منذ أن عاد رئيس الوزراء سكوت موريسون من رحلته إلى اليابان الأسبوع الماضي، قام بعزل نفسه في المقر الرسمي لسكن رئيس الوزراء في العاصمة كانبرا والمعروف باسم The Lodge.
وبفضل المصور الخاص به، والذي يخضع للعزل أيضا، فإن الأستراليين يعرفون ما الذي يفعله رئيس الوزراء.
صحيفة The Daily Telegraph نشرت "صور حصرية" لموريسون وهو يتلقى مكالمات هاتفية في شورت قصير أو يمارس بعض التمرينات الرياضية على دراجة منزلية.
التغطية الإعلامية الإيجابية استمرت، حيث نشر برنامج The Today Show صور لرئيس الوزراء وهو يمارس تدريبات barre مع مقال عن تعليقات موريسون أن يومه الأول في الحجر الصحي "بدأ بشكل سيء".
وقال موريسون لمقدمة البرنامج Ally Langdon "لم يبدأ اليوم بشكل جيد بسبب خسارة the Blues ليلة أمس."
وفي برنامج 60 Minutes الذي تم إذاعتها بالأمس قال الصحفي Tom Steinfort لموريسون خلال المقابلة إن أخيه كان في الحجر الصحي، وهو كان يحمل إليه بسكويت "تيم تام" وزجاجات البيرة، ثم سأله "هل أرسلت إليك جيني والفتيات أي شيء مشابه."
موريسون الذي كان جالسا بجوار صورة عائلية موضوعة بشكل مثالي داخل الكادر، رد قائلا "يجب أن أقر أنني أتلقى عناية جيدة للغاية هنا، بالطبع أنا أفتقد جيمي والفتيات، كما يتوقع الناس. أعني أن هذا الأمر لا يختلف بالنسبة لأي شخص آخر في الحجر الصحي."
تأتي تلك المقابلة في وقت استقبل فيه رئيس الوزراء أنباء مشجعة خلال الأسبوع الجاري، حيث وصلت معدلات شعبيته إلى 66 في المائة، وهو أعلى معدل لها منذ أرعبة أشهر.
الدكتور مارك رولف، خبير الدعاية واللغة السياسية في جامعة نيو ساوث ويلز قال إن التسويق السياسي "لطالما كان مهما، وليس فقط مع قائدنا المجيد المعروف باسم سكومو."
وأضاف لبرنامج The Feed "الهوية السياسية كانت دائما أكثر أهمية من دفع الناس للتصويت."
وقال "إنها شيء موجود منذ 200 عام، ولكن مع ذلك، هناك هذا الاعتقاد بأن القادة في الماضي لم يقوموا بتلك الأشياء."
وقال رولف إن سكوت موريسون يذكره بجوزيف ليونز، رئيس الوزراء العاشر لأستراليا والذي تم انتخابه عام 1932.
وأضاف "مع جوزيف ليونز، تم اعتماد مقاربة "الرجل الذي يمثل الجميع"، أو "الرجل العادي الذي يعيش في الضواحي مع عائلته".
وأكد "تمثيل الأسر في الضواحي هو الشيء المشترك الذي يجمع ليونز ومينزير وسكومو."
وقال رولف إن عائلة ليونز كانت تكلف المصورين بتغطية رحلاتهم على العبارة بين ملبورن وتسامانيا: "يمكنك رؤيتهم أثناء الوداع على الرصيف البحري، أو عندما يرسلون صورا للمصورين للسيدة ليونز وهي تعيد تزيين المنزل، the Lodge في كانبرا."
وأكد "الشيء المشترك هو هذا التركيز على المنزل وما يحدث داخله."
وقال إن موريسون نشر صورا لنفسه على طريقة ليونز وهو يبني حظيرة للدجاج من أجل زوجته وأولاده أو وهو يقوم بطهو الكاري مع عائلته.
وقال رولف إنه بالنسبة للأستراليين يجب أن يبدو السياسيين متواضعين وغير ممتلئين بأنفسهم.
وأضاف "الأستراليون يرغبون في أن تعترف أنك لا يجب أن تكون مغرورا، وأنه يجب أن تكون مثل باقي الناس. وبالتالي، تجد شخص مثل جون هاورد يرتدي الملابس الرياضية ويشاهد الرياضة ويقفز في العواء عندما ينتصر الفريق الأسترالي في الرغبي على غريمه النيوزيلندي."
وعلى الرغم من أن زعيم المعارضة أنتوني ألبانيزي قد انتقد رئيس الوزراء أنه "يركز على الصور وليس إنجاز العمل" إلا أنه يسعى أيضا لرسم صورة لنفسه كواحد من الأستراليين الحقيقيين.
وقام ألبانيزي بمشاركة قصة نشأته في مساكن الإسكان الاجتماعي وتربيته على يد أم عزباء، وكذلك عشقه لفريق The Rabbitohs من دوري الرغبي الأسترالي، كما شرح الدكتور رولف.
كما قام أحد معامل البيرة في الأحياء الداخلية بسيدني بتسمية إحدى العلامات لديها باسم ألبانيزي لتصبحthe ‘Albo Corn Ale Beer’. ويمكن مشاهدة ألبانيزي في أحد الصور وهو ينسق الأغاني ويشرب زجاجات البيرة المفضلة للأستراليين أو "الستابيز" في أحد الحانات في 2016.
وقال الدكتور رولف "هناك فكرة تتعلق بالعمل الجاد، ورفع نفسه من البيئة الفقيرة التي تربى فيها. هذه هي الرسالة التي تروق للأستراليين."
وأكد الدكتور رولف على أن الدعاية يجب أن تكون متوازنة، حيث يمكن أن يؤدي التركيز الشديد على الدعاية إلى أن يبدو الشخص كما لو كان غير صادق.
وأضاف "الصعوبة في هذه الأيام أن وسائل الإعلام في كل مكان، فهي مستمرة على مدار 24 ساعة في اليوم، وسبعة أيام في الأسبوع."
وأمد "هناك مشكلة التغطية المتواصلة بشكل يزيد عن الحد، وهي ما قد تؤدي إلى إيصال رسالة رئاسة الوزراء أو جعل الناس يسأمون منها."
شارك

