بيانات نمو أقوى من المتوقع
أظهرت بيانات هيئة الإحصاءات الأسترالية الصادرة أول أمس الأربعاء أنّ الناتج المحلي الإجمالي ارتفع بنسبة 0.6% خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في حزيران/ يونيو، وبنسبة 1.8% مقارنة بالعام الماضي، متجاوزاً التوقعات بمقدار 0.1%.
وصف كبير خبراء الاقتصاد في شركة AMP، شين أوليفر، هذه الزيادة بأنها "مفاجأة"، مشيراً إلى أن نمو الإنفاق الاستهلاكي كان أعلى من المتوقع، في مقابل ضعف الاستثمارات.
تأثير محتمل على أسعار الفائدة
محافظة البنك الاحتياطي الأسترالي، ميشيل بولوك، قالت إن النمو كان "إيجابياً وأعلى قليلاً من التوقعات"، لكنها أكدت أن أثره على قرارات أسعار الفائدة لا يزال غير معروف. وأضافت: "إذا استمر هذا الاتجاه، فقد لا تكون هناك الكثير من التخفيضات المقبلة في أسعار الفائدة، لكن الأمر يعتمد على المعطيات".
ويشير خبراء الاقتصاد إلى أن أسعار الفائدة تُحدد عادة استناداً إلى معدلات التضخم، غير أن قوة النمو الاقتصادي قد تقلل الحاجة إلى مزيد من التخفيضات لدعم الاقتصاد.
تباين في تقديرات الخبراء
بينما يرى أوليفر أن النمو المفاجئ قد يقلل فرص خفض أسعار الفائدة بوتيرة أسرع، يؤكد الخبير الاقتصادي المستقل سول إيسلاك أن الفارق بين التوقعات والنتائج ليس كبيراً بما يكفي لتغيير خطط البنك الاحتياطي.
وأوضح إيسلاك أن بيانات حزيران/ يونيو عززت توجه البنك نحو التريث، متوقعاً خفضين في أسعار الفائدة خلال الأشهر الستة المقبلة، الأول في تشرين الثاني/ نوفمبر والثاني في شباط/ فبراير 2026.

Source: SBS
عوامل مؤقتة وراء النمو
يشير خبراء إلى أنّ بعض العوامل الموسمية ساهمت في رفع معدلات الإنفاق خلال الربع الثاني، مثل عطلة عيد الفصح وعيد الأنزاك، إضافة إلى إطلاق نسخة جديدة من جهاز الألعاب "نينتندو سويتش"، ما قد لا يتكرر في الفصول المقبلة.
ورغم ذلك، ارتفع إنفاق الأسر بنسبة 0.9% في الربع الثاني، مقارنة بـ 0.4% في الربع الأول، مدفوعاً بزيادة الإنفاق الترفيهي بنسبة 1.4% مقابل ارتفاع متواضع للإنفاق الأساسي بنسبة 0.5%.
توقعات مستقبلية
يرى أوليفر أنّ النمو الاقتصادي يعكس تحسناً في مستويات المعيشة المادية، حتى وإن لم ينعكس ذلك مباشرة على شعور المواطنين. كما توقع استمرار تحسن إنفاق الأسر بعد تراجع التضخم بوتيرة أسرع من نمو الأجور، إضافة إلى التخفيضات الضريبية التي دخلت حيّز التنفيذ في تموز/ يوليو، والتخفيضات الأخيرة في أسعار الفائدة.