أعلنت أستراليا عبر ممثلها الدائم لدى الأمم المتحدة دعمها الواضح للاعتراف بقيام دولة فلسطينية، معتبرةً أن هذه الخطوة تشكل وسيلة لبناء الزخم اللازم لتحقيق حل الدولتين، وليس بالضرورة أن تكون نتيجة نهائية للمفاوضات كما كانت تُطرح تقليديًا.
وقال السفير الأسترالي لدى الأمم المتحدة، جيمس لارسن، خلال كلمة له في الجمعية العامة:
"حل الدولتين – دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل – هو الأمل الوحيد لكسر دائرة العنف المستمرة، وتحقيق سلام عادل ودائم لكلا الشعبين."
وأضاف أن أستراليا ترحب بجهود فرنسا والسعودية لحشد الدعم الدولي قبيل مؤتمر سيُعقد الشهر المقبل في نيويورك، يهدف إلى رسم خارطة طريق محددة زمنياً وغير قابلة للتراجع نحو قيام دولة فلسطينية.
وتأتي هذه التصريحات في وقت يتزايد فيه الضغط الداخلي على الحكومة الأسترالية، حيث دعا النائب العمالي السابق، إد هيوسك، الحكومة إلى التحرك نحو فرض عقوبات موجهة ضد مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية بسبب منع المساعدات الغذائية والطبية عن قطاع غزة.

People inspect damage at the Fahmi al-Jarjawi School in Gaza on Monday, following an Israeli strike. Source: Getty, NurPhoto / Majdi Fathi
وقد نفت إسرائيل مرارًا اتهامات الإبادة، إلاّ أن محكمة العدل الدولية وصفت سابقًا بعض أفعالها بأنها "قد تشكل إبادة جماعية"، وهي الآن بصدد التحقيق رسميًا.
وبينما تحشد فرنسا والسعودية جهودًا لعقد المؤتمر، أكدت مصادر حكومية أسترالية نية كانبيرا إرسال ممثل رسمي لحضوره، دون تحديد المستوى القيادي للوفد حتى اتضاح هوية الحضور من جانب الدول المنظمة.
ويُذكر أن 147 من أصل 193 دولة عضوًا في الأمم المتحدة تعترف بالفعل بدولة فلسطين، فيما لم تعترف بها بعد كل من الولايات المتحدة، كندا، بريطانيا، فرنسا، وأستراليا.
وتقع القضية الفلسطينية حاليًا في صلب اهتمامات عدد من الدول الغربية، إذ حذرت كندا، فرنسا، وبريطانيا من احتمال اتخاذ "إجراءات إضافية، بما في ذلك عقوبات موجهة" ما لم توقف إسرائيل حملتها العسكرية وترفع القيود عن المساعدات.
وكان رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي قد استخدم مؤخرًا لهجة شديدة تجاه الحكومة الإسرائيلية، واصفًا تصرفاتها بأنها "غير مقبولة"، مشيرًا إلى أن "تبريراتها لوقف المساعدات تفتقر إلى المصداقية."
وفي بيان شديد اللهجة، دعت البعثة الفلسطينية لدى أستراليا الحكومة الأسترالية إلى الانتقال من الأقوال إلى الأفعال، مؤكدة أن الوضع في غزة "لا يُطاق" ويستدعي "إجراءات فورية".
نأمل أن تتخذ أستراليا خطوات ملموسة للضغط على إسرائيل ومحاسبتها، بما يشمل الاعتراف الفوري بدولة فلسطين، ودعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، للحفاظ على حل الدولتينالبعثة الفلسطينية لدى أستراليا
يُشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية، بقيادة بنيامين نتنياهو، ترفض فكرة حل الدولتين، وتصف الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الظروف الحالية بأنه "جائزة كبرى للإرهاب"، على حد تعبيرها.

Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu's government rejects an Israel-Palestinian two-state solution. Source: AAP, AP / Ronen Zvulun
وفيما تستعد الأطراف الدولية لمؤتمر نيويورك، تتجه الأنظار إلى موقف أستراليا، ومدى استعدادها للعب دور قيادي في رسم ملامح سلام دائم في الشرق الأوسط، يتجاوز حدود التصريحات الدبلوماسية نحو خطوات سياسية ملموسة.