تَعد تقنية شبكة الجيل الخامس 5G بسرعات خارقة بتغيير مفهوم الاتصالات حول العالم. وقد تصل هذه السرعة إلى 1 غيغابايت في الثانية وهو أمر مذهل تقريبًا. وهي تحصل أيضا على دعاية سلبية كبيرة.
وبالرغم من سرعتها التي وصفها البعض بالخرافية، فإن معارضي هذه التقنية يقولون بإنها ستقتل الطيور وتستخدم لأغراض عسكرية، وسيؤدي استخدامها إلى انتشار السرطان. ولكن في الحقيقة، معظم هذه الادعاءات غير معقولة، ومعظمها بعيد المنال ومبالغ بها وفقا للدكتور كارل كروسيلنيكي والمتخصص بالشأن العلمي بشبكة إيه بي سي الأخبارية.
ويشرح كروسيلنيكي أن ترددات تقنية 5G ليست قوية بما فيه الكفاية لتسبب تلفا في خلايا الجسم. وحاليا نستخدم شبكة الجيل الرابع 4G والتي تعمل على ترددات بين 700 ميغاهيرتز وواحد غيغاهيرتز، في وقت تعمل فيه شبكة الجيل الخامس في نطاقين رئيسين. النطاق الأول يعمل بأقل 6 غيغاهيرتز ونطاق آخر يعمل بمجال يتخطى الـ 24 غيغاهيرتز.
هذه الثنائية، ستمكن شبكة الجيل الخامس من إرسال البيانات إلى هواتفنا بشكل أسرع من شبكات الـ 3G و 4G. وقد تتباطأ السرعة في بعض الأحيان، نتيجة بعض العوائق في المناطق الحضرية كالمباني.
مخاوف من الإشعاعات

Source: AAP
وللعلم فإننا محاطون بالإشعاع الكهرومغناطيسي طوال الوقت الصادر من الهواتف المحمولة والأجهزة اللاسلكية الأخرى إضافة إلى مصادر طبيعية كأشعة الشمس.
وأحد أسباب المخاوف الصحية حول الـ 5G ،هو حقيقة أن بعض الموجات الكهرومغناطيسية قد تتلف ذرات الجسم وتتسبب بأنواع معينة من السرطان. وفي الواقع أن نطاق موجات الراديو المستخدمة في شبكات الهواتف المحمولة غير مؤيِّن (لإشعاع غير المؤين هو الإشعاع الكهربائي المغناطيسي الذي له طاقة محدودة تكفيه للتحرك حول الذّرّات داخل الجزيئات)، ما يعني أنه يفتقر إلى الطاقة اللازمة لتفتيت الحمض النووي ومن ثم إحداث تلف في الخلايا، بحسب ديفيد روبرت غرايمز، الباحث في علاج السرطان.
لكن التعرض بكثافة للطيف الكهرومغناطيسي بمستوى أعلى من المستوى الناتج عن الترددات المستخدمة في الهواتف المحمولة، يثير بوضوح مخاوف الإصابة بأخطار صحية.
كما تدخل أشعة الشمس فوق البنفسجية ضمن هذه الفئة الضارة، ويمكن أن تسبب سرطانا في الجلد.
ألم تصب بعض الفئران بالسرطان؟
وكان المعهد الوطني للصحة في الولايات المتحدة الأميركية نشر دراستين حول الإشعاع غير المؤين والسرطان. وعرض فيهما لأثار تعرض فئران ذكور وإناث للإشعاع الكهرومغناطيسي، من نوع مشابه لما سيحصل عليه الإنسان من هاتفه المحمول .
وتعرضت الفئران لمستوى عالي من الإشعاع (أكبر بكثير من انبعاث الهاتف)، مباشرة عبر أجسامها لتسع ساعات يوميا على مدار سبعة أيام في الأسبوع لعامين متواصلين.

Source: AAP
والمفارقة، أن إحدى الدراسات وجدت أن ذكور الفئران التي تعرضت للإشعاع عاشت بالفعل لفترة أطول من الفئران التي لم تتعرض للإشعاع، في وقت كانت فيه الذكور أكثر عرضة لسرطانات القلب والدماغ. أما إناث الفئران فلم تظهر عليها تغيرات واضحة.
ووجدت الدراسة الثانية أن ذكور الفئران التي تعرضت للإشعاع تعيش أيضًا لفترة أطول من الفئران التي لم تتعرض للإشعاع. ومرة أخرى، فإن ذكور الفئران التي تم تعريضها للإشعاع كانت لديها مستويات أعلى من السرطان.
إلا أن الدراسة أظهرت أن إناث الفئران اللواتي تعرضن للإشعاع كن أكثر عرضة للأورام اللمفوية الخبيثة. قد يبدو ذلك كدليل على أن الإشعاعات غير المؤينة يمكن أن تسبب السرطان. لكن عند النظر إلى الإحصائيات، فإن أعداد الفئران المصابة بالسرطان كانت منخفضة للغاية.
أخبار كاذبة
وفي سياق متصل، ورغم اعتماد تقنية الجيل الخامس من شبكات الهاتف من قبل العديد من الحكومات وشركات الاتصالات ومصنعي أجهزة الهاتف المحمول فى جميع أنحاء العالم، إلا أن روسيا حاولت التشكيك والمبالغة فى مخاطر هذه التقنية.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية فإن روسيا، تحاول عبر قناتها "روسيا اليوم" فى نسختها الموجهة لأميركا RT America، الترويج لمعلومات مضللة تتعلق بالمخاطر الصحية من تقنية شبكات المحمول الجديدة، وذلك على الرغم من أن شبكات الاتصالات الروسية أعلنت أنها تستعد لإطلاق التكنولوجيا الجديدة فى وقت لاحق من هذا العام.
