شهدت مدن أسترالية كبرى ، الأحد، مسيرات مناهضة للهجرة تحت عنوان "مسيرة من أجل أستراليا"، دعا منظّموها إلى وقف ما وصفوه بـ"الهجرة الجماعية"، فيما نظّمت مجموعات مناهضة للعنصرية مسيرات مضادة.
وأدانت الحكومة الأسترالية بشدّة وعلى نطاق واسع المسيرات المناهضة للهجرة، في حين حذّرت الشرطة من اي اعمال عنف.
وقال منظمو الاحتجاجات أن هدفهم هو إنهاء "الهجرة الجماعية" و"استعادة البلاد"، حيث حاول بعض المتحدثين في تلك المسيرات ربط الهجرة بقضايا مثل تكلفة المعيشة وسهولة الحصول على السكن.
وفي ملبورن، التقت مسيرات مناهضة للهجرة مع مظاهرات مؤيدة للفلسطينين في شارع كولينز، رغم محاولات الشرطة إبقاء الطرفين منفصلين. ووقعت مواجهات عند تقاطع شارعي بورك وسوانستون، وهو موقع تشهد فيه المكتبة العامة مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين أسبوعيا.
شرطة فيكتوريا تعتقل ستة أشخاص وتقول إن "العنف" وقع
وأعلنت شرطة فيكتوريا عن اعتقال ستة أشخاص خلال احتجاجات ملبورن، مضيفةً أن "مواجهات وعنفا وقعا" في ملبورن .
وأكدت ان "المعتقلين سيواجهون تهما تشمل الاعتداء على الشرطة، واثارة الشغب، ومحاولة السرقة، والاعتداء على الاخرين، ومقاومة الشرطة".

Protestors and counter protestors have met on Collins Street during the March for Australia anti-immigration rally in Melbourne, Sunday, August 31, 2025. (AAP Image/Joel Carrett) NO ARCHIVING Source: AAP / Joel Carrett
وقالت شرطة جنوب أستراليا إنها قامت باعتقال ثلاثة أشخاص في أديلايد خلال مسيرات الاحد ، مؤكدة ان المظاهرات نظمت "بأمان ودون انقطاع كبير".
وفقا لتقديرات الشرطة ، انضم 15000 شخص إلى الاحتجاجات ، بما في ذلك كل من المسيرات المناهضة للهجرة والاحتجاجات المضادة ، وكانوا "حسن التصرف بشكل عام".
وفي كانبيرا، اجتمع بضع مئات من المشاركين في مسيرة مناهضة للهجرة، حيث ألقت زعيمة حزب "أمة واحدة" بولين هانسون خطابا قالت فيه "إذا لم تحبوا هذا البلد، سأكون أول من يأخذكم إلى المطار ويضعكم على متن طائرة". كما تحدث السيناتور مالكولم روبرتس أمام الحشد منددا بالهجرة .

One Nation leader Pauline Hanson during the March for Australia anti-immigration rally in Canberra, Sunday, August 31, 2025. (AAP Image/Mick Tsikas) NO ARCHIVING Source: AAP / Mick Tsikas
وفيما اكدت شرطة نيو ساوث ويلز القاء القبض على امرأة خلال التظاهرات المناهضة للهجرة فأنها اعلنت بان تلك التظاهرات بـ "عدم وجود حوادث كبيرة"
كما التقى متظاهرون مناهضون للهجرة ومتظاهرون معارضون لهم وجها لوجه في منتزه شارع روما في الحي التجاري المركزي بمدينة بريسبان ، فيما شكّلت الشرطة خطا فاصلا بين المجموعتين للفصل بينهما.
وفي كوينزلاند ايضا ، اقيم مهرجان طعام متعدد الثقافات ليس بعيدا عن موقع المسيرة المناهضة للهجرة فيما سعت الشرطة إلى تهدئة المخاوف من احتمال استهداف الحدث ، واكدت إنه لن تكون هناك اشتباكات.
وتزامنت المسيرات المناهضة للهجرة مع تداول واسع على منصات التواصل الاجتماعي لمزاعم تفيد بأن 1500 مهاجر يصلون يوميا إلى أستراليا، وهو ما نفت صحته هيئة الإحصاء الأسترالية، مؤكدة أن الأرقام "لا تعكس الواقع بدقة".
