خلال قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي عُقدت في هولندا، أكد وزير الدفاع الأسترالي، ريتشارد مارلز، أن أستراليا ستحدد مستويات إنفاقها الدفاعي بناءً على احتياجاتها الإستراتيجية الخاصة، مضيفًا أن "ما حدث هنا يمثل قرارًا مهمًا يتعلق بإنفاق الدول الأوروبية، وهو في النهاية شأن خاص بالناتو".
هذا الموقف يأتي في وقت يطالب فيه الرئيس الأمريكي حلفاءه، بشكل متكرر وصريح، بتقليل اعتمادهم العسكري على الولايات المتحدة، محذرًا من عواقب اقتصادية في حال عدم الاستجابة. ففي تصريح مثير، هدد ترامب بإخضاع إسبانيا لاتفاق تجاري أكثر صرامة بعدما رفضت الامتثال لرفع الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو السقف الجديد الذي أقرته دول الحلف.
وقال ترامب: "نتفاوض مع إسبانيا بشأن اتفاق تجاري، وسنجعلهم يدفعون ضعف ما يدفعه الآخرون"، معتبرًا أن الاقتصاد الإسباني "قد ينهار" إذا ما وقعت أزمة كبرى.

Donald Trump has long pushed for NATO allies to spend more on defence. Source: AAP / ANP/Sipa USA
وأوضح أن "هذا يمثل أكبر زيادة في الإنفاق الدفاعي بأوقات السلم في تاريخ أستراليا"، مشيرًا إلى أن الحكومة ستواصل تقييم المتطلبات المستقبلية "وفق ما تقتضيه المرحلة". فيما لم يجرِ مارلز أي لقاء مباشر مع ترامب أو وزير دفاعه بيت هيغسث، رغم الجهود المكثفة لترتيب لقاء رسمي يجمع الطرفين لأول مرة.
من جانبه، احتفى ترامب بقرار الناتو، واصفًا الاتفاق بأنه "نصر عظيم"، مؤكدًا دعمه للبند الخامس من معاهدة واشنطن، الذي ينص على أن "الهجوم على أي عضو هو هجوم على الجميع". وأشار إلى أن الأموال الإضافية يجب أن تُنفق على معدات عسكرية أمريكية الصنع، بينما أبدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحفظاته، منتقدًا التهديدات التجارية الأمريكية قائلاً: "لا يمكننا المطالبة بزيادة الإنفاق، وفي الوقت نفسه الدخول في حرب تجارية داخل الناتو. هذا تناقض غير مقبول".
الأمين العام الجديد للناتو، مارك روته، أكد أن الحلف سيخرج من هذه القمة "أقوى وأكثر عدالة وأكثر فتكًا"، موجهًا الشكر لترامب على دفع الحلفاء إلى رفع التزاماتهم. والهدف الجديد للإنفاق الدفاعي سيُقسَّم إلى 3.5% من الناتج المحلي على القوات والأسلحة، و1.5% على الأمن السيبراني والبنية التحتية العسكرية، وهو ما يمثل تحديًا ماليًا كبيرًا للعديد من الدول الأوروبية.
أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فقد اكتفى بحضور عشاء ما قبل القمة، والتقى ترامب لاحقًا بشكل منفصل، بينما اتهم الكرملين حلف الناتو بانتهاج مسار "عسكرة متسارع"، وترويج صورة روسيا كـ"شيطان جهنمي" لتبرير زيادة الإنفاق العسكري.
للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.