ماذا تعرفون عن الجيل السليب؟هل فعلت أستراليا ما يكفي تجاه السكان الأصليين لتعويضهم عما حصل؟ هل هناك شيء في حياتكم أو حياة مجتمعكم أو وطنكم الأسترالي أو وطنكم الأصلي تودون الاعتذار عنه أو منه أو له؟هل تودون الاعتذار من شخص معيّن على موقف ما وإن كانت قد مرت عليه سنوات كثيرة؟هل تودون أن تروا زعيماً عربياً له جرأة كيفن راد ليعتذر عن شيء حصل لشعبه بسبب سياساته أو سياسات حكومات بلاده السابقة؟
السكان الأصليون هم الذين سكنوا القارة الأسترالية والجزر المحيطة بها قبل الاستيطان البريطاني ويبلغون قدر 2.4% من مجموع سكان أستراليا.
كان هناك أكثر من 250 لغة يتحدث بها السكان الأصليون لهذه القارة قبل قدوم الاستيطان الأوروبي، لم يبقى منها سوى 15 لغة فقط وغنى ثقافي للسكان الأصليين.
الـ26 من يناير/ كانون الثاني هو يوم استراليا الوطني وهو ذكرى وصول الأسطول البريطاني الاول الى مرافىء سدني بقيادة فيليب ارثر عام 1778 ، ولكن بعض الأستراليون يعتبرون هذا التاريخ غير مناسب ويسمونه يوم الغزو البريطاني واحتلالا لأراضي السكان الأصليين ولا يحتفلون بالمناسبة باعتبارها يوم حداد، وهم يدعون للإحتفال بيوم أستراليا في موعد آخر ليشمل جميع المواطنين.
"الجيل السليب" يدل على تسمية سياسة معينة اتبعتها الحكومات الاسترالية حيث تم انتزاع اولاد سكان البلاد الأصليين من أهاليهم من قبل وكالات الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ظل قوانين أقرها البرلمان.
واتبعت الحكومات الأسترالية المتعاقبة على مدى 60 عاماً سياسة فصل أطفال السكان الأصليين المختلطون (أي الذين ليسوا من جذور أبوريجينية مئة في المئة ما يعني اختلاط الدم مع أب أو أم من الجنس الأبيض) عن عائلاتهم وأسرهم بالقوة من أجل "تحويلهم إلى أستراليين بيض"، ما أدى إلى نشوء جيل كامل عرف بـ"الجيل السليب" أو "الأطفال المسروقون".
أما عن الأسباب المؤدية الى انتزاع الأطفال من أهاليهم من دون إثبات بأنهم كانوا يتعرضون بطريقة ما إلى التجاهل أو سوء المعاملة من قبل والديهم، فهي ليست بواضحة انما من المرجح ان تعود بحسب الأدلة الوثائقية، مثل مقالات الصحف والتقارير التي قدمت للمجالس البرلمانية والاستشارية، إلى مجموعة من المبررات، تشمل الدوافع الواضحة كحماية الطفل الأمر الذي لم تحظى ببراهين كافية، والخوف من تمازج أجناس السكان الأصليين مع البيض .
عمليات الإبعاد حدثت في الفترة ما بين 1909 و1969 تقريباً، على الرغم من أنه في بعض الأماكن كان لا يزال الأطفال ينتزعون من أهاليهم حتى السبعينات.
عام 1997 صدر تقرير من المجلس الوطني بشأن القضية، بعد تحقيقات برلمانية استمرت في برلمان الولاية لمدة اثني عشر شهراً، بعنوان "أعيدوهم إلى الوطن"، Bringing Them Home ما خلق حالة وعي بين الأستراليين تجاه هذه القضية، وشاع استخدام تعبير "الأجيال المسروقة" في البلاد بصدور اعتذار رسمي إلى الأجيال المسروقة في 13 فبراير/ شباط 2008 على لسان كيفن رود رئيس الوزراء آنذاك، والذي أقره مجلس البرلمان في أستراليا.
واتخذت حكومات مختلفة مبادرات متنوعة بخصوص تعويضات خاصة للجيل السليب الا ان بعضهم يعتبر ان التعويضات والاعتذار لا يعوضان عن العذابات والآلام والخبرات القاسية التي مروا بها.
في كلمة الاعتذار، اعتبر الرئيس الأسبق كفن رد المبادرة بمثابة فتح صفحة جديدة للمصالحة الوطنية الشاملة، واعترافاً بحق السكان الاصليين وبسؤ المعاملة التي تعرضوا لها والتي تسببت بشكل خاص بانفصال الأطفال عنوة عن أهاليهم، وعبر عن أسفه لعذاباتهم وأوجاعهم وآلامهم هم وأحفادهم وجدودهم بعبارة من شأنها ان تبلسم جراح الكثيرين وهي كلمة آسف Sorry كما تمنى ان يُقبل الاعتذار بالنية السليمة التي يُمنح بها وهي روح المصالحة والمسامحة.
حمّل تطبيق أس بي أس الجديد للإستماع لبرامجكم المفضلة باللغة العربية.