"ماذا لو كان أولادي من ذوي البشرة البيضاء": أسترالي من أصل يمني يناشد الحكومة مساعدة عائلته

Ahmed's kids with passports2.jpg

أطفال أستراليون من أصل يمني عالقون في اليمن يناشدون الحكومة الأسترالية أن تجليهم من اليمن وإحضارهم إلى أستراليا

أب استرالي من أصل يمني يناشد الحكومة الأسترالية أن تساعده في إجلاء أبنائه الثلاثة إلى استراليا.


السيد أحمد الشبيلي هو استرالي من اصل يمني وأب لثلاثة أطفال دون سن الثانية عشرة. حاصل على الجنسية الأسترالية منذ عام 2005 لكنه عاد إلى اليمن وتزوج من السيدة هبة عام 2009 وأنجبا ثلاثة أطفال.

يقول السيد أحمد الشبيلي إنه إراد في ذلك الوقت أن يحصل أبناؤه على التعليم الأساسي في اليمن لكي يتقنوا اللغة العربية، وكانت الأوضاع مستقرة في ذلك البلد.

لكن وبعد نشوب الحرب في اليمن عام 2015 فكّر أحمد بالعودة إلى أستراليا هربا من الحرب وظروفها. فقام بالتواصل مع السفارة الأسترالية في الرياض ووعده المسؤولون فيها بتقديم المساعدة من أجل إجلاء العائلة إلى أستراليا.

"الخطر زاد وقررت أن أطرق أبواب الحكومة الاسترالية فتواصلت مع السفارة في الرياض وكلفوا شخصا بأن يتواصل معي بشكل يومي وقالوا سوف نخرجكم بعد يومين ثلاثة".

 وبعد ذلك يقول أحمد أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء لمساعدته.
كان الوضع سيء جدا
"في الأخير يئست وقررت ان أسافر حتى أقدر أن أصرف على أولادي. لأن الوضع كان سيئا جدا، وقام أحد الأصدقاء بشراء تذكرة السفر لي لكي أتمكن من العودة إلى أستراليا لكي أعيل عائلتي".

يحمل أطفال أحمد الجنسية الأسترالية لكن زوجته لم تحصل عليها بعد. ويقول إنه ليس من الصعب أن يتم إعطاء زوجته تأشيرة زيارة كي يتمكن بعد ذلك من القيام بالاجراءات الأخرى والحصول على إقامة.
في البداية تم اعطائي مواعيد من قبل السفارة ووزارة الخارجية لكن في النهاية أهملوني
وأشار أحمد إلى أن أوضاعه المالية لا تسمح بتحمل نفقات وتكاليف السفر.

"ما استطعت تحمل التكاليف ولا أستطيع لأن دخلي محدود جدا، حوالي 800 دولار في الأسبوع، بالكاد يكفيني هنا والذي يفيض عني، الشيء القليل أرسله لهم شهريا".

"طالبت الحكومة أن يساعدوني ماديا كما ساعدوا الاستراليين الآخرين الذين اجلوهم من أوروبا ومن اسيا، لكنهم لم يستجيبوا. في البداية تم اعطائي مواعيد من قبل السفارة ووزارة الخارجية لكن في النهاية أهملوني".

لو كان اولادي من ذوي البشرة البيضاء لكانت الحكومة الاسترالية تحركت من قبل

العائلة عالقة في اليمن ولا يستطيع أحمد إحضارهم إلى أستراليا لأنه لا يملك المال الكافي لسداد تكاليف السفر. ويناشد الحكومة الأسترالية بأن تساعده في إجلائهم إلى استراليا "أسوة بغيرهم من الاستراليين الذين تهب الحكومة لمساعدتهم في بعض الحالات مثلما حصل عندما أجلت أستراليين من بركان النيبال عام 2015 ومئات الأستراليين خلال جائحة كوفيد".

ويتساءل السيد أحمد الشبيلي عن سبب "تجاهل" الحكومة الأسترالية لمطالبه، ويقول إنه تواصل مع وزارات الهجرة والخارجية والداخلية ولكن لغاية الآن لم يحصل على إجابة واضحة. لكنه يقول إن وزارة الشؤون الداخلية أخبرته بأنها لا تستطيع المساعدة.

