Feature

وسط تغيرات سياسية غير متوقعة: كيف يستعد الأستراليون في الولايات المتحدة للأسوأ؟

مع ازدياد التغيّرات في سياسات الهجرة وتشديد الرقابة على الأجانب، يعيش كثير من الأستراليين في الولايات المتحدة حالة من القلق وعدم اليقين بشأن مستقبلهم، وسط مناخ سياسي متوتر تحت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

Graphic art of cut-out pictures of Donald Trump, facing forward, and rear view of a couple hand in hand, superimposed on a map of the United States and an aerial view of houses.

Around 99,000 Australians live in the US, according to the most recent data from the United States Census Bureau. Source: SBS

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.

تقول "كيت" (اسم مستعار)، وهي فنانة مسرحية ومديرة صالات رياضية تعيش في نيويورك منذ سبع سنوات، إن حياتها هناك باتت "صعبة ومخيفة".
ورغم حصولها مؤخراً على الإقامة الدائمة بعد زواجها من مواطن أميركي، فإنها تشعر بأن التعامل مع الأجانب أصبح أكثر تشدداً.
وتروي كيت أنها خضعت خلال مقابلة الإقامة لاستجواب طويل بأسئلة لا تتعلق بزواجها، بل بتاريخ إقامتها السابق، مضيفةً:

"كنت خائفة من رفض طلبي، وحتى الآن ينتابني القلق كل مرة أغادر فيها البلاد أو أعود إليها خشية الترحيل."وتقول إن زوجها ينتظرها دائمًا خارج مكاتب الجمارك في المطار خوفاً من ألا يُسمح لها بالدخول مجدداً، فيما اضطر بعض أصدقائها من الأجانب إلى مغادرة البلاد فعلاً بسبب التوترات السياسية.
A crowd of people crossing a road in New York City
Advice on the Australian government's Smartraveller website advises that a valid visa does not guarantee entry to the US. Source: Getty / Alexander Spatari

حقائب طوارئ واستعداد للمجهول

تؤكد كيت أن الحديث عن "حقائب جاهزة للمغادرة" أصبح أمراً واقعياً بين أصدقائها، موضحة:

"لدينا نقاط لقاء محددة في حال انقطاع الاتصالات، ولدينا سيارات جاهزة للمغادرة السريعة… لا شيء مستبعد في ظل قرارات حكومية متسرّعة يمكن أن تغيّر حياتنا في لحظة."

تغيّرات مفاجئة تثير الذعر

يشير جوش بوغ، مؤسس منصة America Josh التي تدعم الجالية الأسترالية في الولايات المتحدة، إلى أن حالة القلق ارتفعت منذ بدء الولاية الثانية لترامب.
ويقول في حديثه لـ أس بي أس:

"يبدو أن الإدارة الحالية أصبحت أكثر سرعة في تنفيذ قراراتها، والتغيّرات تُطبَّق خلال أيام أو حتى ساعات دون إشعار مسبق."وكانت الإدارة الأميركية قد فرضت مؤخراً رسوماً قدرها مئة ألف دولار أميركي على تأشيرة العمل المتقدمة (H-1B)، ما أثار قلقاً واسعاً في أوساط العمالة الأجنبية، رغم تأكيد الحكومة أن الرسوم لن تشمل حاملي التأشيرات الحاليين.

ورغم أن معظم الأستراليين في الولايات المتحدة يعملون بموجب تأشيرة E-3 الخاصة باتفاقية التجارة الحرة بين البلدين، فإن بوغ أشار إلى أن القلق امتد إليها أيضًا، قائلاً إن أكثر الأسئلة تكرارًا اليوم هو:

"هل ستطال التغييرات تأشيرة E-3 أيضًا؟"
A man in a dark suit with a red tie standing at a podium in front of the American flag
Last month, US President Donald Trump's administration added a US$100,000 ($151,000) fee to the high-skilled worker visa known as the H-1B. Source: Getty / Alex Wong

التأشيرات لم تعد ضماناً للدخول

تقول ستيـسي تسوي، الخبيرة في شؤون الهجرة لدى شركة Vialto Partners في سيدني، إن الأستراليين يجب أن "يتوقعوا غير المتوقع"، رغم أن العلاقات الجيدة بين البلدين قد تُبقي برنامج تأشيرة E-3 بمنأى عن التغييرات.
وأضافت أن بعض التعليمات الجديدة تفرض على حاملي التأشيرات العودة إلى أستراليا كل عامين لتجديدها، ما يزيد من حالة التوتر.

وتنصح الحكومة الأسترالية عبر موقع Smartraveller مواطنيها بأن التأشيرة الصالحة لا تضمن دخول الولايات المتحدة، مشيرةً إلى أن السلطات الأميركية تملك صلاحيات واسعة لرفض دخول أي شخص.

خوف من الملاحقة وادخار "أموال الهروب"

تقول كارينا (اسم مستعار)، وهي أسترالية تعيش في نيويورك منذ أربع سنوات، إن التغييرات الأخيرة دفعتها وزوجتها إلى التفكير جدياً بالرحيل.
وتوضح أن زوجتها المتحوّلة جنسيًا باتت تواجه خطراً متزايداً مع تصاعد الخطاب العدائي ضد مجتمع الميم، وإصدار أوامر رئاسية تحدّ من الاعتراف بالهويات غير الثنائية.
وأضافت:

"كزوجتين من مجتمع الميم ومهاجرتين، أصبح من الصعب أن نشعر بأن هذا البلد يريدنا أن نبقى. نحن ندّخر المال تحسّباً لأي طارئ يجعلنا نغادر بسرعة."

من اختار الرحيل بالفعل

أما كلير (اسم مستعار، 36 عاماً)، فقد قررت مغادرة الولايات المتحدة ليلة الانتخابات الأخيرة، بعد أن خشيت من تغيّرات في سياسات التأشيرات قد تمنعها من العودة بسبب عملها في منظمة إنسانية.
وتقول:

"كنت أملك حياة مستقرة في واشنطن، وشريكاً أميركياً، وأصدقاء كثر، لكن لم أرغب أن يكون مستقبلي مرهوناً بقرار ضابط حدود."كلير تعيش اليوم في جنيف، بينما بقي شريكها في الولايات المتحدة. وتوضح أن مشاهد نشر الحرس الوطني في واشنطن في آب/ أغسطس الماضي أكدت لها صحة قرارها بالمغادرة، مضيفةً:

"تصاعد الخطاب العدائي وتعليق بعض الضوابط القانونية جعلا البقاء هناك خياراً صعباً بالنسبة لي."

أكملوا الحوار على حساباتنا على فيسبوك و انستغرام.

اشتركوا في قناة SBS Arabic على YouTube لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك

نشر في:

By Elfy Scott
تقديم: George Gharam
المصدر: SBS

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand