كشف بحث جديد عن فصل السلطات الصينية الأطفال المسلمين عن أهلهم المحتجزين وبيئتهم الدينية في معسكرات اعتقال في إقليم شينغيانغ في الصين على نطاق واسع و "تغير عقيدتهم" في مرافق أمنية مشددة تشبه مراكز احتجاز البالغين، في خطوة ترقى إلى حد "الإبادة الجماعية الثقافية".
كما يشتبه في أن تكون الصين وضعت حوالي مليون شخص خصوصا من الأويغور في معسكرات لإعادة التأهيل. وتنفي بكين هذه الأرقام وتتحدث عن "مراكز للتدريب المهني" للتصدي للتطرف الاسلامي.
ووفقا للباحث الالمانى خبير السياسات الصينية ادريان زنز، يحتجز مئات آلاف المسلمين في معسكرات ضخمة وأن هناك حملة كبيرة لبناء المدارس الداخلية تجري على قدم وساق.
Tens of thousands of Uyghur Muslim kids have been separated from their parents and sold to Chinese families or placed into "reeducation" orphanages like this one.
(This secretly recorded footage received by East Turkistan National Freedom Center.) pic.twitter.com/L1OBllY2Mr
— CJ Werleman (@cjwerleman) October 3, 2018
ويقول زنر الباحث في المدرسة الأوروبية للثقافة واللاهوت في كورنتال بألمانيا، إت الفصل الواسع النطاق بين الآباء والأطفال يصل إلى حد الإبادة الجماعية الثقافية.
وبحسب التقرير فإن "حملة الفصل بين الأجيال في شينغيانغ التي تقودها الدولة في الصين هي مؤشر واضح على أن هدفها طويل الأمد هو إبادة ثقافية مستهدفة ، تهدف إلى تغيير وضبط قلوب وعقول الجيل القادم تمامًا مع أيديولوجية الحزب الشيوعي".
وفي إحدى المدارس، عثر على أطفال منفصلين يرتدون ملابس رقيقة وغير مغسولة في منتصف فصل الشتاء، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى 20 درجة تحت الصفر. وأفادت إحدى المعلمات في ديسمبر/كانون الثاني عام 2018 أن الرائحة كانت سيئة للغاية "رائحة الفصول بأكملها" ، مضيفة أن الطلاب كانوا "في حالة يرثى لها للغاية".
بعد 10 سنوات
وأصبحت الاضطرابات الاثنية التي شهدها اقليم شينجيانغ قبل 10 سنوات وتعرض فيها سكان للطعن والضرب وحتى الحرق أحياء مما أدى إلى سقوط 200 قتيل، مستحيلة اليوم في هذه المنطقة الصينية التي أضحت دولة بوليسية.
في الخامس من تموز/يوليو 2009 شهدت عاصمة الإقليم أورومتشي أعمال عنف غير مسبوقة عندما تعرض أفراد من اتنية الأويغور التركية والمسلمة لاثنية الهان التي تشكل غالبية في الصين (92%).
لكن في السنوات الأخيرة وبعد سلسلة جديدة من الاعتداءات الدامية، اتخذت السلطات تدابير جذرية ونشرت كاميرات وحواجز أمنية وأجهزة كشف المعادن وأخذت بيانات بيومترية.
والأسبوع الماضي أعلن نائب رئيس شينغيانغ اركين تونيازي وهو من الأويغور أمام مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة أن أي هجوم إرهابي لم يسجل بعد في المنطقة منذ ثلاث سنوات.
وقال خبراء إن استيعاب الأقليات الاثنية المحلية خصوصا المسلمة وعدم المساواة بين الهان والأويغور يساهم في تغذية الأحقاد.
وقال الأستاذ في جامعة ألبيرتا بكندا والأخصائي في العلاقات بين الاثنيات في شينغيانغ رضا عصمت "هناك عدم ثقة متبادلة".
اللحى والمساجد
وأضاف "مع التدابير الأمنية المشددة يمكنكم وقف أعمال العنف (...) لكن ذلك سيخلق لدى جيل من الأويغور نوعا من مشاعر الريبة حيال اثنية الهان".
وكان اقليم شينغيانغ شهد قبل عقود هجمات دامية نسبت إلى انفصاليين أويغور. لكن اضطرابات عام 2009 سجلت منعطفا.
في السنوات التي أعقبت "ازدادت" الانقسامات بين المجموعتين كما قالت جوان سميث فينلي الأخصائية في ثقافة الأويغور في جامعة نيوكاسل.
وأعلنت بعد أن زارت شينغيانغ العام الماضي "الأوضاع متوترة دائما. وكلها مظاهر خادعة لإنقاذ ماء الوجه".
ومعسكرات إعادة التأهيل زادت الهوة بين الأويغور والصينيين الهان.
ووصفها نائب رئيس شينجيانغ الأسبوع الماضي في الأمم المتحدة بأنها "نجاحات سمحت للسكان بالابتعاد عن تأثير الإرهاب والتطرف".
وأعلن أشخاص أودعوا في المعسكرات أنهم ارسلوا إليها لمجرد اطلاق اللحى أو ارتداء النقاب.
وروى رجل أعمال كزاخستاني أنه رأى سجناء مسلمين يرغمون على تكرار أناشيد وطنية كل صباح أو تناول لحم الخنزير.
ومنذ 2017 دمرت مساجد ومراكز عبادة مسلمة في شينجيانغ بحسب صور التقطتها أقمار اصطناعية.
من جهتها، دافعت جلوبال تايمز الصحيفة المدعومة من السلطات الصينية، عن هذه التدابير واصفة أياها بالحكم الرشيد في شينغيانغ مشيرة إلى أن إنها جلبت "تغييراً كبيرا في المنطقة".
كما هاجمت الصحافة الغربية بالقول "سيركزون موضوعاتهم على مراكز التعليم والتدريب المهني، ستصبح مواضيع رتيبة وستفقد مصداقيتها بشكل متزايد في الإعلام الغربي".
