لا يزال عدد ضحايا غرق زورق الهجرة بالقرب من السواحل السورية يواصل ارتفاعه، ليصل إلى 94 ضحية، تم العثور على غالبيتهم بالقرب من جزيرة أرواد وشواطئ طرطوس. وتعد هذه الحصيلة الأعلى منذ بدء ظاهرة الهجرة غير الشرعية انطلاقاً من لبنان.
وأعلن الجيش اللبناني توقيف مشتبه به في عملية التهريب، فيما أكد المدير العام للموانئ البحرية سامر قبرصلي لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) في وقت سابق أن عدد ضحايا الزورق ارتفع إلى 86 شخصا.
وكانت السلطات السورية عثرت على عشرات الجثث بالقرب من سواحل مدينة طرطوس، لركاب أبحروا قبل أيام من شمال لبنان.
وتراوحت التقديرات بشأن عددهم بين 100 و150 شخصاً من لبنانيين وسوريين وفلسطينيين، ولحد الساعة لم تتضح ملابسات غرق القارب.
تحدثت أس بي أس عربي24 إلى أحد الناجين من فاجعة المركب فقال: "كان عدد الركاب أكبر بكثير من الطاقة الاستيعابية للقارب. بدأ أنه هناك مشاكل بمحرك القارب بسبب دخول المياه إليه ولكن قرروا المضي قدماً. أصبح القارب يتمايل يميناً وشمالاً. حاول الشبان على متنه موازنة القارب ولكن جاءت موجة كبيرة وقلبته."
لم يكن مع الجميع سترات نجاة. أنا لم أكن أرتدي سترة ولكن حلاوة الروح جعلتني أتمسك بظهر القارب.
وقامت عائلات في لبنان الجمعة بتشييع ضحاياها، وتسلمت أخرى لبنانية وفلسطينية مساء نفس اليوم جثث أقربائها عبر معبر العريضة الحدودي، ليتم دفنها السبت.
ووفق التقارير الأولية فإن من بين الضحايا 45 طفلاً لقوا مصرعهم في الحادثة. وقالت منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة في بيان: "كما هو الحال في العديد من بلدان المنطقة، يعيش الناس في لبنان في ظروف قاسية تؤثر على الجميع، ولكنها أكثر قسوة خصوصا على الأشخاص الأضعف".

Mourners carry the coffin of Palestinian Abdul-Al Omar Abdul-Al, 24, who was on a boat carrying migrants from Lebanon that sank in Syrian waters, during his funeral processions, in the Palestinian refugee camp of Nahr el-Bared near the northern city of Tripoli, Lebanon, Saturday, Sept. 24, 2022. Thousands of Palestinians held prayers in northern Lebanon Saturday for one of the scores of migrants who lost their lives this week when their boat sank off Syria's coast. (AP Photo/Bilal Hussein) Source: AP / Bilal Hussein/AP
نحن مفجوعون ولا نعلم أين أولادنا. سافروا دون أك مفجحوعين نعرف ولادنا وين. ولادنا سافروا بلا اكل وشرب..
ومن جانبه قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي في بيان "هذه مأساة مؤلمة أخرى"، داعيا المجتمع الدولي إلى تقديم المساعدة الكاملة قصد "تحسين ظروف النازحين قسراً والمجتمعات المضيفة في الشرق الأوسط".
تجدر الإشارة إلى أن ضحايا غرق المركب كانوا يحملون الجنسيات اللبنانية والسورية والفلسطينية. وقال أحد الناجين الفلسطينيين ان القارب كان قد حمّل 176 راكباً علماً بأنه لا يتسع سوى لـ 120 بالإضافة إلى تحمل كميات كبيرة من الوقود والطعام ما ساهم في غرقه.
ناجية من غرق المركب: "قلنا لم يقود القارب أرجوك عُد بنا إلى اليابسة ولا نريد استرجاع نقودنا
وتابع قائلاً: "على متن المركب كان هناك ركاب بعمر 70 و 80 عاماً. حسبي الله ونعم الوكيل، ابني ركب البحر 14 مرة حاله كحال كثيرين تقطعت بهم السبل في مخيمات اللجوء. لا نريد تعليماً ولا وظائف. كل ما نرغب به هو اللجوء بكرامة لأن الواقع داخل المخيمات مأساة حقيقية."
وبدوره قال المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة أنطونيو فيتورينو "لا يجدر بالأشخاص الباحثين عن الأمان أن يجدوا أنفسهم مضطرين لخوض رحلات هجرة محفوفة بالمخاطر ومميتة".
وألقى ناج آخر باللوم على الطبقة السياسية التي لم تشهد تغييراً منذ عقود في لبنان وتابع قائلاً: "ليس لدينا إلى الآن معلومات دقيقة لان لا أحد يتواصل معنا. نحاول الاتصال بالرئيس نجيب ميقاتي. ليس هناك في مدينتنا ماء ولا كهرباء، لا نريد أن نأكل، نريد أن نشرب ونستحم فقط."
استمعوا إلى المزيد من الشهادات الحية وتقرير مراسلنا من بيروت أنطوان سلامة في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.
With AFP