ترعرع داني برايس تحت سماء ولاية أستراليا الغربية المليئة بالنجوم. أمضى طفولته يتأمل الكتب حول الفضاء والنجوم ، ويحلم بالمجرات البعيدة ويشاهد البرامج العلمية التلفزيونية مع والده.
كبر برايس، ودرس اللغة اليابانية والفيزياء في الجامعة، ودفعه شغفه بعلم الفلك الراديوي إلى دراسة النجوم ويجعلها عملا له.
وبصفته عالما في المشروع الأسترالي في Breakthrough Listen (أستراليا)، فإن حياته العملية مكرسة لمراقبة الكون. الهدف؟ البحث عن حياة ذكية خارج الأرض.
ويقول برايس ضاحكا "لطالما أحببت الفضاء والعلوم والنجوم ، لكنني لم أعتقد أبدًا أنه من الممكن أن أصبح مراقب حياة في الفضاء الخارجي".
وأضاف برايس "لم أكن أعرف أنها وظيفة يمكن أن تحصل عليها ، ولكن هـأنذا".
البحث عن ذكاء خارج الأرض المعروف اختصارا بـ SETI هو مجال بحثي علمي يسعى للإجابة على هذا السؤال الجوهري: هل نعيش لوحدنا في هذا الكون؟
سؤال يشغل بالنا جميعا، ويبدو أن الاهتمام بالكائنات الفضائية كان له نصيب في الثقافة الشعبية (شاهد سلسلة حرب العوالم القادمة المكونة من ثمانية أجزاء على SBS).
ويشرح برايس "لكل شخص رأي .يريد الجميع أن يعرفوا ما إذا كان هناك حياة هناك".
ولكن أهناك حياة خارج كوكبنا؟
هذا محتمل حيث "يعتقد معظم العلماء أن هناك حياة خارج كوكبنا والسؤال الوحيد هو ما إذا كنا سنكتشافها أم لا" بحسب برايس.
ويحلل برايس بيانات جمعت عبر تلسكوب نيو ساوث ويلز باركس كجزء من مشروع Breakthrough Listen ، وهو برنامج بحثي مدته عشر سنوات بقيمة 100 مليون دولار وصف في مجال الاتصالات الفضائية. ويعتمد البرنامج على رصد الموجات الكهرومغناطسية الصادرة عن مليون نجم قريب والمستوى المجري و100 مجرة على نطاق واسع من المستويات اللاسلكية والبصرية المختلفة.
باستخدام ملاحظات الموجات الراديوية لمسح مليون نجم قريب ، المجرة بأكملها الطائرة و 100 مجرة قريبة في مجموعة واسعة من الراديو والنطاقات الضوئية.
ويندرج المشروعت تحت مظلة مبادرات الاختراق ، وهي برامج أبحاث فضائية طموحة مخصصة لـتسريع كبير في عملية البحث عن حياة ذكية خارج الأرض أسسها الفيزيائي ورجل الأعمال الإسرائيلي-الروسي يوري ميلنر. هذه المبادارات تضم فريقًا رفيع المستوى مثل مؤسس فيسبوك مايكل زوكربيرغ وسيرجي برين من غوغل.
هناك أيضا مشاريع أخرى مثل Breakthrough Starshot ، والتي تهدف إلى إرسال مركبات فضائية صغيرة إلى النظام النجمي ألفا سنتوري (رجل القنطور) بسرعة تبلغ حوالي خمس سرعة الضوء (من الممكن نظريًا - ستكون المرة الأولى التي يمكن أن نسمي أنفسنا بمجتمع يرتاد النجوم بحسب برايس).
أما مشروع Breakthrough Watch ، فيهدف إلى تحديد وتوصيف الكواكب الصخرية بحجم الأرض حول ألفا سانتوري والنجوم الأخرى على بعد 20 سنة ضوئية عن الأرض بحثًا عن الأكسجين و"البصمات الحيوية" الأخرى.
