ما أن أعلن زعيم حزب الخضر عن نيته بطرح سياسة جديدة في البرلمان الفدرالي تهدف إلى إصلاح قوانين المخدرات في أستراليا بحيث يتم تشريع استخدام حشيشة القنب لأغراض خاصة، حتى سارع وزير الصحة الفدرالي Greg Hunt إلى انتقاده، داعياً إياه إلى سحب اقتراحه، ومتخوفاً من تداعيات مثل هذا التشريع على صحة الأستراليين.
برأي وزير الصحة، الإدمان يبدأ من الحشيشة قبل أن يتطور إلى مخدرات أخرى أشد خطورةً. هذا ما تُظهره الوثائق والدراسات، كما يضيف الوزير هانت، بحيث ينتقل المدمن إلى الآيس بعد الحشيشة ثم إلى مخدرات أخرى مثل الهيروين.
أما دي نتالي فيرى أن القوانين الحالية تسبب كوارث اجتماعية وأنها أدت إلى خسارة أستراليا حربَها على المخدرات. تشريع استخدام الحشيشة، برأي زعيم حزب الخضر، يساعد في لجم الإدمان وليس العكس.
وقد أعربت منظمات عدة عن اعتقادها بأن معظم التداعيات السلبية الناجمة عن المخدرات سببُها الحظر القسري لاستخدامها. واشادت هذه المنظمات بتجربة مركز الحقن بالهيروين بإشراف طبي في منطقة Kings Cross في سدني والذي أدى منذ افتتاحه في العام 2001 إلى خفض حالات استدعاء سيارات الإسعاف لنقل مدمنين بنسبة بلغت 80%.
وبناءً على هذه التجربة التي يعتبرها الخبراء ناجحة، أعلنت حكومة فكتوريا في تشرين الأول/أكتوبر الماضي عن افتتاح مركز مماثل للحقن بالهيروين بإشراف طبي في ضاحية ريتشموند.
أما بالنسبة إلى الحشيشة، فإن القوانين التي تحظر استخدامها تختلف بين ولاية أو مقاطعة وأخرى في أستراليا. في ما يلي نبذة عن هذا الاختلاف:
في أكبر ثلاث ولايات وهي نيو ساوث ويلز، فكتوريا وكوينزلاند، بالإضافة إلى ولاية تسمانيا، كلُّ شخص يُضبط وفي حوزته أيّ كمية من الحشيشة يحاكم لأن اقتناء هذه المادة، مهما كانت قليلة، جريمة يحاسَب عليها وفقاً للقوانين المرعية في الولايات المذكورة.
في ولاية غرب أستراليا، كلُّ شخص يُضبَط وفي حوزته 10 غرامات أو أقل من الحشيشة يتلقى إشعاراً لحضور جلسة إرشاد إلزامية. أما إذا كانت الكمية أكبر، فإن صاحبها يتلقى غرامة بقيمة ألفيْ دولار ويُحكم عليه بالسجن لمدة سنتين.
في ولاية جنوب أستراليا ومقاطعة أراضي الشمال ومقاطعة أراضي العاصمة، حيازة أكثر من 100 غرام من الحشيشة تؤدي إلى غرامة تتراوح بين 100 دولار و200 دولار.
أما بالنسبة إلى الوفيات الناجمة عن سوء استخدام المخدرات في أستراليا فقد ارتفعت في السنوات الأخيرة. وبحسب أرقام صادرة عن دائرة الصحة، تجاوز عدد الوفيات جراء تناول المخدرات في أستراليا الـ 1800 حالة وفاة خلال العام 2016.
وفي مسعى منها للحد من هذه الأرقام، أطلقت الشرطة الفدرالية قبل شهرين استراتيجية جديدة لمكافحة الادمان على المخدرات والحد من زيادة الطلب عليها. وتقوم هذه الاستراتيجية بشكل خاص على تعاون المجتمع معها لضبط تهريب المخدرات. جاء الإعلان عن هذه الاستراتيجية بعد نجاح الشرطة في ضبط أكبر كمية مخدرات مهربة وهي كناية عن أكثر من 300 كيلوغرام من مخدر الآيس إلى ولاية جنوب أستراليا. وتصل قيمة المخدرات التي تم ضبطها الى 270 مليون دولار.
وللمزيد عن هذا الموضوع التقى برنامج استراليا اليوم مع طبيب الصحة العامة الدكتور زياد فشخة في المقابلة الصوتية أعلاه.