وأعرب بعض العمال المهاجرين عن مخاوفهم من أن يستهدفهم المحتجون في المسيرات المناهضة للهجرة ، وحث بعض قادة الجالية الهندية المهاجرين الذين يعيشون في أستراليا على "البقاء في الداخل" من أجل "سلامتهم".
خبراء يحذرون من أن المعلومات المضللة والخوف من شأنهما أن يؤججا الانقسام
وصرح خبراء لقناة SBS News في وقت سابق من هذا الشهر بأن المعلومات المضللة التي تُحمّل المهاجرين مسؤولية مشاكل مجتمعية أعمق كانت عاملاً أساسياً في تنامي المشاعر المعادية للهجرة في أستراليا.
وقالت ليز ألين، الباحثة في علم الديموغرافيا في الجامعة الوطنية الأسترالية "نشهد بشكل متزايد خوف الأستراليين من تخلفهم عن الركب، وهذا الخوف ، سواء كان حقيقياً أو مُتصوّراً ، أمر لا يمكننا تجاهله".
وأضافت إن "فقدان الأمل يعني أن الخوف قد يسيطر، وهذا شعور قوي للغاية يكمن في صميم المشاعر المعادية للهجرة".
توني بيرك : لا مكان في استراليا لمن يسعون لتقسيم المجتمع وتقويض تماسكه
وكان وزير الشؤون الداخلية، توني بيرك، اكد لـ SBS News أنه لا مكان في بلدنا لمن يسعون لتقسيم المجتمع وتقويض تماسكه الاجتماعي.
وشدد قائلا "نحن نقف مع أستراليا الحديثة ضد هذه المسيرات فلا شيء يمكن أن يكون أقل أسترالية".
من جانبها، وصفت وزيرة الشؤون متعددة الثقافات، آن علي، التعددية الثقافية بأنها جزء أصيل من الهوية الوطنية، مؤكدة أن النشاط اليميني المتطرف المستند إلى العنصرية والمركزية العرقية "ليس له مكان في أستراليا الحديثة".
آن علي : التعددية الثقافية جزء أصيل من الهوية الوطنية لاستراليا
وأكدت ان الحكومة تقف إلى جانب جميع الأستراليين، بغض النظر عن مكان ميلادهم، ضد "أولئك الذين يسعون إلى تقسيمنا ويسعون إلى ترهيب المجتمعات المهاجرة".
واشارت الى ان "هذا النوع من النشاط اليميني المتطرف الذي يرتكز على العنصرية والمركزية العرقية ليس له مكان في أستراليا الحديثة".
ودعت زعيمة المعارضة سوزان لي إلى الهدوء والسلوك المحترم قبل الاحتجاجات.
وأضافت"في أستراليا، نحمي حق التعبير عن الرأي والاحتجاج ولكن يجب أن يتم ذلك بسلام واحترام"، ومضت الى القول "لا مكان للعنف أو العنصرية أو الترهيب في استراليا".
وتابعت انه في حين أن "الحدود القوية تحافظ على سلامتنا"، فإنها أيضا "تسمح لنا بأن نكون كرماء ومتعاطفين مع أولئك الفارين من الصراع".
وخلصت الى القول "هذه هي قصة أستراليا، الاحترام، والتسامح، والمجتمع ، وهي ملك لنا جميعا، وما يوحدنا سيظل دائما أقوى مما يسعى إلى تفريقنا".
من جانبه قال المتحدث باسم حزب الخضر لشؤون الهجرة ديفيد شوبريدج إن الحزب "متضامن مع كل مجتمع مستهدف ومهتم بهذه المسيرات البغيضة".
واضاف "بينما يسعى عدد قليل من المتعصبين إلى تقسيمنا، دعونا بدلاً من ذلك نعمل على تركيز وتمكين ملايين الأستراليين الذين يساعدون في بناء بلد عطوف ومرحب ويكونون جزءا منه."
وقالت المتحدثة باسم حزب الخضر لمكافحة العنصرية مهرين فاروقي إن اليمين المتطرف أصبح أكثر جرأة بفضل قطاعات من وسائل الإعلام والطبقة السياسية.
واوضحت انه "يجب وصف هذه المظاهرات بأنها وقائع حقيقية، إنها أعمال من إثارة الخوف والكراهية العنصرية".