على الرغم من ولادتها في سيدني قبل 48 عاماً، ترعرعت غلاديس بيريجيكليان التي تتبوأ حالياً منصب رئيسة حكومة نيو ساوث ويلز في منزل انطبع في حناياه ماضٍ أليم حمله أهلها معهم في حقائب السفر. فهي ابنة مهاجريْن أرمنييْن، كريكور وأرشا، اللذين تيتم أهلهما في حوادث قتل جماعي تعرض لها الأرمن وطوائف مسيحية أخرى قبل 103 سنوات.
بيريجيكليان عادة كتومة ولا تحب التحدث عن حياتها الشخصية، أما الليلة، فالأمور تبدو مختلفة، إذ قررت بيريجيكليان كسر هذه العادة وإلقاء الضوء على أصلها السوري وتراثها الأرمني بما فيه من مآسٍ وجوانب مؤلمة.
استبقت شبكة ABC الأمسية التي تنظمها Sydney Institute ونشرت مقتطفات من الخطاب الذي ستلقيه بيريجيكليان الليلة، وربطت ABC بين هذا الخطاب والانتخابات التي ستُجرى في الولاية السنة المقبلة.
وطبقا لما نشرته ABC اليوم فإن المأساة التي عاشتها أسرة بيريجيكليان جرّاء حوادث القتل الجماعي التي تعرّض لها أجدادها ساهمت في تكوين نظرتها الخاصة إلى الحياة، وستكشف بيريجيكليان أن جدّيْها وجدّتيْها تيتّموا بسبب هذه الحوادث الأليمة قائلة: "عائلتي كانت ضحية للإبادة الجماعية التي قتل فيها الأرمن عام 1915،أجدادي الأربعة تيتموا وشهدوا فظائع عديدة و أكثر من أربعين من أقاربي قتلوا ضمن مليون ونصف قتيل من الأرمن."
وستوضح بيريجيكليان في الخطاب كيف لجأ أجدادها إلى مدينة حلب السورية، حيث لا يزال لها أقرباء هناك، كما ستؤكد في خطابها أنها قررت دخول المعترك السياسي لترك بصمات إيجابية على العالم.
ستتوقف رئيسة حكومة نيو ساوث ويلز أيضا عند المآسي الجارية إزاء الحرب المستمرة في سوريا، حيث بلغ عدد الضحايا منذ بدء العنف في آذار/مارس من العام 2011، أكثر من 400 ألف قتيل، فيما تهجر نحو نصف السكان.
ومآسي الحروب ليست حكراً على سوريا. ففي العراق سقط حوالى 500 ألف قتيل مدني، عدا العسكريين، بين العامين 2003 و2017. هذا طبعاً عدا مئات الآلاف من ضحايا الحروب السابقة، منها الحرب العراقية الإيرانية، حرب الخليج الأولى وضحايا الاعتداء الكيميائي على حلبجا. وماذا عن اليمن حيث الحرب الضروس مستمرة فيما يُقدر عدد القتلى بعشرات الآلاف؟
هل من نهاية لهذا المسلسل من المآسي؟
حمّل تطبيق أس بي أس الجديد للإستماع لبرامجكم المفضلة باللغة العربية.