قال تقرير للأمم المتحدة إن كوريا الشمالية قامت بسرقة ما يصل إلى ملياري دولار من المصارف والشبكات التي تتعامل بالعملات الرقمية المشفرة عبر هجمات إلكترونية لتمويل برنامجها النووي. وجاء في التقرير أن الأمم المتحدة تحقق في 35 حالة على الأقل قامت فيها بيونغ يانغ "باستهداف مؤسسات مالية وتعاملات بالعملات الرقمية المشفرة، وأنشطة توليد العملات الرقمية المعروفة باسم (التعدين) للحصول على عملات أجنبية".
وقال التقرير الذي كشفت عنه وكالة فرانس برس إن "الهجمات واسعة النطاق التي استهدفت تعاملات بالعملات الرقمية المشفرة تسمح لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية (الاسم الرسمي لكوريا الشمالية) بإدخال إيرادات عبر طرق تزداد صعوبة تعقبها أكثر فأكثر، وتعد أقل انكشافا على رقابة الحكومات والأنظمة من القطاع المصرفي التقليدي".
وأجرت كوريا الشمالية في أقل من أسبوعين اختبارات أطلقت خلالها ثمانية صواريخ، وهدّدت بإجراء مزيد من الاختبارات وسط تخوّف من تعزيز قدراتها الصاروخية.
ونقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية عن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون قوله إن الاختبارات الصاروخية التي أجريت الثلاثاء هي بمثابة تحذير للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. وجاءت تلك التجارب ردا على قيام سيول وواشنطن بمناورات عسكرية مشتركة، وسط تصاعد التوترات في شبه الجزيرة الكورية.

North Korean leader Kim Jong Un supervises a rocket launch test . North Korea Source: AP
وأفاد التقرير الأممي أن "جهات إلكترونية، تدير العديد منها المديرية العامة للاستطلاع (وكالة الاستخبارات الكورية الشمالية) تجمع الأموال لبرامج أسلحة الدمار الشامل، وقد جمعت حتى الآن ما يصل إلى ملياري دولار". وتابع التقرير أن كوريا الشمالية تنتهك عقوبات الأمم المتحدة من خلال شراء سلع فاخرة وتجهيزات مرتبطة بتطوير الأسلحة عبر "عمليات نقل غير مشروعة للحمولات بين السفن".
كما اتّهم التقرير كوريا الشمالية "باستخدام الفضاء الإلكتروني لإطلاق هجمات تزداد تطورا وتعقيدا لسرقة أموال من مؤسسات مالية وتعاملات بالعملات الرقمية المشفرة لتأمين الإنفاق".
التقرير عبارة عن دراسة أعدّت لصالح لجنة عقوبات كوريا الشمالية في مجلس الأمن الدولي. وألقى الضوء على معلومات استخبارية تفيد أن بيونغ يانغ خرقت قرارات المجلس في ما يتعلّق بتصدير الفحم واستيراد النفط. ومنذ إجراء كوريا الشمالية أول اختبار نووي لها عام 2006، فرض مجلس الأمن مجموعة عقوبات على كوريا الشمالية.
وأطلقت بيونغ يانغ وواشنطن مسارا دبلوماسيا للتفاوض بشأن البرنامجين النووي والصاروخي لكوريا الشمالية. وعقد الرئيس الاميركي دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية حتى الآن ثلاثة لقاءات تاريخية.

A photo released by the official North Korean Central News Agency (KCNA) on 26 July 2019 shows the launch of a new-type tactical guided weapon that was overseen Source: EPA/KCNA
وخلال القمة الأولى التي عُقدت في سنغافورة في حزيران/يونيو 2018، أطلق كيم جونغ أون تعهّدا مبهما حول نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية. وفي القمة الثانية التي عُقدت في هانوي في شباط/فبراير الماضي لم يتوصّل الجانبان إلى تفاهم بشأن التنازلات المطلوبة من بيونغ يانغ من أجل تخفيف العقوبات.
وفي لقاء أعد على عجل عُقد في حزيران/يونيو الماضي في المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين، توافق الطرفان على استئناف المحادثات حول الملف النووي، إلا أن أي اجتماع على مستوى فريقي العمل لم يعقد حتى الآن.

photo provided by the North Korean government, North Korean leader Kim Jong Un, left, and U.S. President Donald Trump shake hands Source: AP

