بعد هجوم بونداي.. تعديلات مقترحة على قوانين التظاهر في نيو ساوث ويلز

قال رئيس حكومة ولاية نيو ساوث ويلز، كريس مينز، إن الاحتجاجات "تطلق قوى" لا يستطيع منظموها السيطرة عليها، في حين يرى منتقدون أن المقترحات المطروحة تمثل تجاوزاً للصلاحيات.

Chris Minns in a blue shirt standing against a blue wall.

NSW Premier Chris Minns has defended the proposed powers. Source: AAP / Steven Markham

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.

سيستدعي رئيس حكومة ولاية نيو ساوث ويلز، كريس مينز، برلمان الولاية للانعقاد يوم الاثنين في محاولة لتسريع إقرار حزمة من التعديلات القانونية، وذلك في أعقاب الهجوم الذي وقع على شاطئ بونداي.
وكان مينز قد اقترح هذا الأسبوع عدداً من التغييرات، من المقرر مناقشتها في برلمان الولاية، قد تؤدي إلى تشديد القيود على التظاهرات في نيو ساوث ويلز، وذلك رداً على الهجوم الذي وقع في 14 كانون الأول/ديسمبر واستهدف مهرجان هانوكا يهودياً.

ويُزعم أن ساجد أكرم، البالغ من العمر 50 عاماً، وابنه نافيد أكرم (24 عاماً)، قتلا 15 شخصاً خلال المجزرة، حيث قُتل ساجد برصاص الشرطة، فيما يواجه نافيد عشرات التهم. وتعتقد الشرطة أن الاثنين كانا مستلهمَين من تنظيم الدولة الإسلامية.

ودافع مينز عن المقترحات يوم الأحد، قائلاً إنه يعتقد أن معاداة السامية "تبدأ بالشعارات" ثم تتصاعد إلى العنف.

وقال مينز لقناة ABC TV: "أعتقد أنه في كثير من الحالات، عندما ترى صوراً عنيفة وشعارات كراهية… فإن ذلك يطلق قوى لا يستطيع منظمو الاحتجاجات السيطرة عليها".

وأضاف: "مهما كانت أسباب تلك الاحتجاجات، أو المظالم والمخاوف الحقيقية بشأن ما يحدث في الخارج، فإن مسؤوليتي هي هنا في سيدني".

وأكد مينز أن لديه التزاماً باتخاذ كل إجراء ممكن لضمان "صيف هادئ" ولمّ شمل المجتمع.

وقال: "لا أعتقد أن ذلك يمكن أن يحدث إذا شهدنا احتجاجات جماهيرية كبرى تمر عبر قلب المدينة، والتي، برأيي، من شأنها أن تمزق ما تم شفاؤه من نسيج اجتماعي خلال سبعة أيام فقط".

ما هي التغييرات المقترحة على قوانين الاحتجاج؟

أعلنت حكومة مينز يوم الجمعة أنها ستتحرك لتقييد منح التراخيص للتجمعات العامة في مناطق محددة عقب أي حادث إرهابي، وهو ما يعني عملياً حظرها.

وبموجب القوانين المقترحة، سيُشترط إعلان وقوع حادث إرهابي وفق قانون الإرهاب (صلاحيات الشرطة) في نيو ساوث ويلز.
Flowers and other tributes on the ground outside Bondi Pavilion, where people are gathered.
The laws are being introduced in response to the Bondi Beach terror attack. Source: AAP / Bianca De Marchi
وقد أُقر هذا القانون عام 2002 عقب هجمات 11 أيلول/سبتمبر الإرهابية في الولايات المتحدة في العام السابق، ومنح الشرطة صلاحيات موسعة للتعامل مع التهديدات الإرهابية الوشيكة والاستجابة للهجمات.

وبموجب التعديلات المقترحة، وعند الإعلان رسمياً عن وقوع حادث إرهابي، يمكن لمفوّض الشرطة أو نائبه، وبموافقة وزير الشرطة، تحديد مناطق يُقيَّد فيها عقد التجمعات العامة مثل الاحتجاجات.

