لماذا يريد الائتلاف أن يتعهد بضخّ ملياري دولار إضافية لهذه المنطقة دوناً عن غيرها؟

في خطوة تعكس تزايد التنافس الجيوسياسي في منطقة الهندو-باسيفيك، تعهّد الائتلاف في حال فوزه بالانتخابات المقبلة، بضخّ ملياري دولار إضافية في مشاريع البنية التحتية بالمنطقة، رافعاً تمويل مرفق تمويل البنية التحتية للمنطقة (AIFFP) من أربعة إلى ستة مليارات دولار.

A man in a blue suit and glasses is speaking.

The Coalition has pledged an additional $2 billion in Pacific infrastructure loans to counter Chinese influence in the region. Source: AAP / Bianca de Marchi

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.

أمن قومي... ونفوذ سياسي

يأتي هذا الإعلان في وقتٍ تُعتبر فيه قضايا الأمن القومي محوراً رئيسياً في الحملات الانتخابية، وسط تساؤلات متكررة عن موقف أستراليا من الصين، وارتباطاتها بالولايات المتحدة في ظل الاضطرابات العالمية المتزايدة.

وقال المتحدث باسم الشؤون الخارجية في المعارضة، ديفيد كولمان: "تمويل البنية التحتية بات ساحة جديدة للنفوذ في منطقتنا. إن منطقة الهندو-باسيفيك المزدهرة تُعدّ أساسية لأمن أستراليا ومصالحها الاستراتيجية".

ويهدف التمويل إلى دعم مشاريع كبرى، منها تحديث الموانئ في بابوا غينيا الجديدة، بالشراكة مع الحكومات والشركات الخاصة، من خلال القروض والمنح التي يوفّرها البرنامج منذ عام 2019.

استكمال لـ"خطوة الائتلاف في المحيط الهادئ"

وأكد كولمان أن التوسعة المرتقبة ستُعزّز علاقات أستراليا مع دول المحيط الهادئ وتيمور الشرقية، مشيراً إلى أن المشروع يُكمّل الروابط الدفاعية والأمنية والاقتصادية التي أرساها الائتلاف خلال فترة حكمه السابقة ضمن ما يُعرف بـ"خطوة الائتلاف في المحيط الهادئ".

انتقادات لحكومة العمال

من جانبها، وجّهت شخصيات من حزب العمال الحاكم انتقادات للائتلاف، متهمةً إياه بترك "فراغ استراتيجي" في المنطقة خلال فترة حكم سكوت موريسون وبيتر دَتُن، ما أتاح المجال لتوسّع النفوذ الصيني.

ومنذ توليه الحكم عام 2022، أطلق رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي حزمة من السياسات لتعزيز العلاقات الإقليمية، من بينها اتفاقية دفاعية مع بابوا غينيا الجديدة، ومبادرات أمنية وشرطية إقليمية، بالإضافة إلى إصدار تأشيرات جديدة لسكان جزر المحيط الهادئ.

لماذا الهندو-باسيفيك الآن؟

رغم أن المنطقة ليست محورًا رئيسيًا في اهتمامات الناخب الأسترالي العادي، إلا أن التطورات الأخيرة كعبور سفن استطلاع صينية حول أستراليا، والاضطرابات في الأسواق العالمية بعد تصريحات دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية أعادت التركيز على أهمية العلاقات الإقليمية.

وتنفق الصين مليارات الدولارات على مشاريع البنية التحتية في المنطقة، ما يثير قلق صانعي القرار في كانبرا بشأن احتمالات ترسيخ النفوذ الصيني قرب الحدود البحرية الأسترالية.

وفي هذا السياق، قال ألبانيزي تعليقًا على تحرّك السفينة الصينية: "كنت أفضل لو لم تكن هناك، لكننا نثق بقدرات قواتنا الدفاعية وأجهزتنا الأمنية".

مصالح اقتصادية... واستعدادات لأزمات عالمية

لا تقتصر أهداف أستراليا على الجوانب الأمنية فحسب، بل تسعى أيضًا إلى تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع دول المنطقة، استعدادًا لأي ركود اقتصادي عالمي محتمل، أو تداعيات إضافية لقرارات ترامب الاقتصادية على التجارة العالمية.

وبينما تستمر الحملة الانتخابية، يبقى ملف الهندو-باسيفيك واحدًا من أبرز الملفات التي تعكس التقاء المصالح الاقتصادية بالأمنية، في زمن تتشابك فيه الجغرافيا مع السياسة أكثر من أي وقت مضى.

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.

أكملوا الحوار على حساباتنا على فيسبوك و انستغرام.

اشتركوا في قناة SBS Arabic على YouTube لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك

نشر في:

By Cameron Carr
تقديم: George Gharam
المصدر: SBS

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand
لماذا يريد الائتلاف أن يتعهد بضخّ ملياري دولار إضافية لهذه المنطقة دوناً عن غيرها؟ | SBS Arabic