تشير الاحصاءات إلى أن شخصا من بين كل ثلاث أستراليين من كبار السن مولود في دولة غير ناطقة باللغة الإنجليزية.
استمعت الهيئة الملكية للتحقيق بالانتهاكات في قطاع رعاية المسنين لقصص مروعة وقصورا في قدرة دور رعاية المسنين على توفير رعاية آمنة وعالية الجودة لكبار السن الضعفاء.
ومازالت غلوريا غوف إحدى سكان بريسبن، تشعر بالألم عندما تتذكر ما تحملته والدتها سوزان بارويت شوفان البالغة من العمر التاسعة والستين عامًا ،بعد أن مكثت في أربعة مراكز رعاية.
وتقول غلويا إن أمها غرقت ببولها أثناء جلوسها على كرسيها المدولب، لغاية وصولها و إدراكها بأن أمها بحاجة إلى تغيير ملابسها.
من جهتها، تقول الخبيرة المساعدة في رعاية المسنين وأمراض النسيان بجامعة سيدني ، لي فاي لو إن أستراليا بعيدة جدًا عن توفير مستوى لائق لرعاية المسنين كما أكدت الآلاف من الشكاوى التي تلقتها الهيئة الملكية لرعاية المسنين.
والحجة الشائعة من قبل مقدمي الخدمات هي نقص التمويل الحكومي.
وفقدت والدة غلوريا سوزان ، التي كانت مغنية مشهورة ذات يوم في موريشيوس، قدرتها على المشي بعد مكوثها في أحد مراكز الرعاية الصحية.
ويعيش أكثر من نصف نزلاء دور رعاية المسنين في المرافق التي تمولها الحكومة الأسترالية مع داء النسيان.
ومع ذلك ، فإن 70 في المئة من العاملين في دور رعاية المسنين لم يتلقوا أي تدريب حول داء النسيان.
وتعد الرعاية السيئة في المرافق التي تعاني من نقص في الموظفين قصة مألوفة للعديد من سكان دور رعاية المسنين وأسرهم.
وعندما فكرت ناتاشا تشادويك في مستقبل والدتها ، قررت تصميم مركر رعاية لا مثيل له. وما توصلت إليه هو انشاء مدينة مصغرة يختلط فيه السكان والجيران في المنطقة معًا.
وفي مدينة كابولتشر في كوينزلاند شيدت ناتاشا تشادويك الرئيسة التنفيذية لشركة نيو دايركشن كير 17 منزلاً عبر ستة شوارع.
وتحتوي المدينة المصغرة على صالون لتصفيف الشعر ومركز صحي ومقهى ومتجر للبقالة وسينما، كما يمكن للسكان المحليين استخدامها أيضًا.
وبعد أربع سنوات من رعاية أمها بدوام كامل ، قررت غلوريا غوف أن ترسل والدتها إلى المدنية المصغرة لقضاء عطلة في فبراير ، إلا أنها بقيت هناك
ومع اقتراب وقت الغداء، قادت غلوريا ساعة ونصف من بريسبن لزيارة أمها.
وهناك، يتحدثون باللغة الكريولية الموريشية في وقت تطبخ فيه زميلات والدتها في دور الرعاية سمك السلمون في صلصة جوز الهند والأرز.
وبعكس بعض دور رعاية المسنين التي تقل ميزانيتها الغذائية اليومية عن 6 دولارات في اليوم لكل مقيم، فإن الوجبات الغذائية تعد أمام المقيمين السبعة.
وبسبب الخرف، نسيت سوزان التحدث بالإنجليزية نتيجة إصباتها بالخرف. أما جان سيغر البالغة من العمر الثانية والسبعين عامًا، تعزف على البيانو كل مساء في قاعة الموسيقى بجانب المقهى.
وفي صالون الشعر ، تقوم أم يتصفيف شعرها بينما ترعى ابنتها طفلها. وهذا مناخ مختلف عما اعتادت عليه سوزان في دور رعاية المسنين الأخرى.
ربما يرجع ذلك إلى حقيقة أن نسبة كبيرة من سكان دور الرعاية هذا من الشباب والأصحاء نسبيا مع علامات نسيان مبكرة مبكرة. كما تتراوح أعمار المقيمين من الخمسين حتى المئة.
ستناقش حلقتنا القادمة من "رؤية جديدة لقطاع رعاية المسنين في أستراليا" حلولا مبتكرة لرعاية المسنين في أستراليا.