ما الذي يدفع شقيقتان شابتان لترك عائلتهم وحياتهم في النروج والتوجه إلى سوريا و الانضمام إلى داعش ؟
آيان و ليلى أسماء مستعارة لشابتين صوماليتي المولد ونروجيتي الجنسية هما بطلتا كتاب "Two Sisters" الذي تابع رحلة الوالد اليائسة للبحث عن ابنتيه ومحاولة اعادتهما إلى النروج وأحضان العائلة.
أوسنا رافقت الوالد في رحلة وصفتها باليائسة والمجنونة لمعرفة أسباب مغادرة الشابتين 16 و 19 عاماً منزل العائلة والاكتفاء بأرسال ايميل للوالد تشرحان فيه انهما قررتا الانضمام لداعش في سوريا لمساعدة من وصفوهم بالمجاهدين بقدر المستطاع.
التقينا بأوسنا لنتحدث معها عن الكتاب الذي يوثّق رحلات الوالد المتكررة إلى تركيا ومن ثم سوريا وسألناها أولاً عن سبب اهتمامها بالقصة ولماذا قررت أن تكتب عن الأختين فقالت إن قصة الشقيقتين وباقي الشباب النرويجيين الذين اختاروا السفر والقتال في صفوف داعش هو جزء من تاريخ بلادها الحديث وكانت تريد أن تستقصي دوافع الأختين لا الحكم عليها أو لومهما
وعندما سألنا أوسنا عن مهمة الكتابة عن شابتين لم تلتقي بهما ابداً وصفت التجربة بأنها كانت تكتب عن اشخاص وكأنهم ماتوا فاعتمدت على ما روي لها و ما وجدته في أوراقهما لتكتشف شخصيتهما ومعاناتهما كمسلمتين في بلد يرفضون تقاليده وعاداته وطريقة حياة أبنائه.
واضافت أوسنا أنها تعرفت على الشقيقتين من خلال تواصلهما مع اخيهما اسماعيل من سوريا وعن اقتناعهما بأنهما كانتا تضحيان بأنفسهما من أجل ضمان الجنة للعائلة بأكملها
وعن الأب (صادق جمعة) تقول اوسنا أنه حاول المستحيل لإنقاذ بناته وخاطر بنفسه واضطر في احدى رحلاته إلى سوريا للانضمام إلى جبهة النصرة للوصول إلى ابنتيه وقبض عليه وعذّب ولكنه لم يتوقف عن البحث ولا عن المحاولة.
صادق الذي هرب من الحرب في بلده الأم واستطاع بعد معاناة كبيرة أن يستقدم عائلته إلى النروج ليمنحها حياة افضل عاد ليعيش طفولته المعذبة مرة أخرى مع كل طلق ناري سمعه في سوريا ولكنه أقسم على نفس ألّا يفشل كأب وأن ينقذ بناته.

Source: Picture: Needtoknow.tv Facebook
وعند الحديث عن قرار الشابتين عدم العودة مع الوالد الذي عثر عليهما في الرقة أخيراً تقول أوسنا أن معظم النروجيين شعروا بالشفقة على الشابتين اللتين غسل دماغهما بشكل جعلهما يرفضون الوالد ولا يكترثون لمحاولاته المتكررة ولكونه بات غارقاً في الديون بعد ان صرف كل مدخراته واضطر للدين لكي يكمل رحلة البحث عمها.
وفي نهاية الكتاب تتوصل اوسنا إلى عدة أسباب قد تكون الدافع وراء قرار الشقيقتين وهو الشعور بعدم الانتماء إلى بلد المهجر والرغبة في العيش بمكان يشاركهم الاغلبية فيه أيديلوجتهم ومفهومهم للدين. وفي ذات الوقت تلوم اوسنا اليمين المتطرف الذي يعزز فكرة الـ "نحن" و "هم" في أوروبا
عند قراءة كتاب Two Sisters نلاحظ التشابه الكبير بين التحديات التي يواجهها المهاجرون في أوروبا والمهاجرون في أستراليا و المعاناة التي يعيشها الأهل للحفاظ على هويتهم وتوريثها لأولادهم وبنفس الوقت حثّ أولادهم على الاندماج بالمجتمع الجديد والمشاركة في بنائه.
صادق عشق النروج وأراد لأبنائه أن يكونوا نرويجيين مسلمين محافظين على ايمانهم ولكن ان يكونوا ايضاً جزءً من بلد منحهم فرصة الحياة الكريمة وتحقيق الذات. صادق الذي خسر كل شئ بعد ان قرت زوجته أخذ ابنائه الصغار والعودة إلى الصومال وغادر ابنه الاكبر اسماعيل ليعيش في حرم الجامعة في أوسلو ورفضت ابنتيه العودة معه من سوريا رغم كل ما مر به قال أنه أراد أن يشارك قصته لتكون بمثابة تحذير للأهل ونداءً لهم للتركيز على أهمية مراقبة الأولاد وعدم السماح للفكر المتطرف بالسيطرة عليهم.
وفي نهاية لقائنا مع الكاتبة وجهت أوسنا رسالة للمهاجرين وللأستراليين في أستراليا مفادها أن علينا تقبل الآخر والترحيب به والتعايش معاً.
حمّل تطبيق أس بي أس الجديد للإستماع لبرامجكم المفضلة باللغة العربية.