استغل زعماء أستراليا وبريطانيا وكندا قمة لندن للتحذير من صعود اليمين المتطرف، ومناقشة ملف الهجرة والدعم المتجدد لإقامة دولة فلسطينية.
واستضاف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر نظيريه الأسترالي أنتوني ألبانيزي وشريكته جودي جودي هايدون والكندي مارك كارني، وزوجته ديانا فوكس على عشاء جماعي بمقر رئاسة الحكومة في لندن.
وظهر القادة الثلاثة في وقت سابق على منصة مؤتمر سياسي يساري، إلى جانب رئيسة وزراء آيسلندا كريسترون فروستادوتير، حيث تبادلوا المواقف حول التحديات المشتركة.
وأكد انتوني ألبانيزي أن حكومته تحافظ على "موقف قوي" في أستراليا، ما يعزز ثقة الناس بالنظام السياسي ويحد من صعود اليمين المتطرف.
وفي مؤتمر صحفي، سُئل ألبانيزي عمّا إذا كانت سياسات أستراليا في الهجرة والاقتصاد قد ساعدت في كبح اليمين المتطرف، فقال "أود أن أقول إنه في أستراليا لدينا موقف قوي، وكان ذلك مهما ، الناس قلقون من صعود اليمين المتطرف في دول عدة، ومهمتنا هي ضمان أن يظل الناس يثقون بالنظام، وهذا ما تركز عليه حكومتي".
ولفت الى ان الحملة الانتخابية الأخيرة كشفت عن طرف سياسي اكتفى بالحديث عن المظالم والشكاوى، من دون أن يقدم حلولاً ملموسة لتلك القضايا.
وأضاف أنه شعر بغياب أي عمل سياسي بديل أو نقاش بنّاء، معتبراً أن هذا ما دفع خصومه ثمنه في الثالث من مايو.
صفقة الغواصات النووية والدعم لفلسطين
وأكد ألبانيزي ثقته بمستقبل اتفاق الغواصات النووية "أوكوس" مع بريطانيا والولايات المتحدة، مشيراً إلى أنه "لا توجد أي مؤشرات سوى الدعم المتواصل للمضي قدماً في الاتفاق، لأنه يصب في مصلحة الدول الثلاث".
وتقوم وزارة الحرب الأميركية بمراجعة الاتفاقية وخلال رحلة الرئيس الأميركي إلى لندن الأسبوع الماضي ، كان كل من ستارمر والملك تشارلز أكدا دعمها الاتفاقية علنا.
توني بلير ودور محتمل في غزة
والتقى رئيس الوزراء انتوني البانيزي مع توني بلير في لندن، حيث أثير الصراع في الشرق الأوسط.
وطرح اسم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير كخيار لقيادة سلطة انتقالية في غزة، بدعم من البيت الأبيض، رغم اعتراضات عربية بسبب دوره في حرب العراق عام 2003.
واشار ألبانيزي الى ان اللقاء بتوني بلير في لندن "أتاح له الاطلاع على بعض المبادرات والنقاشات الجارية".
واضاف "لا أريد استباق هذه المسارات، لكنها كانت فرصة مهمة للحصول على صورة أوضح."
ومضى الى القول "توني بلير شخص لعب دائماً دوراً بنّاءً، وهو يبحث دوماً عن الحلول. لقد انخرط لفترة طويلة في قضايا الشرق الأوسط، وأنا واثق من أنه سيواصل لعب دور بنّاء".
وكانت أستراليا وبريطانيا وكندا من بين الدول الغربية التي اعترفت بالدولة الفلسطينية خلال اجتماعات قادة العالم في نيويورك.
كير ستارمر وضغوط في بريطانيا
هذا ويواجه كير ستارمر ضغوطاً سياسية متزايدة في بريطانيا مع تراجع شعبيته في استطلاعات الرأي وصعود حزب "الإصلاح" اليميني المتطرف بقيادة نايجل فاراج. وقد اعتُبرت الانتصارات الانتخابية الأخيرة للأحزاب الوسطية اليسارية في أستراليا وكندا نماذج يُحتذى بها.
وأعلن ستارمر في مؤتمر اليسار عن سياسة جديدة لبطاقة هوية رقمية تُلزم البالغين بحملها إذا أرادوا العمل في بريطانيا، في محاولة لمعالجة مخاوف الناخبين بشأن الهجرة، وهو ملف رئيسي في حملة حزب "الإصلاح".
وقال ستارمر "أعلم أن الناس قلقون من مستوى الهجرة غير الشرعية. الحدود الآمنة والهجرة الخاضعة للرقابة مطالب مشروعة، وحكومتنا تستمع وتتصرف".
وأضاف أن الوقت حان ليواجه الساسة التقدميون الأكاذيب التي يروجها الشعبويون.
وقال إن " الوقت حان ليواجه الديمقراطيون بشكل مباشر بعض التحديات وبعض الأكاذيب، التي ترسخت في مجتمعاتنا".
