وفاجأ الخبر محبي توفيق ونعاه الكثيرون من الكتاب والمثقفين ومن المطالعين وأثنوا على مواقفه الثابتة في الوضع الراهن وعلى اثراءه للمكتبة العربية
من هو أحمد توفيق؟
أحمد خالد توفيق فراج، طبيب وأديب مصري، ويعتبر أول كاتب عربي في مجال أدب الرعب و الأشهر في مجال أدب الشباب والفانتازيا والخيال العلمي ويلقب بالعراب. ولد في طنطا عام 1962 ودرس الطب في جامعتها عام 1985.
انضم عام 1992 للمؤسسة العربية الحديثة وبدأ بكتابة أول سلاسله-ما وراء الطبيعة-في شهر يناير من العام التالي. نجحت سلسة الرعب نجاحًا كبيرًا رغم عدم انتشار هذا النوع من الأدب في الوطن العربي، وبدأ في كتابة سلاسل أخرى للمؤسسة نفسها مثل سلسلة سافاري، وسلسلة فانتازيا، وسلسلة روايات عالمية للجيب، غير بعض الأعداد الخاصة وبعض الروايات مثل يوتوبيا، والسنجة لدور نشر أخرى.
اشتهر أحمد خالد توفيق كذلك بكتابة مقالاتٍ سياسية واجتماعية دورية في العديد من الصحف والمجلات العربية مثل اليوم الجديد، والتحرير الإخباري، وإضاءات؛ كما أنه يحب الترجمة ومن أشهر أعماله الرواية العالمية “Fight Club” واتي ترجمها باسم “نادي القتال” عن دار ميريت للنشر، وأعادت دار ليلى نشرها بعدها بعام.
يعتبر أحمد خالد توفيق أديب الشباب الأول في الوطن العربي والذي حبّب الكثير في القراءة برواياته المشوقة وأسلوبه المتميز والساخر وشخصياته الفريدة-مثل رفعت إسماعيل-ولقربه من الشباب فكريًا وتواصله الدائم معهم، كما أن رواياته دائمًا ما تتناول الشعب المصري وما قد يحدث للبلاد في المستقبل.
انضم أحمد خالد توفيق للمؤسسة بأن أرسل أولى رواياته أسطورة مصاص الدماء التي لم يعجبوا بها هناك لمجالها المختلف من الرعب ونصحوه هناك بالاتجاه للمجال الأدبي البوليسي أفضل، لكن قام الأستاذ حمدي مصطفى – رئيس المؤسسة – بمقابلته وتشكيل لجنة أخرى لدراسة الرواية؛ كان من ضمن أعضاء اللجنة الأستاذ نبيل فاروق الشهير بسلسلة رجل المستحيل والذي قال عن الرواية: " الأسلوب ممتاز، ومترابط، به حبكة روائية، فكرة القصة واضحة، وبها إثارة وتشويق".
ترجم وكتب العديد من القصص والروايات من بينها رواية يوتويبيا السوداوية والتي تدور حول مصر 2030 وانقسامها لطبقة غنية تعيش في مدينة منعزلة عن بقية الشعب في حراسة أجنبية مشددة، ويعاملون البقية كالحيوانات ويصطادونهم.
أشهر أقوال أحمد خالد توفيق
"هل تعرف لماذا صار الجاحظ هو الجاحظ والمتنبي هو المتنبي و تشارلز ديكينز هو تشارلز ديكينز؟؟.. كان الامر سهلاً بالنسبة لهم لأنه لم يكن في بيوتهم هاتف."
"في حياة كل إنسان لحظة ... لا تعود الحياة بعدها كما كانت قبلها"
وللمصادفة فقد كتب في روايته قهوة باليورانيوم النص التالي، ليكون فعلا يوم 3 ابريل يوم وفاته!

