أستراليا تُعلن دعمها لقيام دولة فلسطينية وهيوسك يدعو إلى فرض عقوبات على إسرائيل

في خطوة تعكس تحولًا في السياسة الخارجية، أعلنت أستراليا تأييدها للاعتراف بدولة فلسطينية كوسيلة لدفع حل الدولتين، تزامنًا مع دعوات داخلية لفرض عقوبات على مسؤولين إسرائيليين بسبب الحرب في غزة. يأتي ذلك في ظل استعدادات لمؤتمر دولي حاسم في نيويورك الشهر المقبل بشأن القضية الفلسطينية.

A split image of two men in suits.

Australia's ambassador to the UN, James Larsen (left) and former Labor frontbencher Ed Husic. Source: Supplied, AAP / United Nations/Lukas Coch

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.

أعلنت أستراليا عبر ممثلها الدائم لدى الأمم المتحدة دعمها الواضح للاعتراف بقيام دولة فلسطينية، معتبرةً أن هذه الخطوة تشكل وسيلة لبناء الزخم اللازم لتحقيق حل الدولتين، وليس بالضرورة أن تكون نتيجة نهائية للمفاوضات كما كانت تُطرح تقليديًا.

وقال السفير الأسترالي لدى الأمم المتحدة، جيمس لارسن، خلال كلمة له في الجمعية العامة:
"حل الدولتين – دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل – هو الأمل الوحيد لكسر دائرة العنف المستمرة، وتحقيق سلام عادل ودائم لكلا الشعبين."
وأضاف أن أستراليا ترحب بجهود فرنسا والسعودية لحشد الدعم الدولي قبيل مؤتمر سيُعقد الشهر المقبل في نيويورك، يهدف إلى رسم خارطة طريق محددة زمنياً وغير قابلة للتراجع نحو قيام دولة فلسطينية.

وتأتي هذه التصريحات في وقت يتزايد فيه الضغط الداخلي على الحكومة الأسترالية، حيث دعا النائب العمالي السابق، إد هيوسك، الحكومة إلى التحرك نحو فرض عقوبات موجهة ضد مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية بسبب منع المساعدات الغذائية والطبية عن قطاع غزة.
A child sitting on a woman's lap. Behind them are destroyed buildings and rubble.
People inspect damage at the Fahmi al-Jarjawi School in Gaza on Monday, following an Israeli strike. Source: Getty, NurPhoto / Majdi Fathi
وأوضح هيوسك أن "إسرائيل منعت دخول المساعدات لمدة 11 أسبوعًا، ورغم السماح لاحقًا بمرور كميات صغيرة، فإنها لا تفي باحتياجات السكان المنكوبين." وأضاف أنه "يصعب تجاهل أن ما يحدث قد يُصنَّف في النهاية على أنه إبادة جماعية."

وقد نفت إسرائيل مرارًا اتهامات الإبادة، إلاّ أن محكمة العدل الدولية وصفت سابقًا بعض أفعالها بأنها "قد تشكل إبادة جماعية"، وهي الآن بصدد التحقيق رسميًا.
وبينما تحشد فرنسا والسعودية جهودًا لعقد المؤتمر، أكدت مصادر حكومية أسترالية نية كانبيرا إرسال ممثل رسمي لحضوره، دون تحديد المستوى القيادي للوفد حتى اتضاح هوية الحضور من جانب الدول المنظمة.

ويُذكر أن 147 من أصل 193 دولة عضوًا في الأمم المتحدة تعترف بالفعل بدولة فلسطين، فيما لم تعترف بها بعد كل من الولايات المتحدة، كندا، بريطانيا، فرنسا، وأستراليا.

وتقع القضية الفلسطينية حاليًا في صلب اهتمامات عدد من الدول الغربية، إذ حذرت كندا، فرنسا، وبريطانيا من احتمال اتخاذ "إجراءات إضافية، بما في ذلك عقوبات موجهة" ما لم توقف إسرائيل حملتها العسكرية وترفع القيود عن المساعدات.

وكان رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي قد استخدم مؤخرًا لهجة شديدة تجاه الحكومة الإسرائيلية، واصفًا تصرفاتها بأنها "غير مقبولة"، مشيرًا إلى أن "تبريراتها لوقف المساعدات تفتقر إلى المصداقية."

وفي بيان شديد اللهجة، دعت البعثة الفلسطينية لدى أستراليا الحكومة الأسترالية إلى الانتقال من الأقوال إلى الأفعال، مؤكدة أن الوضع في غزة "لا يُطاق" ويستدعي "إجراءات فورية".
نأمل أن تتخذ أستراليا خطوات ملموسة للضغط على إسرائيل ومحاسبتها، بما يشمل الاعتراف الفوري بدولة فلسطين، ودعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، للحفاظ على حل الدولتين
البعثة الفلسطينية لدى أستراليا
يُشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية، بقيادة بنيامين نتنياهو، ترفض فكرة حل الدولتين، وتصف الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الظروف الحالية بأنه "جائزة كبرى للإرهاب"، على حد تعبيرها.
A man in a black suit and a red tie is speaking into a microphone as he gestures with his hand.
Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu's government rejects an Israel-Palestinian two-state solution. Source: AAP, AP / Ronen Zvulun
هذا وامتنعت السفارة الإسرائيلية في كانبيرا حتى الآن عن التعليق على تصريحات رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي التي وصفت إجراءات الحكومة الإسرائيلية بأنها "غير مقبولة" و"تفتقر إلى المصداقية".
وفيما تستعد الأطراف الدولية لمؤتمر نيويورك، تتجه الأنظار إلى موقف أستراليا، ومدى استعدادها للعب دور قيادي في رسم ملامح سلام دائم في الشرق الأوسط، يتجاوز حدود التصريحات الدبلوماسية نحو خطوات سياسية ملموسة.

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطواعلى الرابط التالي.

أكملوا الحوار على حساباتنا على فيسبوك و انستغرام.

اشتركوا في قناة SBS Arabic على YouTube لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك

نشر في:

By Anna Henderson, Rashida Yosufzai
تقديم: Hamssa Abou Kheir
المصدر: SBS

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand