أكد ألبانيزي، في مؤتمر صحفي مشترك، أن قوة الشراكة بين البلدين تكتسب أهمية مضاعفة في ظل حالة عدم اليقين التي تسود العالم، قائلاً: "في زمن الغموض العالمي، لم يكن اليقين في قوة هذه العلاقة أكثر أهمية مما هو عليه اليوم". من جانبه، وصف لوكستون أستراليا بأنها "أقرب صديق" لبلاده، مؤكداً أن الروابط بين البلدين راسخة كـ"أساس لا يتزعزع" في العلاقات الدولية.
وشدد الزعيمان على التزامهما بمواصلة تطوير السوق الاقتصادية الموحدة عبر بحر تسمان، التي أُنشئت عام 2009 لتعزيز التبادل التجاري وتوسيع الاستثمارات المتبادلة، معتبرين أنها "نموذج عالمي للتكامل الاقتصادي". وأشار ألبانيزي إلى أن موقع البلدين في جوار أسرع منطقة نمواً في التاريخ البشري يمثل فرصة استراتيجية يجب استثمارها، في وقت تواجه فيه التجارة الحرة تحديات متزايدة.
وتناولت المباحثات الأبعاد المعقدة للعلاقة مع الصين، التي وصفها ألبانيزي بأنها "قوة دائمة وفاعلة في النظام الدولي"، مؤكداً أن النهج الأسترالي يقوم على التعاون حين تتاح الفرصة، والاختلاف حين تفرض الضرورة. كما ناقش الجانبان تداعيات الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والتي استثنت أستراليا جزئياً، بينما فرضت على منتجات نيوزيلندية رسوماً بنسبة 15 في المئة، ما أثار مخاوف بشأن استقرار التجارة العالمية.
وأعرب الطرفان عن قلقهما من الاضطرابات الأخيرة في حركة التجارة الدولية، متعهدين بالعمل المشترك للحفاظ على انفتاح الأسواق، والمضي قدماً في إصلاح منظمة التجارة العالمية باعتبارها الضامن الأساسي لقواعد التجارة العادلة.
وفي الملف الفلسطيني، أصدر ألبانيزي ولوكستون بياناً مشتركاً دعا الحكومة الإسرائيلية إلى التراجع عن خطة إعادة اجتياح مدينة غزة والسيطرة عليها، محذرين من أن الخطوة "قد تمثل انتهاكاً للقانون الدولي وتؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع". كما شددا على ضرورة التخلي عن أي خطط للتهجير القسري الدائم للسكان الفلسطينيين.
وتستمر زيارة ألبانيزي إلى نيوزيلندا يومها الثاني والأخير اليوم الأحد، في إطار مساعٍ لتعزيز التنسيق الثنائي في الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.