Source: Facebook
نبذة عن إحدى رواياته بعنوان "يوتوبيا"
رواية يوتوبيا رواية اجتماعية للكاتب المصري أحمد خالد توفيق، صدرت في عام 2008. تروي القصة أحداثاً متخيلة لعام 2023 في مصر.
اسم يوتوبيا هو مصطلح يصف الدولة الفاضلة حيث يكون كل شيء مثالي للبشر وتكون كل قيم العدل والمساواة متوفرة وجميع الشرور مثل الفقر والبؤس والأمراض غير موجودة هذا الوصف والعديد من الأشياء الجميلة، وأصل الكلمة كان في كتاب يوتوبيا المنشور عام 1516 من تأليف توماس مور واعتمد في أفكار مدينته الفاضلة على أفكار أفلاطون في كتاب الجمهورية.
أما في مدينة يوتوبيا أحمد خالد توفيق فهي مدينة الأغنياء فقط يحرسها رجال المارينز الأمريكان، لها عالمها الخاص وأصبحت المخدرات منتشرة بشكل طبيعي جداً والثراء فاحش بحيث يصيب الناس الملل من كثرة الرفاهية. وفي ذلك الزمن المتخيل، يكون النفط قد نضب وتم استبداله بمادة أخرى وانعدم وجود الطبقة الوسطى وصار الناس إما فاحشو الثراء ومعدمون من شدة الفقر.
خارج حدود يوتوبيا توجد مدينة متهالكة، لا توجد فيها أي مقومات لحياة كريمة يعيش فيها الناس في فقر مدقع وحياة دون مستوى الآدمية، ينسحق الفقراء خارج يوتوبيا و ينهش بعضهم لحم بعض من أجل العيش، دونما كهرباء أو صرف صحي أو رعاية طبية من أي نوع.
يتسلل الراوي وصديقته جرمينال خارج يوتوبيا بدافع الملل وبحثًا عن صيد بشري
مناسب وعند لحظة خروجهم من يوتوبيا يحدث ما يُهدد الوضع المستقر بالانفجار.
تنقسم الرواية إلى فصول يرويها بالتناوب مرة الصياد وهو من يوتوبيا ومرة الفريسة وهو من الأغيار أي من هم خارج يوتوبيا. ويعرض الكاتب صوراً ومشاهد غاية في المعاناة والألم والخوف في كثير من الأحيان.
و يقول أحمد خالد توفيق انه يستخدم الرعب في وصف أحداث القصة استهدافاً للشباب كي تصل الرسالة إلى الشباب كونهم الشريحة الوحيدة التي تقرأ في المجتمع العربي
من ميزات هذه الرواية أنها تعرض أرقاماً وإحصائيات واقعية لبعض الجرائم وحالات السرقة والاعتداءات في مصر في فترة كتابة الرواية. ففي أحد فصول الرواية يشير المؤلف إلى انتشار الجريمة في المجتمع الفقير البائس ويقدم أرقاما بهذا الشأن:
"كشف المرصد الصحفي بملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان عن ارتكاب 172 جريمة ضد النساء وذلك خلال الفترة من 30 يونيو حتى 25 ديسمبر 2005. من بينها جرائم بالذبح والحرق وغيرها."
ومن اللافت ايضاً استخدام المؤلف لمقتطفات من قصائد الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي
وعلى الرغم من قصر الرواية فهي لا تتجاوز المئتي صفحة إلا أنها تحمل معان خطيرة، فرسالة الكاتب واضحة أن التغير إذا لم يحصل قريباً نحو الأفضل فإن يوتوبيا قادمة لا محالة
يقول المؤلف على لسان البطل "جابر"
قال لي سالم بيه: "أنت تقرأ كثيرا..أنت مجنون!" .. قلت له إن القراءة بالنسبة لي نوع رخيص من المخدرات. لا أفعل بها شيئاً سوى الغياب عن الوعي. في الماضي -تصور هذا- كانوا يقرءون من أجل إكتساب الوعي ! ..”