وستكون هذه المناطق تلك التي ترى الشرطة أن التجمعات العامة فيها قد تُشعر الناس بالترهيب أو تعرّض السلامة العامة للخطر.

وبمجرد صدور الإعلان، لن يُسمح بالترخيص لأي تجمعات عامة في تلك المناطق، بما في ذلك عبر المحاكم، كما ستُمنح الشرطة صلاحيات قائمة لتفريق الأشخاص عندما "يسبب سلوكهم مضايقة أو ترهيباً أو يعرقل حركة المرور".

وستسري هذه الإعلانات لمدة أولية قدرها 14 يوماً، ويمكن تمديدها حتى ثلاثة أشهر.

وأعلن مينز يوم السبت مقترحات إضافية، من بينها حظر العرض العلني للرموز والأعلام المرتبطة بمنظمات إرهابية محظورة.

وبموجب المقترحات، ستُمنح الشرطة أيضاً صلاحية مطالبة أي شخص بإزالة غطاء الوجه في تجمع عام إذا اعتقدت أنه يرتكب أي مخالفة.

وبموجب القوانين الحالية، لا يُطلب إزالة غطاء الوجه إلا لتأكيد هوية الشخص بعد اعتقاله.

أما القيود الجديدة فستعني خفض العتبة لتشمل جميع المشتبه بهم.

وأكد مينز أن الصلاحيات المقترحة "متناسبة"، مشدداً على أنها لا تهدف إلى "قمع الآراء".

كيف تُرخص الاحتجاجات حالياً في نيو ساوث ويلز؟

في نيو ساوث ويلز، يمكن لمنظمي الاحتجاجات تقديم نموذج "Form 1"، وهو طلب يُخطر الشرطة بنيتهم عقد تجمع.

ويمكن لشرطة نيو ساوث ويلز الاعتراض على الطلب وإحالته إلى المحكمة.

وإذا تم تقديم الإخطار قبل سبعة أيام على الأقل، ولم تحظر المحكمة التجمع، فيُعد تجمعاً عاماً مرخصاً، ويتمتع المشاركون فيه بحماية قانونية معينة.

أما إذا لم يكن مرخصاً، فإن "الأفراد الذين يختارون المشاركة قد يكونون عرضة للمساءلة بتهم عرقلة السير والتجمع غير القانوني"، بحسب شرطة نيو ساوث ويلز.

وبموجب التعديلات التي اقترحها مينز، يمكن لمفوّض الشرطة تعليق نظام الترخيص في بعض الأماكن عقب حادث إرهابي.
واتهمت النائبة عن حزب الخُضر في نيو ساوث ويلز والمتحدثة باسم شؤون العدالة، سو هيغينسون، مينز بـ "تجاوز سلطوي".

وقالت يوم الجمعة: "الخلط بين الحق في التجمع السلمي وبين أهوال جرائم القتل المعادية للسامية التي ما زلنا نترنح تحت وقعها في بونداي أمر خطير ومثير للانقسام".

كما اتهم رئيس مجلس الحريات المدنية في نيو ساوث ويلز، تيموثي روبرتس، مينز باستغلال "وضع مروّع" لدفع أجندة ضد "الحق المشروع في التجمع".

وقال روبرتس لقناة SBS News: "يبدو أنه يعتقد أنه قادر على فرض التماسك الاجتماعي عبر تنظيمه بالقوانين واستخدام صلاحيات الشرطة للاعتقال. هذا ليس الطريق لتحقيقه".

وأضاف: "نحقق التماسك من خلال النقاش حول القضايا، والاستماع إلى جميع أفراد مجتمعنا، والالتقاء في مظاهر قوية ومؤثرة، كما رأينا على جسر ميناء سيدني"، في إشارة إلى مسيرة مؤيدة للفلسطينيين جرت في آب/أغسطس.

أكملوا الحوار على حساباتنا على فيسبوك وانستغرام.

اشتركوا في قناة SBS Arabic على YouTube لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك

4 مدة القراءة

نشر في:

By Olivia Di Iorio

المصدر: SBS




Share this with family and friends


تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand