على الرغم من أربع مكالمات هاتفية ولقاء عابر على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، لم يتحقق اللقاء المنتظر حتى الآن، بعدما ألغيت جلسة سابقة في قمة مجموعة السبع بكندا إثر انسحاب ترامب المفاجئ بسبب تطورات الشرق الأوسط.
ووصف ألبانيزي لقاء نيويورك بأنه كان “ودياً ودافئاً”، لكنه لم يبدّد الانتقادات في الداخل الأسترالي حول تأخر اللقاء الرسمي الذي يُعدّ مقياساً لمدى مكانة كانبيرا في جدول ترامب الدبلوماسي.
اللقاء المرتقب يأتي في ظل سلسلة من الاجتماعات اللافتة التي خاضها ترامب منذ عودته إلى المكتب البيضاوي مطلع العام، تدرّجت بين المصافحات الطويلة والمواجهات العنيفة.

Albanese posted a selfie with Trump after their meeting on the sidelines of the UN General Assembly. Source: Supplied / Instagram
ماكرون… مصافحة قوية وحوار متوتر
فيشباط/ فبراير الماضي، التقى ترامب بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في لقاء حمل مزيجاً من الودّ والحذر.
المصافحة الطويلة لم تُخفِ تباين الرؤى بشأن الحرب في أوكرانيا وتمويل المساعدات الأوروبية لكييف.حين قال ترامب إن "أوروبا تُقرض أوكرانيا الأموال وتستعيدها"، ابتسم ماكرون مصححاً: "في الحقيقة، نحن ندفع 60% من التكلفة". فردّ ترامب: "إن كنت تصدّق ذلك، فلا بأس".
ستارمر ورسالة الملك
بعد أيام، استقبل ترامب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، في لقاء طغت عليه المجاملات. وخلال الاجتماع، فاجأ ستارمر الرئيس الأمريكي برسالة من الملك تشارلز الثالث، تضمنت دعوة رسمية لزيارة دولة ثانية إلى بريطانيا، وهي سابقة في العلاقات الأمريكية-البريطانية.
ترامب قرأ الرسالة مبتسماً قائلاً: “يجب أن أتأكد أن توقيعه موجود… وهذه فعلاً توقيعة، توقيع مميز!”.
اللقاء شهد أيضاً محادثات حول اتفاق تجاري جديد بين البلدين، حيث أعلن ترامب لاحقاً عن خفض التعرفة الجمركية على السلع البريطانية إلى 10%، وهي الأدنى التي يمنحها لأي دولة حتى الآن

The letter was an invitation for the US president for an unprecedented second state visit to Britain which Trump accepted. Source: Getty / Andrew Harnik
زيلينسكي… جدل علني أمام الكاميرات
لم تخلُ لقاءات ترامب من التوتر. فاجتماعه بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تحوّل إلى مواجهة أمام الصحافة، بعد نقاش حاد حول معنى “الدبلوماسية” لإنهاء الحرب.
عندما قال نائب الرئيس جاي دي فانس إن المطلوب "وقف الدمار في أوكرانيا”، رد زيلينسكي بحدة: “لديكم محيط يحميكم، لكنكم ستشعرون بالخطر لاحقاً”.
ترامب انفجر قائلاً: "أنتم تُغامرون بحرب عالمية ثالثة، وهذا تصرّف غير محترم تجاه بلد دعمكم أكثر مما كان يجب".ورغم التوتر، التقى الزعيمان مجدداً لاحقاً في لقاء أكثر هدوءاً دعا فيه ترامب زيلينسكي إلى “إبرام صفقة مع روسيا”.
رامافوزا… "فيديو صادم" في المكتب البيضاوي
الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا واجه مفاجأة غير متوقعة عندما عرض ترامب خلال لقائهما مقطع فيديو يزعم أنه يُظهر "إبادة جماعية" ضد المزارعين البيض في بلاده.
رامافوزا بدا مذهولاً قائلاً إنه لم يشاهد الفيديو من قبل، موضحاً أن "الجريمة في جنوب إفريقيا تطال الجميع".
لكن ترامب قاطعه قائلاً بحدّة: "المزارعون ليسوا سوداً".المشهد أثار ضجة إعلامية ووُصف بأنه أحد أكثر الاجتماعات توتراً في عهد ترامب الثاني.
بوتين… لقاء مغلق في ألاسكا
أما اللقاء الذي جمع ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا في آب/ أغسطس، فكان من أكثر الاجتماعات غموضاً.
استمر اللقاء نحو ثلاث ساعات دون بث مباشر أو أسئلة من الصحافة، وأعلن ترامب لاحقاً أن "تقدماً أُحرز في بعض الملفات، لكن لا اتفاق حتى الآن".
الزعيمان اتفقا على عقد اجتماع جديد في المجر خلال الأسابيع المقبلة، وسط تكهنات حول إمكانية حدوث اختراق في الحرب الأوكرانية.

A meeting between Trump and Putin in Alaska in August failed to result in a breakthrough. Source: EPA / Gavrill Grigorov
ألبانيزي يدخل الاختبار
الاجتماع المقبل بين ترامب وألبانيزي يُنظر إليه كاختبار دبلوماسي مهم، خصوصاً في ظل الملفات الحساسة التي تربط البلدين، من التعاون الدفاعي ضمن تحالف AUKUS إلى قضايا التجارة والطاقة والأمن في المحيطين الهندي والهادئ.
ويرى مراقبون أن ألبانيزي سيحاول الحفاظ على توازن دقيق بين توطيد التحالف الأمني مع واشنطن وبين تجنّب أي احتكاك شخصي قد يثير حفيظة الرئيس الأمريكي المعروف بمفاجآته غير المتوقعة.
ويبقى السؤال الأبرز:هل ينجح ألبانيزي في تحويل هذا اللقاء إلى بداية فصل جديد في العلاقات الأمريكية–الأسترالية؟ أم أن اللقاء سينضم إلى قائمة الاجتماعات المتقلبة التي وسمت دبلوماسية ترامب منذ عودته إلى الحكم؟