وكأداة مراقبة رئيسية يستخدم برايس تلسكوب باركس الراديوي بقطر يبلغ 64 مترا بالإضافة إلى مجموعة ضخمة من تقنيات علم الفلك الراديوي المستخدمة لجمع البيانات في البحث العالمي عن "علامات تقنية" كدليل على التكنولوجيا مثل أجهزة الإرسال أو أجهزة تعمل بقوة الدفع (الدسر) التي أنتجتها حضارات خارج الأرض.
وتتمثل المهمة في رصد موجات ليزرية بالإضافة إلى الإشارات اللاسلكية القصيرة جدا المحددة جيدًا الناتجة عن عمليات طبيعية أو بعبارة أخرى ثرثرة الكائنات الفضائية.
وتعتبر عملية البحث صعبة كعملية البحث عن إبرة في كومة قش. ويعلق برايس قائلا " يجب عليك التأكد من أن لا تعثر على قمر صناعي عن طريق الصدفة وتخبر العالم بأنك وجدت حضارة غريبة. عليك أن تكون حذرا".
ويضيف " ليس هناك أي دليل على وجود حياة ذكية لغاية الآن ، لكن الكون لا يزال يغرينا بإمكانية هذا".
واكتشف فريق من العلماء، باستخدام بيانات قديمة من تلسكوب كيبلر الفضائي التابع لناسا، كوكبًا خارج المجموعة الشمسية بحجم الأرض يدور في النطاق الصالح للحياة، وهي منطقة محيطة بنجم حيث يمكن لكوكب صخري أن ينتج ماء ًبصورة سائلة.
وأشارت أبحاث سابقة إلى أن عشرين بالمئة من النجوم الشبيهة بالشمس في مجرتنا لديها كواكب مماثلة بحجم الأرض يمكن العيش عليها ("عددها كبير بشكل مذهل").
برايس مفتون بشكل خاص بظاهرة التدفق الراديوي السريع والتي ينتج عنها موجات ذات طاقة عالية غير معروفة المصدر من وقت إلى آخر، وكان يخطط لاكتشاف تجمع جديد مؤخرا.
ويشرح قائلا " يساعدنا هذا على فهم الكون وتكوينه". وكعالم كل اكتشاف جديد غير حاسم يحدث قشعريرة له "هناك الكثير مما يحدث في المجال".
وتشمل مهمات البحث الرئيسية القادمة إطلاق تلسكوب جيمس ويب الفضائي، أكبر مرصد فضائي على الإطلاق بقوة تصوير تفوق تلسكوب هابل الفضائي بـ 100 مرة، ومهمة ExoMars Rosalind Franklin للحصول على عينات من كوكب المريخ ، ومهمة ناسا دراغون فلاي Dragon Fly إلى قمر تيتان الجليدي والذي يعد أكبر أقمار زحل.
ويضيف يرايس" هذه كلها مشاريع مثيرة وصعبة للغاية. الفضاء كبير جدًا، والطريقة الوحيدة لإنجازها هي تحقيق بعض الاختراقات. أعتقد أن هذا سيحدث في العقود المقبلة ".
وبالرغم من كل هذا العمل الشاق عالي التقنية للبحث عن إجابات ، لم يفقد برايس أبدًا افتتانه بسر وسحر الفضاء، كما يقول.
وأردف قائلا " كلما تعلمت أكثر عن الكون، كلما أدركت جهلك. يتحدث الكثير من العلماء وعلماء الرياضيات عن شيء ما هو صيغة جميلة ، كما تعلمون - نظرية آينشتاين النسبية جميلة وأنيقة".
ويتابع" إنه لأمر معقد نوعً ما أن يسير الكون وفقا لهذه القوانين أو يبدو أنه يطيع هذه القوانين بقدر معرفتنا، ونعم هناك شيء سحري في ذلك".
حلقة حرب العوالم الاستثنائية في عرض أول يوم الخميس الموافق التاسع من يوليو على الساعة 8:30 مساء على أس بي أس وسيتم عرضه أسبوعيا كل خميس في تمام الساعة 9:30 مساء ابتداء من يوم الخميس الموافق 16 يوليو. سيعرض المسلسل مع ترجمة باللغة العربية على SBS on Demand.
شارك
