطاليا ودول أوروبية ودول شرق أوسطية أخرى، والدراسات ما زالت قائمة للتحقق من مدى فعاليته ونسبة الشفاء الناتجة عنه.
من جانبه قال طبيب العائلة الدكتور عادل سليمان إن علاج بلازما الدم، يعتمد على ردة فعل الجهاز المناعي ونشاطه عند المريض وعلى الحالة الصحية العامة وشكل الاستجابة لخلق الأجسام المضادة لكوفيد 19، وهو أمر يتفاوت ما بين الأشخاص وبالتالي قد يكون علاج البلازما واعدا وفعالا ولكن ليس مئة في المئة أو بشكل كامل، على الأقل بحسب الدراسات الصادرة حتى الآن.
وكان قد أعلن الرئيس الأمريكي عن هذا العلاج بعد يوم من انتقاد الوتيرة البطيئة لإعتماد لقاح او علاج لكورونا وتزامنا مع امكانية طرح اسمه للترشح في الانتخابات القادمة في الولايات المتحدة.
As Trump Praises Plasma, Researchers Struggle to Finish Critical Studies Source: The New York Times
هل يوحي التوقيت بأغراض سياسية؟
في الإعلان عن الإذن باستخدام علاج البلازما، قدم دونالد ترامب وكذلك وكالة الأدوية إحصائية رئيسية بشكل محرّف، بقولهما إن البلازما خفضت معدل الوفيات بنسبة 35%.
وأوضحت متحدثة باسم إدارة الغذاء والدواء في وقت لاحق أن الرقم يشير في الواقع إلى انخفاض خطر الوفاة لدى لأشخاص الذين تلقوا مستويات عالية من الأجسام المضادة، مقارنة بأولئك الذين تلقوا مستويات منخفضة منها.
حتى أن مدير إدارة الغذاء والدواء الدكتور ستيفن هان اعتذر عن تحريف مدلول هذا الرقم.
لكن الدكتور دانيال هانلي الذي يرأس التجارب الإكلينيكية في جامعة جونز هوبكنز أكد أنه تم بالفعل الوصول إلى مستوى النتائج اللازمة لإعطاء الإذن بصفة عاجلة.
ماذا عن ردة فعل الجهاز المناعي الذي عادة ما يحارب الأجسام الغريبة؟
قال الدكتور سليمان "هناك أمران يجب التنبه لهما، الأول هو ان البلازما لا تثير مكافحة الجهاز المناعي لها كمادة ولكنها تحفز الجهاز المناعي على فرز أجسام حيوية مضادة لكورونا بحسب النسخة التي تنقلها الى الجسم.
وهكذا فهي لا تعتبر جسما غريبا يستدعي مقاومة الجهاز المناعي اضافة الى انها تعطى بكمية صغيرة جدا.
من جهة أخرى، يجب التنبه والحذر الى أنه عندما يحقن المريض ببلازما الدم المستخرجة منه شخصيا فليست هناك من مخاوف انتقال العدوى بأمراض أخرى في الحالات العادية.
أما بالنسبة لاستخدام البلازما للعلاج من كورونا، يتم الحقن ببلازما استخرجت من أشخاص آخرين وبالتالي يمكن انتقال عدوى أمراض لا ندركها أو نعرف ما هي قد تكون ما زالت موجودة في البلازما، لهذا يجب الإسهاب في الدراسات والبحوث قبل أن تطرح للإستخدام العام في المستشفيات والعيادات.
One of the first South African vaccine trialists against the Covid-19 Corona virus in Soweto, South Africa, 2020. Source: Reuters
