في خطاب من المقرر أن يلقيه أمام النادي الوطني للصحافة، بعد ظهر اليوم، سيؤكد سيفارامان أن المزيد من الأستراليين يتعرضون لأشكال متعددة من الكراهية، بما في ذلك معاداة السامية، والعنصرية ضد العرب والفلسطينيين، وكراهية الإسلام.
وقال سيفارامان، وفق نص الخطاب الذي اطلعت عليه أس بي أس، إن بعض السياسات الحكومية الحالية "تضع المجتمعات في مواجهة بعضها البعض"، مشيراً إلى أن مشاورات أجرتها المفوضية الأسترالية لحقوق الإنسان أظهرت أن مجتمعات يهودية وفلسطينية وعربية ومسلمة في أستراليا شعرت بأنها "منزوعة الإنسانية" في ظل النزاع الدائر في الشرق الأوسط.
"لا مساواة بين أنواع العنصرية"
وأوضح سيفارامان أن "ذكر أشكال مختلفة من العنصرية لا يعني مساواتها، وذكر أحدها لا يُبطل الآخر"، مشدداً على أن تجاهل معاناة أي طرف يساهم في نزع إنسانية المنتمين إليه داخل أستراليا.
وأشار إلى أن "عدم الاعتراف بأحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر ضد اليهود والإسرائيليين ينزع إنسانية ضحاياها، وبالمثل فإن تجاهل الدمار الذي تسببت به إسرائيل في غزة بما في ذلك مقتل 18 ألف طفل، وانتشار المجاعة، وتدمير المنازل ينزع إنسانية الفلسطينيين ومن يعرّفون أنفسهم بهم".
63 توصية في إطار وطني لمكافحة العنصرية
ودعا سيفارامان الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات إلى الالتزام بإطار العمل الوطني لمكافحة العنصرية، الذي أطلقته المفوضية في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي ويضم 63 توصية. ويتضمن الإطار خطة عشرية تعترف بـ"الطبيعة الممنهجة والبنيوية للعنصرية" وبـ"الآثار التاريخية والمستمرة للاستعمار الاستيطاني على السكان الأصليين".
ورغم مرور تسعة أشهر على إطلاق الإطار، لم تتلقَّ المفوضية حتى الآن أي التزام رسمي من الحكومات المعنية.
العدالة العرقية تبدأ من العدالة للسكان الأصليين
وأكد سيفارامان أن جميع الجهود لمكافحة العنصرية في أستراليا يجب أن تكون "متمحورة حول السكان الأصليين"، قائلاً: "لا يمكن تحقيق العدالة العرقية دون تحقيق العدالة للأبورجيني وسكان جزر مضيق توريس". وأضاف: "كل أشكال العنصرية في هذا البلد تعود جذورها إلى العنف الأصلي ضد السكان الأوائل".
واختتم سيفارامان بالتشديد على أهمية مواجهة التاريخ بشجاعة، قائلاً: "علينا خوض محادثات صعبة وسماع حقائق غير مريحة، لكن القيام بذلك ليس وسيلة للانقسام، بل هو فعل قوي من أجل الوحدة".