عاشت جانيس راتراي، التي تقيم في منزلها في كوليوونج على الساحل الأوسط لنيو ساوث ويلز منذ 11 عاماً، تجربة مأساوية بعد أن دُمر منزلها بالكامل السبت الماضي. ولم تتمكن من إنقاذ أي ممتلكات شخصية أو حيواناتها الأليفة. وقالت جانيس: "لم نأخذ شيئاً، لم يكن حتى حقيبتي. خرجت مباشرة"، مضيفة أن أسوأ ما شعرت به كان فقدان قططها.
الحريق انتشر بسرعة نحو المنزل، وكان على العائلة الفرار بسرعة. وقالت جانيس إن شريك ابنتها نيك جِبْس أصيب بحروق في أقدامه أثناء إنقاذ الطفل أوسكار، واضطر لقضاء الليلة في المستشفى. وشاهدت العائلة منزلها يحترق من الحديقة القريبة، واصفة المشهد بأنه "مدمر".
تضررت نحو اثني عشر عقاراً في كوليوونج، لكن رجال الإطفاء تمكنوا من السيطرة على الحريق سريع الانتشار بعد تغير الرياح إلى برودة نسبية. وما زال نحو 76 حريقاً برياً وعشبياً مشتعلاً في نيو ساوث ويلز، مع تسجيل خسائر إضافية في مناطق أخرى مثل بولاهديلا.
استجابة الحكومة والدعم المالي
سافر رئيس وزراء نيو ساوث ويلز، كريس مينز، إلى المناطق المتضررة والتقى بالعائلات التي فقدت منازلها في الوقت الذي تقترب فيه أعياد الميلاد. وأوضح مينز أن الحكومة تعمل على توفير الدعم الفوري، بما في ذلك المأوى المؤقت والمدفوعات النقدية للمتضررين.
أعلنت السلطات عن الكوارث الطبيعية في ست مناطق حكومية محلية، بما في ذلك الساحل الأوسط، ومدينة دوبو، ووارومبانغل، ما يتيح الوصول إلى الدعم الفيدرالي والولائي. ويشمل الدعم مساعدة الأفراد والشركات، وقروض تعافٍ ميسرة للمنتجين المحليين، ومنح للتنظيف وإعادة البناء، إلى جانب المساعدات الطارئة للأشخاص الذين فقدوا منازلهم.
وقالت وزيرة التعافي جانيل سافين إن الحكومة تحركت بسرعة لتوفير الدعم الأساسي للمتضررين، مؤكدة التزامها بتقديم المساعدة لجميع الأشخاص المتأثرين.
موسم حرائق صعب قادم
حذرت التوقعات الجوية من أن هذه الحرائق قد تكون مقدمة لموسم صيفي صعب، إذ توقعت هيئة الأرصاد الجوية الأسترالية درجات حرارة أعلى من المعدل العام وهطول أمطار أقل في معظم أنحاء البلاد، ما يزيد من مخاطر الحرائق. كما أشارت هيئة خدمات الطوارئ الأسترالية والنيوزيلندية (AFAC) إلى "مخاطر مرتفعة" في أجزاء من غرب أستراليا ونيو ساوث ويلز وفيكتوريا بسبب الجفاف وارتفاع المواد القابلة للاشتعال ونقص الرطوبة في التربة.
وحذر رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيز، من أن نيو ساوث ويلز قد تواجه "موسم حرائق صعب للغاية" هذا الصيف، مؤكدًا أن الحفاظ على الأرواح يظل أولوية قصوى رغم فقدان المنازل والممتلكات.

Natural disasters have been declared in six NSW LGAs, unlocking federal and state assistance. Source: AAP / Dan Himbrechts
تحديات في الوصول إلى مدفوعات الكوارث
على الرغم من تفعيل الدعم، إلا أن المتضررين غالباً ما يواجهون صعوبات في الحصول على المساعدات المالية. فقد أظهرت تجارب سابقة، مثل حرائق "الصيف الأسود" عام 2019 وإعصار ألفريد، أن الدعم لم يكن متساوياً بين المجتمعات المختلفة، وأن المساعدات المالية كانت غير كافية لتغطية الخسائر الكبيرة.
وأكدت بعض العائلات، مثل هولي رانكين في تاري، أن المدفوعات الأولية لم تكن كافية لمواجهة الأعباء المالية الكبيرة، مشيرة إلى أن آلاف العائلات فقدت كل شيء.
ووفقًا لتحليل الخزانة الفيدرالية، كلفت الكوارث الطبيعية الاقتصاد الأسترالي نحو 2.2 مليار دولار خلال النصف الأول من عام 2025، ما يعكس حجم التحديات أمام المتضررين والسلطات على حد سواء.
شارك