"لو كان اولادي من ذوي البشرة البيضاء لكانت الحكومة الاسترالية تحركت من قبل. أولادي منذ 2015 وهم يعانون داخل اليمن حيث الحرب والحصار والامراض والاوبئة. لكن للأسف لأنهم ليسوا من ذوي البشرة البيضاء لم تتحرك الحكومة الاسترالية في هذا المجال".

وفي حديث هاتفي مع SBS Arabic24 قال "الواثق" وهو في الحادية عشرة من عمره إنه وإخوته قد اشتاقوا لوالدهم، ويأملون بأن تسمح لهم أستراليا بالسفر إليها لأن الوضع في اليمن "حرب متواصل، وقتل متواصل".
نحن أجمل هدية بالنسبة لوالدي
وعند سؤاله ماذا سيحضرون له من اليمن كهدية قال "الواثق" إنه وإخوته سيكونون أجمل هدية يتلقاها والدهم.
Ahmed's kids2.jpg

وتناشد زوجة أحمد الحكومة الأسترالية لتقديم المساعدة وجمع شمل العائلة. وتقول إنها تأمل بأن تتمكن العائلة من اللحاق بالوالد لأن "الصعوبات كثيرة وكبيرة في اليمن".

وفي تقرير حديث صادر في 5 سبتمبر أيلول 2022 تقول الأمم المتحدة إن اليمن يعاني من وضع أمني وبيئي واقتصادي صعب، وأن برامج برامج الرعاية الصحية الضرورية تواجه خطر الإغلاق. وأنها تقوم بتقديم المساعدات النقدية من أجل تمكين الأسر اليمنية النازحة.
تقرير عن الوضع - Yemen - ٥ أكتوبر ٢٠٢٢.png
ويقول السيد أحمد الشبيلي إن هذا الوضع يضع أطفاله في خطر دائم.

"الخطر محدق بهم، الحرب ما زالت مستمرة ، أيضا خطر الامراض، اليمن لا يوجد فيه مستشفيات، حتى التغذية غير متوفرة، واليمن محاصر، والعالم كله والمنظمات الدولية تتكلم عن الوضع المأساوي في اليمن والحكومة الاسترالية على علم بما يحدث في اليمن. هم يعرفون كل شيء".

عمليات إجلاء نفذتها الحكومة الأسترالية لإنقاذ مواطنيها في الخارج

وفي عام 2006 وبعد الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان قامت الحكومة الأسترالية بإجلاء أكثر من 5300 أسترالي وأكثر من 1300 أجنبي من لبنان. وأشرفت على تلك العملية التي عرفت بعملية Operation Ramp وزارة الخارجية والتجارة حينها.

وفي عام 2015 قامت الحكومة الاسترالية بإجلاء أكثر من 100 شخص منهم 66 أستراليا من العاصمة النيبالية كاتماندو بعد ثوران بركان في منطقة مجاورة.

وفي عام 2021 قامت استراليا بواحدة من أكبر عمليات الاجلاء الجوي في تاريخها حيث انقذت حوال 4100 شخص من العاصمة الأفغانية كابول على متن 32 رحلة جوية في شهر أغسطس من العام الماضي.

هذا بالإضافة الى عمليات إجلاء أخرى من بلدان مثل الصين في بداية وباء كورونا.

وعادة ما تتكفل الحكومة بمصاريف الإجلاء.

ويقول السيد أحمد الشبيلي إنه مستعد أن يعيد الأموال التي سوف تتكبدها الحكومة من أجل إحضار أبنائه إلى أستراليا ويعتبر ذلك دينا عليه إذا لزم الأمر.

"حتى لو يكون دين علي، بالرغم أنني اعرف ان الحكومة الفدرالية رفضت أموال اجلاء الناس من جميع انحاء العالم في جائحة كوفيد".

هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "أستراليا اليوم" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة الثالثة بعد الظهر إلى السادسة مساءً بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق Radio SBS المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.

أكملوا الحوار على حساباتنا على فيسبوك وتويتر وانستغرام.

شارك

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand
"ماذا لو كان أولادي من ذوي البشرة البيضاء": أسترالي من أصل يمني يناشد الحكومة مساعدة عائلته | SBS Arabic