اتهمت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا دولة الإمارات عضو التحالف العربي بشن غارات على قواتها جنوب اليمن دعما للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يهدف لاستقلال الجنوب عن باقي اليمن.
وقال نائب وزير الخارجية في حكومة عبد ربه منصور هادي، محمد الحضرمي عبر تويتر "تدين الحكومة القصف الجوي الإماراتي على قوات الحكومة في العاصمة المؤقتة عدن وزنجبار ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين وفي صفوف قواتنا المسلحة الباسلة". وأضاف "نحمل دولة الإمارات العربية المتحدة كامل المسؤولية عن هذا الاستهداف السافر الخارج عن القانون والأعراف الدولية".
وكانت القوات الموالية للحكومة والمدعومة من السعودية قد أوقفت تقدم قوات الانفصاليين الجنوبيين في مركز مدينة عتق في قلب محافظة شبوة، وبدأت في شن هجوم معاكس. وكان المجلس الانتقالي قد سيطر على العاصمة المؤقتة عدن وزحف باتجاه أبين قبل أن يتم إيقافه في شبوة.

Southern Transitional Council separatist fighters line up before storming the presidential palace in the southern port city of Aden, Yemen. Source: AP
وتقدمت القوات الحكومية حتى سيطرت على زنجبار على مدخل عدن وبدأت عمليات استعادة المدينة الاستراتيجية. وقال سكان عدن إن المدينة شهدت غارات جوية بالتزامن مع دخول القوات الحكومية. وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني إن الغارات أدت الى مقتل 40 شخصا وإصابة 70 آخرين. ولم تصدر الإمارات أو السعودية أي رد فعل ازاء الاتهامات الجديدة للحكومة اليمنية.
واستعادت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسعى لإحياء جمهورية اليمن الجنوبي مدينة عدن بعد 24 ساعة من إعلان الحكومة السيطرة عليها. وقال هيثم نزار المتحدث باسم المجلس إن قوات الحزام الأمني القوية والموالية للإمارات، تسيطر على مدينة عدن بالكامل مع مداخلها. ونقلت وكالة أنباء سبأ الموالية للرئيس هادي عن الرئيس إن القوات الحكومية انسحبت من عدن لتجنب دمار المدينة.
ودعا هادي السعودية للتدخل لوقف ما وصفه بتدخل الإمارات العربية المتحدة ودعمها للانفصاليين. ورغم تحالفهما الاستراتيجي ضد حركة انصار الله الحوثية المدعومة من إيران إلا أن الرياض وأبوظبي يدعمان معسكرين مختلفين داخل "تحالف دعم الشرعية".

An armed member of a separatist southern group stands guard near a banner depicting a portrait of Yemeni President Abdo Rabbo Mansour Hadi Source: EPA/NAJEEB ALMAHBOOBI
وتنظر الإمارات بتشكك للقوات الحكومية بسبب علاقاتها بحزب الإصلاح، فرع الإخوان المسلمين في اليمن. ورغم قتال القوات الحكومية إلى جانب قوات المجلس الانتقالي ضد الحوثيين خلال سنوات الحرب الماضية إلا أن الخلافات بينهما تطفو على السطح بين الحين والآخر.
واستقدمت الحكومة اليمنية تعزيزات كبيرة من محافظات شبوة ومأرب وأبين وحضرموت لشن حملة كبيرة على مدينة عدن، بينما استدعى المجلس الانتقالي ألوية العمالقة التي لعبت دورا حاسما في حصار مدينة الحديدة الاستراتيجية وإجبار الحوثيين على التفاوض.
وقال هاني بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي عبر تويتر الخميس "عدن بخير". ونشر صورا له ولقادة جنوبيين آخرين يجولون في شوارع المدينة ويتفقدون المطار، فيما يبدو أنه رد على الشائعات التي قالت إن الإمارات حملت أعضاء المجلس الانتقالي جوا خارج عدن خوفا من سقوط المدينة. وأضاف بن بريك "لن نبقى في جبهات لتحرير الشمال من الحوثي والشمال يغزونا".

fighters from a militia known as the Security Belt, that is funded and armed by the United Arab Emirates at frontline with Houthi rebels, in Dhale province. Source: AP Photo/Nariman El-Mofty
من جانبها نفت الإمارات دعمها لتحركات الانفصاليين الذين سيطروا على عدن في العاشر من أغسطس آب الماضي وقالت إنها "ستبذل قصارى جهدها لخفض التصعيد في جنوب اليمن". وكانت الإمارات قد أعادت نشر قواتها من مدينة الحديدة فيما اعتبر تقليل من التزامها تجاه المشاركة في الحرب في اليمن. لكن مسؤولين نفوا ذلك وقالوا إنها خطوة استراتيجية بعد التوصل لاتفاق برعاية أممية في المدينة.
ولم تظهر بعد ملامح وجود خلاف سعودي إماراتي في اليمن على مستوى مسؤولي الدولتين.
وفي واشنطن، دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الذي التقى الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعوديّ، إلى حل يمكن التفاوض عليه مع قوات المجلس الانتقالي الجنوبي. يأتي ذلك بعدما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية الأربعاء عن مصادر لم تكشفها أن إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب تسعى لإجراء محادثات سرية مع الحوثيين في محاولة لوضع حد للحرب في اليمن.

US Secretary of Defense Mark Esper (R) greets Vice Minister of Defense of the Kingdom of Saudi Arabia Prince Khalid bin Salman (L) at the Pentagon Source: EPA/SHAWN THEW
ويشهد اليمن حربا منذ 2014 بين المتمردين الحوثيين المقرّبين من إيران، والقوات الموالية لحكومة الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي، تصاعدت في آذار/مارس 2015 مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري دعما للقوات الحكومية.
وأوقعت الحرب حوالى 10 آلاف قتيل وأكثر من 56 ألف جريح منذ 2015 بحسب منظمة الصحة العالمية، غير أنّ عدداً من المسؤولين في المجال الانساني يعتبرون أن الحصيلة الفعلية أكبر بكثير.