أدت عملية تدافع في مركز إغاثة في جنوب غزة إلى مقتل ما لا يقل عن 20 شخصًا يوم الأربعاء، حيث ألقى مُشغل الموقع باللوم على «نشطاء حماس» داخل الحشود فيما عزت وكالة الدفاع المدني في الأراضي الفلسطينية سبب الذعر بين المحتشدين إلى إطلاق النار الإسرائيلي.
وهذه هي المرة الأولى التي تعترف فيها مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، بدعم من الولايات المتحدة وإسرائيل، بالوفيات في أحد مواقع التوزيع التابعة لها بعد أسابيع من المشاهد الفوضوية والتقارير شبه اليومية عن فلسطينيين يُقعون ضحايا في مكان قريب أثناء انتظار جمع الحصص الغذائية. وأظهرت لقطات لوكالة الصحافة الفرنسية جثثًا هامدة نُقلت إلى مستشفى قريب في مدينة خان يونس، بعضها بقي على الأرض والبعض الآخر تم وضعه على أسرّة ملطخة بالدماء.
وقال عبد الله عليان، أحد الشهود، إن الفوضى بدأت عندما أصيب مجموعة من المحتشدين من طالبي المساعدات بقنابل الصوت ورذاذ الفلفل. وأضاف عليان: «عندما رأوا الناس بدأت تقع ميتة على الأرض والناس تتراكم فوق بعضها البعض وتختنق، فتحوا البوابة وعندها بدأ الناس يتسلقون فوق بعضهم البعض».
ولم يتضح ما إذا كان عليان يشير إلى المقاولين الأمريكيين الذين يقومون بتأمين مواقع GHF أو القوات الإسرائيلية أو أي طرف آخر. وقال مسؤولو صحة فلسطينيون لرويترز إن 21 شخصًا توفي بسبب الاختناق في الموقع.
وقال أحد المسعفين إن الناس تم حشرهم في مساحة صغيرة وتم سحقهم.
وجاءت الوفيات الأخيرة مع استمرار المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، بهدف إبرام صفقة لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة والتدفق غير المقيد للمساعدات التي تشتد الحاجة إليها إلى القطاع. فيما اتهمت حماس إسرائيل بالرغبة في الاحتفاظ بالسيطرة العسكرية طويلة الأمد على غزة - وهي نقطة شائكة رئيسية في المحادثات، التي تدخل الآن أسبوعها الثاني في قطر.
فيما قالت GHF إن الضحايا «تعرضوا للدهس وطعن واحد وسط موجة فوضوية وخطيرة». وقال المتحدث باسم GHF تشابين فاي في وقت لاحق في مؤتمر صحفي إن الحادث «تم بتحريض من نشطاء حماس المسلحين» ونفى استخدام الغاز المسيل للدموع أو إطلاق النار على الحشد.
الدفاع المدني: إطلاق نار إسرائيلي سبب التدافع
في المقابل، قال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود البصل، لوكالة فرانس برس إن "الآلاف كانوا قد تجمعوا في الموقع عندما فتحت القوات الإسرائيلية النار، وأطلقت الغاز [المسيل للدموع]، ما تسبب في حالة من الذعر وتدافع، خصوصًا بعد أن أغلق الحراس بوابة مركز المساعدات أمام الحشود الجائعة".
فيما لم يصدر تعليق رسمي من الجيش الإسرائيلي حتى وقت نشر هذا التقرير.
تجدر الإشارة إلى أن مؤسسة GHF، التي توصف بأنها مبادرة خاصة رسميًا، بدأت عملها أواخر مايو/أيار بعد أن خفّفت إسرائيل حصارًا استمر شهرين، وسط تحذيرات من مجاعة وشيكة في القطاع.
وفي تقرير صادر يوم الثلاثاء، قالت الأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 875 فلسطينيًا وقعوا ضحايا أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء منذ أواخر أيار/ مايو، بينهم 674 شخصًا "في محيط مواقع تابعة لـ GHF". فيما صرّحت المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، رافينا شامداساني، الأسبوع الماضي، بأن "معظم الإصابات ناتجة عن أعيرة نارية".